عام 2020 عام الخير والعطاء والتفاؤل
بقلم: أحمد الجلنداني
مع توديعنا لعام مضى واستقبالنا لعام جديد، حدثت امور جسام قد يحسبها ويراها الكثير منا أنها شر محض وبدايات عبوسة لايام لا يعلم عمق الوجع فيها إلا الله، حيث فقد الوطن الغالي عمان باني ومؤسس نهضتها الحديثه السلطان قابوس بن سعيد – طيب الله ثراه- بعد خمسين عاما كانت حافلة بالخير والعطاء تبوء الانسان العماني فيها مكانة مرموقه بين الدول. ونقل فيها عمان من الظلام إلى النور ليخلفه السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله- في قيادة الركب ويكمل مسيرة الخير في هذا الوطن المبارك.
ولم تكد تستقر الاوضاع بعد انتهاء فترة الحداد على روح السلطان الراحل، حتى ظهر على الساحة مرض كورونا الجديد (كوفيد 19) بشراسته وسرعة انتشاره وعمق تأثيره على كل نواحي الحياة في أغلب دول العالم بما في ذلك وطننا المبارك عمان. ومع انتشار هذا المرض والجائحة التي سببها سارعت الدول لفرض التدابير الاحترازية والإجراءات الإستباقية للتقليل من تأثيرات هذه الازمة لحماية الانسان في بداية الامر والإقتصاد بشكل أعم والتقليل من انتشار هذا المرض.
فقد فرضت الدول إجراءات صارمة منها غلق المؤسسات الاقتصادية التي تعتبر شريان إمدادها بالمال وأعلنت إغلاق حدودها الجغرافية البريه والجويه والبحريه،
مما كان له الاثر في التقليل من الطلب وزيادة المعروض من النفط مسببا تهاوي ملحوظ في أسعاره، كما تم عزل مدن بأكملها وإيقاف الحركة والتجوال وهي كلها إجراءات في ظاهرها سلبي ومستقبل مظلم.
هنا تدبرت قول الحق تبارك وتعالى (( وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم)) وهو ما حدث معنا بالفعل جراء هذه الازمة التي سببها كورونا، حيث بتنا نرى العديد من الامور الإيجابية أظهرتها لنا المحنة ومنها أجتماعنا في البيوت مع أهلينا وأحبتنا ووافتنا الفرصة في الجلوس مع النفس ومحاسبتها واتخاذ الكثير من القرارات التي لم جد لها وقتا لنقرها.
كما أظهرت لنا هذه الجائحة معادن الرجال كما يقال ، حيث رأينا الكثير من التعاون والتكاتف بين الجميع فكلا حاول ان يقدم لوطنه شيئا يفيده ويحمي مواطنيه، بداية من اعلى هرم السلطه في الوطن الحبيب، فقد كان تكرم السلطان هيثم بن طارق المعظم بدعمه السخي من ماله وجهده للتصدي لهذا الوباء، والذي كان له الاثر الطيب حيث اقتدى به الخيرون من أبناء هذا الوطن المبارك. وتسابقوا على تقديم ما يستطيعون. فأعلن عن الدعم المالي من الشركات والمؤسسات كلا حسب مقدرته وتخصصه وطاقته.
نعم قد وقع ضرر على أصحاب المؤسسات الصغيرة من اغلاق المحلات وتكبد القطاع الصحي الكثير ليحمي ويعالج ويؤمن الوقاية اللازمه، ولكن الدعم الخيري من فئات المجتمع ساعد في تخفيف الحمل على الدولة والمؤسسات الاقتصاديه، وخفف الحمل على الكاهل المواطنين المتضررين والذي به تستطيع السلطنة باذن الله المواصلة إلى ان يأذن الله برفع هذا البلاء عنا.
والمجتمع بافراده كان لهم الدور البارز حيث قامت الحملات التطوعية التي ساعدت بوقتها وجهدها لمساندة المتضررين من هذه الجائحه.
والذي لمسه الجميع منا واصبح المجتمع يشد بعضه بعض حتى انتشرت مقولة هذه سنة خصب وخير على عمان واهلها، بعد ما كانت النظره في بادى الامر سوداوية قاتمة.