الذئب العُماني لا يهرول عبثاً
بقلم:أحمد جداد الكثيري
تولى معالي الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية العمانيه معالي يوسف بن علوي بن عبدالله آل ابراهيم قيادة الوزاره وذلك منذ عام 1997م والى يومنا هذا .
ولد معاليه في عام 1945م بمدينة صلاله العمانيه ، حيث إنه درس وتعلم في مدارس دولة الكويت الشقيقة ، كذلك عمل فيها بعد ذلك الى عام 1970م ، (أتى ذهابه الى الكويت بعد تراجعه عن العمل الثوري ضمن قيادات ثورة جبهة تحرير ظفار ، حيث أنه إرتأى في عدم إستكمال الحرب نتيجةً لتحقيق أهداف الثوره بتغيير نظام الحكم في عُمان عام 1970م ) ،
ثم بعد ذلك أرسل إليه السلطان الراحل قابوس بن سعيد طيب الله ثراه يطلب منه العوده الى البلاد والانضمام الى العمل مع الحكومه الجديده .
حيث عينه عضواً في اللجنه العمانيه للنوايا الحسنه الموفده آنذاك لجميع العواصم العربيه عام 1971م ، ثم تم تعيينه سفيراً في لبنان ومن ثم نائباً للأمين العام لوزارة الخارجيه فوزيراً مسؤولاً عن وزارة الخارجيه عام 1997 م.
لقب بخنجر الدبلوماسية العمانيه وآخرون يقولون بأنه ثعلب الخليج العربي لدهائه وشدة حكمته ، أما أنا شخصياً فإنني أحب أن أُسميه بالذئب العماني الهادئ والذي هو شرساً خطيراً في وقت الحاجه ، ذلك لما يمتلكه معاليه من حضور وشخصيه وهيبه كبيره تعكس شموخ وقوة الرجل العماني الاصيل .
معاليه رجل حكمه ودهاء، سياسه وعطاء، يده مبسوطه كل البسط للآخاء، رسم مع مولانا الراحل خطوط خارطة السلام الشامل، المبنيه على الصدق والتعاون والتكاتف مع جميع دول العالم ، بنى بسواعده الفتيه وذكائه المعروف جميع تفاصيل وأركان السياسه العمانيه السمحه، قال له مولانا طيب الله ثراه مرةً وهو يشاهد خارطة العالم
( إنني لا أريد أن أنظر لخارطة العالم ولا أجد دوله لا تقيم علاقات صداقه معنا) طيب الله ثراه.
بسبب سياسة سلطنة عمان المتمثله في شخص معاليه الكريم تم إستثناء عمان دولياً عن الكثير من الاشياء التي قد لا تتصف بالحكمه أو الانسانيه،
فكثيراً ما سمعنا بمقولة إلا سلطنة عُمان، فمثلاً في مقاطعة الدول العربيه لجمهورية مصر العربيه إلا سلطنة عُمان التي لم تقاطعها ، أيضاً في قطع العلاقات مع العراق إلا عُمان، ومع سوريا إلا عُمان، وفي الارهاب الدولي أيضاً لم تسجل الأحداث أي إرهابي عُماني مشارك …
أسس معاليه وبتوجيهات مباشره من لدن حكمة مولانا الراحل طيب الله ثراه سياسة الوساطه في الشرق الاوسط الكبير، حيث أن المنطقه كانت أوسطاً صعباً، مضطرب متقلب ومتشتت التوجهات ، حتى أصبحت عُمان بإدارتهما مصدراً كبيراً للثقه والإحترام عند جميع الدول ، وبالتالي كانت مقصداً مهماً لجميع السياسيين في العالم.
إمتدت أيادي الخير العمانيه لكل أقطار العالم، حيث أنها ساهمت في حلحلت الكثير من تناقضات المصالح العالميه المتصارعه، كذلك إنها لم تشارك في حروب أو أي مهاترات سياسيه لاقيمة لها ، بل إنها رغم كل تلك الضروف حافظت كثيراً على سياستها وحياديتها الحكيمه، وقادت سفينتها القويه بعزم الى أن رست بها سالمةً على موانئ الهدوء الفعال .
بعد كل ذلك هل نعلم الان لماذا إن معاليه مستهدف؟
وهل نعلم كذلك بأنهم بإستهدافهم هذا يبتغون النيل من الحياد العماني المؤثر !
أم أن كل ذلك أتى نتيجةً لقرب موعد قطاف ثمار سياسة الوساطه العمانيه الحاليه ؟
لا علينا من ذلك، ولن نلتفت الى صيحات الخبيث الغاشم، حيث أننا جميعاً نعلم بأن الذئب العُماني لا يهرول عبثاً…