هل تعود ثورات الربيع العربي
بقلم:رأي وهج الخليج
ما حدث في الأيام الأخيرة من إعتصامات ومطالبات شعبية للإصلاح وتغيير النظام في السودان وما رافق ذلك من تصادم بين أجهزة الشرطة والجيش مع الشعب يثير سؤالا مهما هو هل هناك موجة ثانية للربيع العربي؟
لكي تكون الإجابة منطقية علينا أن نرى مدى قيام الأنظمة العربية بالإصلاحات المطلوبة ومدى جدية هذه الأنظمة بتصحيح المسارات ليس من واقع ضعف في مواجهة الشارع إنما بالنظر إليه ” على إعتبار أن الشارع هو مجلس نواب كبير بحجم الأمة “.
لدينا نماذج ثلاثة للدول التي عرفت ثورات الربيع العربي أو ” إرتداداته “, منها ما تغير كنظام ثم عاد بعباءة جديدة كتونس , ومنها ما ثبت بطريقة أو بأخرى كالنظامين في مصر وسوريا , ومنها ما لم يعد كدولة ولدينا النموذج الليبي واليمني… لكن هناك دول أخرى سلمت من تلك الحركة العابرة للدول مثل عمان والبحرين والأردن ولبنان والسودان والمغرب وموريتانيا لأن هذه الدول تعاني من ظروف إقتصادية صعبة نتيجة للإقتصاد العالمي والسياسة الدولية المستمرة منذ سنوات والهادفة إلى تركيع أنظمة أو تغييرها لأنها مرحلة إصطفافات دولية.
وعليه , فعلى الدول الناجية أن تعي حقيقة أن ذات الظروف الإقتصادية والإجتماعية والسياسية المحركة لتلك الثورات مازالت في الساحة بعناصرها الداخلية والخارجية , وأن بعض الوعود مازالت معلقة كالألغام البحرية الطافية , وأن النظر في جدية وصول إرتدادات أي حراك فوضوي جديد في المنطقة يقع ضمن تصنيف ” عالي الخطورة ” ..
إذاً , علينا أن نسأل أنفسنا ونجاوبها بكثير من الحس الوطني ” هل صفرنا مشاكلنا منذ ٢٠١١؟ هل نسير وفقاً لإستراتيجية محدثة تفصل ما قبل ٢٠١١ وما بعدها؟ “.
همسة.. الذي يعتقد أن معالجة تلك الإختلالات تتم من خلال رميها على الجانب الأمني فقط دون أن يمنع وقوعها إبتداءا بالعمل الوطني الخالص فهو ” خارج التغطية “.