من المعلم الناجح
بقلم: حليمة بني سعد
سأتحدث في هذا المقال عن فارس ظل يجد و يجتهد منذ أن حمل الأمانة إلى وقتنا الحاضر وهو بالعطاء نفسه من أجل ماذا؟ من أجلكم أيها الطلاب.
هو شخص غير عادي باختصار هو فارس الميدان التربوي، الذي وقف وقفةً يشار إليها بالبنان إني أتحدث عن المحارب، الذي يحارب ليقضي على الجهل والتخلف أينما وجد بكل أشكاله ويخرج في الوقت من الرجعية والتخلف و يأخذ بيدك نحو العالم المتفتح المشرق، وهو المُرابط على الحدود يحمي عقولنا. وقبل كل شيء هو حامل رسالة غراء تسير على نهج الأنبياء عليهم الصلاة و أزكى التسليم، فهو حريص أن يعلم الناس وأن يبلغ الرسالة التعليمية حتى آخر نفس في حياته. ما أعظمك أيها المعلم
وقف وقفة الفارس الشجاع في وسط الميدان ليحارب ذلك الجهل الذي عما بداخلك أيها المتعلم، هو الذي أضاء لك الدرب بعد الجهالة، هو الذي تحمل الكثير من العبء والتعب والجهد من أجل أن ينير عقلك بالعلم والمعرفة الغزيرة. حقاً أنه فارس، وكأنه يحمي عقولنا من أي غزو.
أيها الطلاب ( معلمي المستقبل): أنتم الآن أصبحتم تقولون إنكم معلمون بعد هذه الدراسة الجامعية، ولكن تأملوها قليلاً هل هي مجرد كلمة تقولونها هكذا ( نحن معلمون)؟ وماذا بعد هذه الكلمة؟
السؤال الأهم الذي يطرح نفسه هل سألت نفسك أيها الطالب يا من سيصبح معلماً بعد سنة أو سنتين كيف تستطيع أن تصبح معلماً ناجحاً؟ وكيف أرتقي بمستوى مع طلابي لنظل في مظلة الرقي والتألق دوماً بعلمنا …. كل هذه الأسئلة وغيرها ستجيب عنها الصفحات القادمة..
المعلم هو قائد تربوي ميداني يخوض معركته ضد الجهل و التخلف ولينشر العلم والمعرفة، وهو يعد العمود الفقري لأي مدرسة أو مؤسسة تعليمية. المعلم يحمل رسالة تربوية ويجب أن يكون قادرا على حملها فقد كان الرسول صل الله عليه وسلم وصف المعلم بالرسول وهذا دليل على أن المعلم يحمل أقوى رسالة ، وسيحاسب عليها، لذا يجب على المعلم أن يسعى بشتى أنواع الطرق إلى توصيل هذه الرسالة على أكمل وجه ولا يكتفي فقط توصيل الرسالة بل يصاحبها في ذلك أن يكون المعلم ناجحاً في توصيل العلم والمعرفة.
هناك صفات يجب على المعلم أن يتحلى بها حتى يصبح معلما ناجحا قادراً على توصيل الرسالة المسؤول عنها ، فمن اهم الصفات أن:
– يكون محباً لمهنته: فمن اجمل العبارات التي قيلت في حب العمل ” حب ما تعمل حتى تعمل ما تحب” حيث إن المعلم الناجح يجب أن يكون محباً لمهنته، وتذكر أن مهنة التعليم من اشرف وأهم المهن لأنه من خلالها تعمل على تعليم المجتمع بأكمله و تحدث نقله كبيرة في عقول الناس.
– الإخلاص: على المعلم الناجح يتحلى بالإخلاص وأن يقوم بكل واجباته واعماله على أكمل وجه، و إتقان في عملية التعليم.
– ذكاؤه وفطنته وسعة أفقه و بعد نظره ويقظة عقله ليتمكن من معالجة مشكلات التدريس بحنكة وحكمة.
– فهمه التلاميذ والتكيف مع احتياجاتهم: على المعلم الناجح أن يتواصل معهم والتقرب منهم، وعدم التحيز في معاملتهم مما يؤدي ذلك إلى تقربه أكثر من طبيعة تلاميذه ومن خلالها يستطيع معرفه طرائق التدريس واساليبه التي تساعده في تعليمهم ومساعدتهم على تجاوز الصعوبات التي قد تواجههم أثناء التعليم، وهذا يوطد علاقته بهم ويكون من أهم أسباب نجاحه.
– تمكنه من مادته، لأن أخطاءه تقلل من ثقة تلاميذه به وتجعلهم لا يهتمون بالتحضير الجيد للمادة.
– سعة اطلاعه : على المعلم حتى يصبح ناجحاً لا يكتفي فقط بالكتاب المدرسي حتى لا ينزل مستواه إلى مستوى تلاميذه يل عليه كثرة الاطلاع على كل جديد أو يدعم مهنته مثل ( علم النفس والتربية ، طرائق التدريس، و التكنولوجيا الحديثة، …إلخ) حتى يكون دائماً في مستوى ثقافة عصره.
– مساعدة الطلاب: المعلم الناجح بقدراته وذكائه يستطيع أن يساعد الطلاب على تجاوز جميع المشكلات التي قد تواجههم في حياتهم ، فلا تعتقد أيها المعلم أن مهنتك فقط هي محدودة في عملية التعليم ، بل أنت مسؤول عن طلابك من جميع الجوانب، يجب عليك توجههم ومساعدتهم على حل المشكلات التي قد تواجههم. حتى قال الإمام ابن جامعة ” إذا غاب بعض الطلبة غياباً زائداً عن العادة سأل عنه معلمه أو قصد منزله بنفسه، فإن كان مريضاً عاده، وإن كان في حاجة أعانه، وإن كان في غم خفض عليه، وإن لم يكن شيء من ذلك تودد إليه ودعا إلية”.
– التجدد والبعد عن الروتين: من أهم أسباب عدم حب الطلاب التعليم هو تقيد أغلب المعلمين لوسيلة واحدة في التدريس، مما قد يسبب لهم الملل ; على المعلم أن يبتكر و ينوع في أسلوب التدريس باستخدام وسائل تعليمية متنوعة ويكون فيها المرح، ويجب عليه أن يوازن بين المزح والجد في التعليم حيث قيل :” أعط الكلام من المزاح بمقدار ما تعطي الطعام من الملح”.
– القدرة على ضبط الفصل: لابد أن يكون المعلم ذو شخصية قيادية أداءً و فكراً وعلماً حتى يستطيع قيادة صفه بطريقة مُثلى.
– احترام الطالب.
بالمختصر المعلم الناجح هو له دور فعال في التأثير في مستقبل الطلاب، فهو بكفاءته يترك أثراً في كل مكان . هو من يضع اهدافه و خططته بناء على شخصيات الطلبة ، وحاجاتهم ، واهتماماتهم، فنجاح الطالب في مواده يعتمد بشكل كبير على كفاءة المعلم الناجح وطرائق تدريسه الفعالة و المتميزة، وهو من يمتلك شخصية إيجابية ومشجعة ويبني علاقات إنسانية مع طلابه، فيعد المعلم الناجح النموذج المثالي الذي يحتذى به، فمن خلاله يتعلم التلاميذ الأخلاقي والانضباط والتعاون والالتزام و التسامح والنشاط، ويبعث في تلاميذه روح العطاء والاكتشاف والمغامرة والتفوق والتميز.
مهنة التعليم من المهن التي تحمل رسالة عظيمة جداً، والمعلم هو من أكثر الأشخاص القادرين على ترك أثر في نفوس المتعلمين، لذلك احرص على أن يكون أثرك طيباً و ملهماً لطلابك.