خارطة طريق إدارة التغيير
بقلم:أحمد جداد الكثيري
أعتقد بأن كل واحد منا لديه يقين وقناعه تامه بأن التغيير ( الايجابي) هو أمر مطلوب وهو ضروري جداً ومفيد لكثير من الحالات لدينا ، هنا قد نبحث عن هذا التغيير كثيراً ولو عن طريق التفكير الذهني وذلك لأنه يعتبر أحد أهم وسائل التقدم والتطور في أي مجال كان ، كذلك هو يعتبر كعامل مساعد كبير في تحقيق أهدافنا التي رسمناها في مخيلاتنا وشاءت الظروف والاقدار في أن لا نحصل عليها أو أنها تأخر قليلاً ، حيث أننا جميعاً نعلم بأن أي تغيير في روتيننا اليومي الثابت سوف يعمل على مساعدتنا في تحقيق ما لم نحققه سابقاً من احلامنا التي كنا نتمناها في حياتنا اليوميه، ولكن للاسف أن غالبيتنا أو السواد الاعظم منا لم يعمل واقعياً بشكل ملموس لحقيق هذه الاهداف وإنما أغلبنا لازال يحلم أوينتظر من أن السماء تمطره ذهباً وفضه.
هنا ولنواكب العصر الحديث المفعم بالنشاط والتقدم نأتي لنفكر كثيراً مع أنفسنا وقد يصل بنا الحال الى أن نفكر بصوتٍ عالٍ يصل لحد التمتمه أو الكلام مع الذات أحياناً كثيره، نتسآئل في مخاطبتنا مع الذات كثيراً عن ماهية التغيير المطلوب و أنواعه وكيفية الحصول عليه، وهل هو يأتي عبر أحلام ورديه خياليه أم يحتاج أيضاً الى عمل أكبر ذا نشاط وهمه عاليه وأن نلتمس الارض لنكون أكثر واقعيه ونطبق خطط وإستراتيجيات علميه لإدارة التغيير بشكل جدي مدروس عبر خارطة طريق واضحة المعالم والتفاصيل .
التغيير مفهوماً هو التحول من الشيء الى شيء آخر مغاير أو التبديل من حال الى حالٍ آخر جديد به مانطمح ونريد وما نتمنى لكل حال سعيد ، به نحقق الأهداف ونصل دون أن نخاف ، به نتطور وننجح ونرتقي الى مستوى الطموح المطلوب، وهذا طبعاً لا يعني ولا يشترط بأن نكون نحن حالياً على حالٍ سيء أو أن هناك خطأٍ ما في مجريات الامور وإنما أن التغيير مطلوب في كل وقتٍ وحين، قد يأتي لعمل تطوير ما أوتحسين الحال بشكل جزئي أو كلي عام ، كذلك قد تأتيك ايجابيات التغيير نفسياً لتساعدك على الاستمراريه وعدم التوقف على مستوى معين قد يكون غير مناسبه مع مرور الوقت والزمان.
إذاً لماذا التغيير مهم؟ وكيف ندير تغييراً فعالاً نتمكن من خلاله على تحقيق الاهداف المرسومه مسبقاً ؟
أولاً وفي بداية مشوار التغيير الذي يحتاج الى الخطوه الاولى والتي تنطلق منها أهمية التغيير وهي حال المُغير نفسه ( مستوى الطموح لديه) ، كذلك فهم طبيعة الوضع الراهن هل هو في وضع متقدم ومتطور وعلى قمة هرم الطموح والاهداف أم لازال الوضع في مرحلة الصعود التدريجي في سلم الوصول للاهداف، أم أن الحال الحالي سيئ جدا يلتوي فيه المُغير في غياهيب الانحدار النازل من أعلى قمة الهرم ،. كذلك الامر المهم جدا في تحقيق التغيير يعتمد بشكل تام على مدى جدية المُغير نفسه وطموحه ورغبته في تحقيق امراً ما، فالتغيير له أنواع وأشكال مختلفه قد يكون فيها جزئياً، او تدريجي على مراحل أو قد يأتي بشكل كامل الى الحصول على تغيير شامل وكامل وبالتالي فإن طرق التغيير ليست واحده .
اما فيما يتعلق بإدارة التغيير فإنه لابد من أن نعمل على تحديد الاهداف ( أهداف التغيير) المراد الوصول إليها بشكل واضح وشفاف بحيث أن ذلك يضمن لنا تجنب الخروج من مسار التغيير وبالتالي لا نتوه أو تتشابك معنا الامور وتختلط، وبالتالي ذلك يساعدنا على فهم مانعمل من أجله بشكل جلي وواضح.
ثم بعد تحديد الاهداف نأتي لنعمل الخطوه الثانيه وهي تحديد وإنشاء خطوط طريق واضحه عمليه تعمل على إيصالنا بشكل سريع ومختصر كذلك بأقل التكاليف الى الاهداف المنشوده من إرادة التغيير.
اما الخطوه التي تليها فلابد من أن نأتي بعمل وحدات قياس ملموسه تعمل على تحديد مستوى مدى التحول التدريجي للتغيير حيث نقوم بذلك القياس بشكل روتيني دوري ومنظم، وبالتالي يتم اكتشاف الاخطاء أو الصعاب منذ البدايه لتلافيها أو العمل على تذليلها والتخلص منها .
اذا فبدون الخطوات الرئيسيه الثلاثه المذكوره ( الاهداف، خطوط تحقيق تلك الاهداف، أدوات قياس مستوى التغيير خلال طريق التغيير نفسه) لن نحصل على تغيير حقيقي جوهري يناسب مستوى تطلعاتنا وطموحاتنا، وإنما يعتبر العمل على إدارة أي تغيير عشوائياً وبشكل غير مدروس وكأنما هو عباره عن عمل كاتب يحاول أن يكتب قصه خياله يعجز فيها من أن يصل للنهايه.