كورونا ورحلة العودة إلى الذات
بقلم:محمد الوهيبي
قيل أن (المحن) تحمل في بطنها (المنح) وكل حدث مظلم في عامته سنجد فيه زوايا منيرة تخرج الأمل من غياهب الألم
ونحن اليوم نمر بهذه الجائحة المؤلمة التي راح ضحيتها أكثر من مائتي ألف وفاة إنسان حتى الآن، وسقطت بسببها الأسواق وأسعار النفط واقتصادات الدول الكبرى
ورغم ذلك فالعالم اليوم يعيد ترتيب أوراقه بعد أن بعثرتها هذه الجائحة ليعيد وضع أولوياته التي صارت في آخر القائمة؛ فالعالم كان رهين صراعات مفروضة لا يستفيد منها كثير من الدول والاتحادات..
ومن أهم الأمور التي غفل عنها العالم وأعادت الجائحة تذكيره بأهميتها (تعليب البحث العلمي) فبعد أن كان العالم ينفق من أجل فهم الوجود وتسهيل الحياة صارت الشركات تستثمر المليارات في البحث العلمي لتطوير المنتجات الإستهلاكية التي تعود بالجدوى الاقتصادية ونسيت حاجة العالم لتطوير الصحة ومواجهة الأمراض بجدية أكبر بعيدا عن الاعتبارات التجارية ..
قالوا أن العالم بعد (كورونا) لن يكون مثلما كان قبله، وأكبر تغيير في العالم في الفترة القادمة سيتجه للقطاع الصحي وتطويره من ناحية الاستعدادات الطارئة والخدمات الصحية الشاملة وتطوير مراكز الاحتواء الوبائي والبحث العلاجي
سنرى في مرحلة ما بعد كورونا استقلالا أكبر للدول خاصة في الإدارة الصحية والاقتصادية، فبعدما حصل انكفاء ذاتي وشح في المساعدات وتأخر في التوجيهات الدولية لانتشار الوباء ستقوم الدول بوضع خططها الرقابية والعلاجية بعيدا عن المنظمات والدول الراعية