نيتــو نونو
رأي-وهج الخليج
تبين لأمريكا وإسرائيل أن الشرق الأوسط الجديد المبشر به لم يتحقق حتى الآن رغم أداتهم المعروفة بإسم ” الفوضى الخلاقة ” ، خصوصاً أن العراق وسوريا أصبحتا عصيتان بعد التدخل الإيراني ومن معه من الميليشيات المسلحة والتدخل الروسي في سوريا ، وبعد فشل الإنقلاب في تركيا وإنكشاف المخطط ضدها.
” الفوضى الخلاقة ” أو ” الإفساد في الأرض ” ، ماذا ينقصه لكي يحقق الترسيم الجديد للمنطقة ؟ ماذا ينقص مخطط برنارد لويس ؟ فلا بد أن يتحقق لإسرائيل الخطين الأزرقين بزرقة مياه النيل والفرات. لم تنفع الموجات الإرهابية ولم تنفع دعوات الجهاد المزعومة ولم تفلح قصة الخلافة الإسلامية ، ولم ينجح سحق المدن كالموصل وحلب والرقة بدعوى القضاء على داعش . داعش تلك الفزاعة التي تنقل بطائرات وعربات أمريكية من منطقة إلى منطقة حسب الموقف العسكري الميداني. ومع ذلك فشلت الخطة ( A ) في تقسيم المنطقة إلى أراضي سنة وشيعة وأكراد رغم الرسومات الكثيرة التي رسمت ووزعت تلك الطوائف والإثنيات وما عليك لكي ” تمتع عينيك ” إلا أن تصول في الإنترنت لتشاهد حجم تنوع تلك الخرائط أقصد تنوع الحدود السياسية للشرق الأوسط الجديد التي كانت ترسم كلما ظن أنها قابلة للثبات حسب مجريات التطورات القتالية.
لابد إذاً من الذراع العسكري للحسم . لابد من نونو صغير . لابد من زج الدول السنية المشرقية في حرب مع إيران. هكذا يقول الأمريكان والإسرائيلين ومن معهم من دولٍ ثلاث في ” خليجنا واحد ” ، ودولة أخرى كانت حاضنة للعرب ” فضيعت مشيتها “.
بإختصار، إن الدخول في هذا ” النونو ” هو المهلكة بين العرب والفرس ، وهذه المهلكة ليس كما يصورها الأمريكان والإسرائيلين بأنها ضد إيران بل إنها حرب ضد كل شيعي .. يعني ضد شيعة كل من إيران ، العراق ، سوريا ، لبنان ، الخليج ، اليمن وحتى شيعة آسيا الوسطى. إن كل نجاحات إيران في المنطقة يرجع إلى سبب رئيسي وهو قراءتها الصحيحة للمخطط الأمريكي الذي في حقيقته يرمي إلى جعل العالم السني تابع لإسرائيل الكبرى الحاكمة.
إن إجتماع رؤساء أركان الجيوش لإيران والعراق وسوريا في دمشق قبل عدة أيام والحديث عن عمليات عسكرية مشتركة لهم في شمال الفرات يعني أنهم حددوا مسرح العمليات المقبلة ، فلا يظن الأمريكي والإسرائيلي أن الخصم غبي…
… وجميل أن نقرأ الآية 33 من المائدة