النفاق الأوروبي تجاه قضايانا
بقلم : إبراهيم عطا
النفاق الأوروبي تجاه قضايا العرب والمسلمين, وعلى راسها قضية فلسطين لا يتوقف ابدا، فغالبا ما نرى الاروربي يقف قلبا مع الموقف الامريكوصهيوني، ولكن قالبا يحاول أن يكون مختلفا، ليبدو موقفه ارقى من موقف “اليانكي”…
فمنذ انطلاقة الثورة الفلسطينية و العمليات الفدائية وعمليات خطف الطائرات وغيرها، في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، وقف العالم برمته، وعلى رأسه اوروبا طبعا، ضد “الإرهاب الفلسطيني” لان الاعلام العالمي الموجه تبنى وجهة النظر الصهيونية التي استمالت عطفهم من خلال ترديد “يريدون إلقاء اليهود في البحر….”
وعندما اشتعلت شرارة الانتفاضة الاولى في اواخر الثمانينيات وشعر العالم، وعلى راسه اوروبا طبعا، أن الصهاينة حشروا بموقف حرج جدا، طالبت اوروبا المنافقة بوقف “العنف” من أجل اطلاق عملية سلام شرق اوسطية لم تصل ابدا بسبب تعنت المحتل الصهيوني وسياسته الاستيطانية التوسعية، ولم تقم عندها اوروبا المنافقة بأي خطوات فعلية لدفع العملية الى الامام….
فهم الشعب الفلسطيني عندئذ ان عجلة السلام لن تسير قدما بدون قوة محركة ودافعة، فكانت الانتفاضة الثانية التي افقدت الصهاينة صوابهم وحرمتهم النوم، فتحرك الأوروبي المنافق من جديد متبنيا وجهة النظر الصهيونية، ومطالبا ايضا بوقف “العنف” وعمليات “قتل الابرياء” من أجل العودة الى المفاوضات…
توقفت انتفاضة الأقصى بعد هجمات ١١ سبتمبر، وقام الصهاينة بعدها بالتخلص من الرئيس المشاكس وفرضوا على الشعب الفلسطيني رئيسا مسالما يمنع الانتفاضات وكل أعمال المقاومة ضد الاحتلال، ومرت حوالي ١٥ سنة والصهاينة ينعمون بنتائج مقررات اوسلو وعمليات التنسيق الامني، الا ان “عملية السلام” راوحت مكانها ولم تتقدم خطوة واحدة، بل على العكس زاد الصهاينة من وتيرة مصادرة الاراضي والاستيطان والقتل والاعتقال، ولم تقم اوروبا المتحضرة بممارسة أي نوع من الضغط على دولة الاحتلال لتجعلها تعود الى طاولة المفاوضات…
ليتاكد لنا ومن جديد ان السياسة المسالمة مع الاحتلال لم تؤد الا الى المزيد من التصلب والغطرسة، حتى وصلت الى مراحلها الاخطر بعد إعلان الولايات المتحدة الارهابية ما يسمى بصفقة القرن، والاعتراف بالقدس عاصمة ابدية وموحدة للكيان الصهيوني ، ومع ذلك لم نر أي تحرك للاوروبي المنافق سوى بعض التصريحات الجاهزة، وها هو الارهابي نتنياهو، وبدعم من الدكتاتور الامريكي، يعمل الآن على تنفيذ الجزء المتعلق بضم أراضي من الضفة الغربية، ومع ذلك ما يزال الموقف الأوروبي المنافق على حاله، رافضا لهذه الخطوة “الغير قانونية” في العلن, اما على أرض الواقع فلا يتجرأ على اتخاذ أي خطوة ملموسة لوقف عملية الضم الصهيونية…
واذا تمت عملية الضم هذه خلال الاسبوع القادم، قد تنطلق الانتفاضة الثالثة او تعود عمليات المقاومة المسلحة ضد الاحتلال، وعندها سنرى اوروبا المنافقة تتحرك من جديد للمطالبة بوقف “العنف” والعودة الى مفاوضات السلام….
ولكن يا سادة الم يحن الوقت لكي نتعلم الدرس مما مضى، وان نفهم ان العالم كله، وعلى رأسه اوروبا المنافقة طبعا، لا يحترم الا القوي حتى ولو نعته العالم برمته بكل صفات الارهاب؟؟؟