المدرس الخصوصي ظالم أم مظلوم؟
تحقيق:شريفة الصلتية
منذ بداية الفصل المدرسي و حتى فترة الاختبارات، تكون كلمة المدرس الخصوصي اكثر الكلمات حضورا في كل تجمع و كل جلسة ،و هي و الخطوة الأولى التي يتخذها الأهل لرفع المستوى التعليمي لأبنائهم هي إرسالهم لمدرس خصوصي أو وضع خطة تعليمية لا يخلو منها المدرس الخصوصي، و لكن هذا الامر يطرح الكثير من الاسئلة تنمنى من ايجاد أجوبة لها .
هل الطالب بحاجة للمدرس الخصوصي؟
و لعل طلاب المدارس هم من يملكون الإجابة لهذا السؤال ، تقول فاطمة الصلتية:ألجأ للمدرس الخصوصي لانه شرح المعلمة غير مفهوم، إضافة الى أنها تنزعج عندما اسألها أسئلة كثيرة، بينما شرح المدرس الخصوصي يكون مختصر وأسهل من شرح المعلمة.
يقول عبد الملك الحسني :المعلم لا يشرح جيدا و الدروس صعبة جدا ،خاصة أن طبيعة المواد تراكمية، فأنا طالب في الصف الثاني عشر ولدينا في الفصل حوالي 40 طالب لذلك ألجأ للمدرس الخصوصي لاني استطيع أن افهم منه أكثر لأن كل اهتمامه على طالب واحد.
أشار الطالب عبدالعزيز الاسماعيلي لرفضه الفكرة، حيث يقول :انا مت الطلاب الذين يعارضون فكرة المدرس الخصوصي لما لها من سلبيات على الطالب في حياته الدراسية ، فقد يعتمد الطالب إعتماداً كلياً على المدرس الخصوصي مما يسبب عدم تقبله لشروحات المعلم في المدرسة و عدم المبالاة و أيضا إرتفاع مصاريف هذه الدروس يسبب عبء على بعض الأسر .
الاسعارالمرتفعة( مستحقة ام استغلال؟)
تشتكي الكثير من الأمهات من ارتفاع الأسعار التي يتقاضاها المعلم الخصوصي. أم عبد الرحمن واحدة من هؤلاء الذين تكبدوا دفع مبالغ طائلة للمدرسين الخصوصيين، تقول أم عبد الرحمن بأنها قامت بادخال أبنائها مدرسة خاصة ، و لاحظت ان المدرس الذي يدرس ابنها في الفصل هو نفسه المدرس الخصوصي الذي يذهب إليه في نهاية اليوم ، فالطلبة الذين يحضرون لحصص الخصوصي لهم امتيازات كثيرة من قِبل نفس المدرس عندما يذهبون للمدرسة، و هذا هو الاستغلال بعينه ،و اشارت انها كانت رافضة انضمام أبنائها لهذه الحصص لكنها رضخت امام رغبتهم في نهاية الامر.
ام زهراء لها رأي آخر ،حيث انها تقول إن ابنتاها في صفوف متقدمة ،و تشير الى ان حاجتها للمدرس هو لتقديمه المراجعات و حصص التقوية لبناتها ، حيث اوضحت انها لم تكمل تعليمها المدرسي لذلك كانت تواجه صعوبة في المذاكرة لبناتها كلما تقدموا في صفوفهم المدرسية و اشارت الى أنها دفعت مبالغ كبيرة لكنها غير نادمة على ذلك.
يقول محمد حسن و هو مدرس خصوصي أن الأسعار التي يتقاضاها المدرس الخصوصي يجب ان تعتمد على طبيعة المادة، حيث أن المواد مرحلة الثانوية تختلف عن مواد مرحلة الإعدادية ،اضافة الى انه يعتمد على صعوبة المادة ، كما لابد ان ناخذ بُعد المكان بعين الاعتبار ،فالمعلم الذي يُدّرس الطلاب في منزله يختلف عن المدرس الذي يتنقل و يذهب لمنازل الطلاب ،جميع هذه النقاط لابد من اخذها بجديه عند تحديد السعر ،و مع ذلك هناك مبالغة من بعض المدرسين .
خلل في الطالب أم في المدرسة؟
تقول المعلمة فاطمة العلوية بأن المشكلة -المدارس الحكومية- على وجه الخصوص بأن الفصول المدرسية تضم عدد كبير من الطلاب، و هذا الامر مشتت بالنسبة للمعلم و للطالب في نفس الوقت، مقارنة بوقت الضيق للحصة المدرسية .
واضافت ان اهمال الطلاب للمذاكرة ، و كثرة غيابهم أحد أهم المشاكل ،فالطالب هنا لا يخفى عليه أن طبيعة المواد تراكمية و اي تقصير منه في هذا الجانب سوف يؤثر عليه و مع ذلك يظنون أن بإمكانهم التعويض عن ذلك بحضور الدروس الخصوصية.
يقول المدرس الخصوصي محمد سعد بأنه يتعامل مع طلاب من مختلف المستويات ،حتى اولئك المتفوقين في دراستهم، و ليسوا بحاجه لدروس خصوصية من الاساس ، حيث يمكننا ان نرى ذلك خاصة في طلاب الثاني عشر ،فعامل الخوف يلعب دوراً كبيراً في ذلك لانهم يمرون بمرحلة مفصلية ،فتجد لديهم الرغبة و الدافعية لنيل العلامات الكاملة .