تراشق في التصريحات بين تركيا و روسيا حول أدلب ينذر بتصادم عسكري وشيك
مسقط – سالم الشكيلي
صرح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأن بلاده بصدد القيام بعملية عسكرية لطرد الجيش السوري الى ما وراء نقاط المراقبة التركية في محافظة أدلب، في ظل تراشق في التصريحات بين الضامنين التركي و الروسي عن أسباب فشل الطرفين للتوصل ألى أتفاق لتهدئة الأوضاع، وذلك بعد تقدم القوات التابعة للرئيس السوري بشار الأسد خلال الأسابيع الفائته و سيطرتها على نحو نصف محافظة أدلب.
و قال أردوغان في تصريحات في البرلمان التركي بأنقرة اليوم “عاقدون العزم على جعل إدلب منطقة آمنة بالنسبة لتركيا ولسكان المحافظة مهما كلف ذلك”، منوها في الوقت نفسه على حتمية التدخل العسكري أحادي الجانب لأخراج الجيش السوري من المناطق التي سيطر عليها في وقت سابق.
و كانت تركيا قد أمهلت القوات الحكومية السورية، الى نهاية شهر فبراير الحالي، كي تنسحب غير أن القوات السورية طورت من هجومها و سيطرت على مواقع أضافية في أدلب و حلب. بالتزامن مع مواصلة تركيا جلبها لتعزيزات عسكرية قومها أكثر من 7 ألاف عسكري و أكثر من ألفين من العربات العسكرية، و راجمات الصواريخ و المعدات اللوجستية.
في المقابل أتهم وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف خلال مؤتمر صحفي الى جانب نظيره الأردني أيمن الصفدي في موسكو ، تركيا بعدم ألتزامها بتعهداتها من خلال فصل مسلحي جبهة النصرة عن المعارضة المعتدلة، و ذلك ضمن أتفاق سوتشي.
ولفت لافروف إلى أن الجماعات الإرهابية في إدلب واصلت خلال الفترة الماضية استفزازاتها عبر القصف على قاعدة حميميم الروسية وعلى المدنيين والجيش السوري، وما يقوم به الجيش السوري هو الرد على هذه الاستفزازات، وروسيا تدعمه في هذه التحركات.
وشدد الوزير الروسي على أن الجيش السوري يقوم بعملياته على الأرض السورية لاستعادة سيطرة الحكومة على أراضيها.
و في حال فشلت جهود الوساطة الأيرانية، فأن من شأن ذلك أن يقود الى تصادم روسي تركي على الأرض السورية.
جدير بالذكر أن أنقرة وموسكو اتفاقا في 2018 لإقامة منطقة لخفض التصعيد في إدلب، بما يسمح للجانبين أيضا بإقامة نقاط مراقبة عسكرية في المنطقة و هو ما يعرف بأتفاق سوتشي