نحن نوصل ولا نقطع ونوحّد ولا نفرّق
بقلم: الدكتور سالم الشكيلي
لم يكن بودّي كتابة هذا المقال، لولا انّ الساكت عن الحق شيطان أخرس ، ومجاراة الباطل خطيئة كبرى لا تغتفر وخاصة إذا تعلّق الأمر بالوطن، أو بمن يُمثله في المحافل الدولية، فهذا الأصل لا ينطق باسمه بل باسم وطنه، وبالتالي يُعتبر الرد على من يقدح فيه ويوجه له السباب من أوجب الواجبات، ومسألة المثاليّة والصبر الذي تحلينا به في سالف الوقت والأيام، جعل بعض الحمقى يتمادَون في إظهار قلة الاحترام والتقدير، واعتبروا عدم الرد ضعفاً، لذا فمقالي هذا يُمثل وقفة شخصية مع ما حصل بعد إلقاء معالي وزير الخارجية العماني كلمته في منتدى المنامة، لذا فالمقال اقتضاه المقام، والعماني إن قال أخرسَ وألجمَ، أما مقامه، فالرقاب لن تستطيع أن ترنو إليه، لأنه يجاور الشمش علوًا وفخراً وشموخاً.
يبدو أنّ كلمة معالي محزم السلام الدولي – أقتبس من الشاهين العماني – لم تأتِ على هوى بعض الأقلام المأجورة ولا ولا مع نفوس المغردين الأفِنة المسعورة، وهم يعلمون ذاتهم أنهم كذلك، يريدوننا تبعاَ، وهم يدركون أننا لا نرضى إلا أن نكون الأصل، وذاك ما يؤجج نيران الحقد والحسد في صدورهم، يريدون منا أداة قطع، ونأبي إلا أن نكون أداة وصل، يريدون منا أن نكون سبباً للفرقة، ولم نكن يوماً إلا من دعاة الوحدة ولن نكون إلا كذلك والتاريخ والوقائع تشهد بذلك، وعليهم أن يقرأوا وينظروا حولهم وسيجدون الإجابة في متناول أيديهم، إلا إذا كانوا صمّا بكماً عمياً فهم لا يعقلون، وإني لأظنهم كذلك، فقد أعمتهم الغيرة، وقد أعمى بصيرتهم المال السياسي.
إنّ القاموس السياسي العماني، لا يتضمن خيارات الحرب والحصار والمقاطعة، وإنما يتضمن مبدأ السلام وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للغير، وحلّ الخلافات بالحوار والتفاهم المشترك، فالحوار وحده يجعل كل طرف يفهم مخاوف أي طرف من اطراف الخلاف، ومن هنا فإنّ القاموس السياسي العماني، لا يتضمن لوغارتمات يصعب فهمها، وهو ليس قاموساًَ عارضاً، بل هو ثابت ودائم يمكن تطبيقه في كل الأزمات، فقد كتب باللغة العربية الفصحى، لغة النور والضياء، وليس بلغة الحواري ولا بلغة الغرف المظلمة .
أعود إلى بعض المغردين الذين كالوا السباب والذم والقدح للعمانيين عمومآ، وممثل سياسة بلدهم خصوصاً، فهذا أحدهم ذكر في تغريدة له، بأنه رأى العمانيين يتسولون في شوارع قطر إلى آخر ما قاله، ويبدو أنه يقيس الآخرين على نفسه، ذلك أنه شخصية تباع وتُشترى بثمن بخس، هو سوري الجنسية صهيوني الهوى، عديم الضمير، يتسول موائد اللئام، ومن كان كذلك فليلجم لسانه عن عمان والعمانيين، فوالله إنه لا يُساوي عندنا ذرة تراب عالقة على نعل غماني أو عمانية .
أما من يتسمى بالدكتور …، فليعلم إن كان لديه لب أو عقل أو شيءٌ من المعرفة، فإنّ النساء العمانيات الماجدات لا يلدن إلا أبطالاً، سيوفاً ومحازم وخناجر للسلام، ورغم أني لا احب تمجيد الأشخاص ، فالذي وصفته بالكلب الذي رحل فهو في عيون الأمة العمانية ” خنجر السياسة العمانية ” ومن جاء بعده فيُوصف اليوم بمحزم السلام الدولي، والسياسة ياعديم الأخلاق والأدب هي سياسة دولة وأمة تُعبّر عن ثقافتها وحضارتها ورقيها، وليست سياسة فرد واحد، وأما الكلاب فأنت أحدها تنتظر عظمة أو كسرة خبز يرميها عليك سيدك من فتات طعامه، مع الكلاب الأخرى بسكة الحارة التي تزكم النفوس من قذارتها، لكنها تناسبكم .
والثالث وهو من رواد الحانات والخمارات، ورافعي الرايات فيها، ومن كان حاله هذا، فمن الطبيعي أن تكون نقائصه كثرى، وعثراته تترى ومصائبه كبرى، جده لغو وحديثه هزؤ، يدل على انحطاط في السلوك، وهو عبدٌ لمن دفع، لذا فالزعتر أغلبه مضار، فقد ثبت علمياً أنه يسبب العديد من الأمراض، من بينها الحساسية والسكتة القلبية، وأخشى عليه من ارتداد سلبياته على كينونته.
وفي ختام هذا المقال فإني أعتذر من القاريء الكريم، فلربما استخدمت بعض المفردات القاسية، ولكنّ العينُ بالعينِ والأذن بالأذنِ والأنف بالأنفِ والسن بالسنِ والجروح قصاص، والباديء أظلم، ونحمد الله أننا عمانيون ندافع عن بلدنا وعن الحق المبين الذي تنتهجه، ولسنا شراذم أو مرتزقة مأجورة، تمّ جلْبنا من أصقاع شتى، اليوم على مائدة لئيم، وغداً على مائدة أخرى أكثر دسَمًا، يلعنون صاحب المائدة الأولى، فهذا ديدنهم، وتلك موهبتهم ومهنتهم .
فليحذر الذين استقدموكم من كيدكم. والسلام