شهادة اعتراف
بقلم: سيف الهاشمي
أرسل لي أحد الاصدقاء رسالة طالباً فيها مشورتي
عجزت عن الرد !
فاحببت مشاركتها معكم !
عندما تكون لديك الرغبة الصادقة للعمل بإخلاص. و تكون لديك الإمكانيات لأن تبدع ، وتحاول سنين أن توصل فكرك وقدراتك وتوظفها لخدمة مؤسستك التي تعمل بها . ولكن للاسف لا تجد البنية المتينة ولا البيئة المحفزة ، ولا ادنى اهتمام بك وبما تقدم .
لا تطلب شيء شخصي ولا مطلب مادي
تجري وراءهم لكي تتاح لك الفرصة لتعمل وتشقى اكثر مما انت عليه ومن فترة الجمود والخمول المهني الذي تعيشه
تشعر دائماً انك قادر لان تعطي أضعاف ما انت عليه الآن ، وان إنتاجيتك في هذه الفترة لا تتعدى ربع طاقاتك
وفي المقابل تجد الإحباطات تنهال عليك
تجد التهميش المتعمد والمستمر لك ولمطالباتك
لا احد ينتقدك ولا يمدحك
تشعرك بأن عملك إنما هو حالة من الجمود
و تجد التحفيز والتكريم المستمر لغير الكفؤ
يحاولوا تقليم اجنحتك ويكبتون فكرك ويحبطون معنوياتك
عندها
تكون على يقين أن هناك فساد ، وسوء نوايا وليس سوء إدارة
هناك غياب للاستشعار لمراقبة الله ومحاسبة الذات
هناك خيانة للأمانة تجاه هذا الوطن ولقائد أفنى عمره وصحته لبناءه
يريدونك ان تنحدر الى مستنقعاتهم ،
هل علينا أن ننافق ونجامل ونتملق
هل علينا لان نركب مركبهم ونجاري أمواجهم العاتية
هل علينا ان نسوٓق أنفسنا على الملأ بكل وسائل التواصل ونوظف المطبلين والمداحين والمنمقين
أعيش حالة إحباط فكري ومهني لم اكن في يوم اتوقعه ان أعيشه
كانت لي احلام وطموحات ، عملت على تاسيس نفسي وبنائها بكل الطرق على أمل تحقيقها ولكن احس انها تبخرت
منذ ان كنت طفلا، وأنا دائماً في تفوق مستمر ولم ارض لنفسي أبداً في يوماً من الأيام لان أكون في الصف الثاني ، الى أن بدأت رحلتي العملية .
أكملت عشر سنين من حياتي العملية الحقيقة
صارعت الظروف كلها وحاولت جاهداً لان استمر على نفس وتيرتي وعلى نفس مكانتي مع نفسي ولكن للاسف لم استطع
حاولت ان اقدم كل ما عندي من امكانيات علمية وعملية ولكن لم اصل الى ربع ما كنت اطمح تقديمه
ادرك ان كلماتي هذه قد لا تٌسمع وقد لا تقرأ وقد لا تولى ادنى اهتمام
ولكن
علي ان اعترف بذلك!
ليس ضعفاً مني ، وليس انهزاماً ولا استسلاماً ، ولكن شهادة للتاريخ و للزمن ووفاءاً لله وللوطن وللسلطان
و تستمر المعاناة
ويستمر الجهاد
ويستمرالعطاء على قدر ما يتاح لنا وليس بقدر ما نطمح