حياتي بمخيم اللجوء
بقلم: إبراهيم عطا
لم تكن حياتي وحياة اهلي في مخيم البرج الشمالي للاجئين الفلسطينيين شرق مدينة صور اللبنانية، لم تكن تقتصر على جوانب التشرد والبؤس والحرمان، والعيش على المعونات والمساعدات من هنا وهناك، بل كان هناك الجانب الاصعب بالنسبة لي ولبقية الاطفال من جيلي، الا وهو الخوف والرعب والارهاب الذي كنا نعيشه بشكل دائم بسبب الغارات الجوية التي كانت تتعرض لها بيوت المخيم واطرافه من قبل الطائرات الاسرائيلية. فمع كل غارة كنا نهرع للاختباء في المغر والملاجيء التي حفرها او بناها ابناء المخيم بايديهم، وبدورنا كنا نختبيء في ملجأ بيت الجيران من عائلة طروش لانه اقوى و امتن حيث اقاموه تحت منزلهم الاسمنتي…كنا نمكث في الملجأ لساعات بين صمت المسنين وصراخ الاطفال المذعورين او نحيب النساء اللاتي لم يسعفهن الوقت للبحث عن اطفالهن عند سماع دوي الطائرات. و بعد التاكد من انتهاء الغارات كنا نخرج مسرعين لمعرفة مكان سقوط الصواريخ ولنرى الدمار الذي احدثته في البيوت، واحيانا نشاهد الجثث او بقاياها على الارض وبين الركام.
و كان ابي يحاول دائما ان يهديء من خوفنا ويخفف عنا كلما رآنا نركض فزعين محاولين الاختباء قبل سماع دوي الانفجارات، فكان يقول ما بين مازحا ومستهزئا ” لا تخافوا انه طيران عربي” ويقصد ان الطائرات العربية قادمة لحمايتنا او متجهة الى الحدود مع فلسطين لضرب اليهود.
ومع اني لم اعد اعيش في المخيم الا ان المخيم ما زال يعيش بداخلي بكل ما تركه من بقع نفسية لا يمحيها الزمن والم عميق بعمق الذاكرة…اما والدي فقد مات وهو على امل ان يسمع هدير الطائرات العربية وهي تتجه الى الاراضي المحتلة لتحرير مدننا وقرانا وبيوت اجدادنا. ولم يعش ليرى ان طائرات العربان حلقت كثيرا في سماء الدول العربية وسمعها الكثير من الاطفال في اليمن وسوريا وغيرها، ولكن ليس لتحرير الارض المحتلة والمسجد الاقصى المبارك، اومساعدة اللاجئين للعودة الى ديارهم التي شردوا منها في فلسطين الحبيبة.
وصف مؤلم جدا
وللاسف يا اخي عقيل ما يقدر يشعر بالاثر النفسي للتجربة الا من عاشها..لذلك اتالم على اطفالنا الذين يعيشون نفس الماسي ولكن على ايدي العرب..
للاسف اعداءنا نجحوا في استخدام سياسة الاحتواء الذاتي معنا