كلمه وانقالت
رأي-وهج الخليج
يعرف عن أهل عمان أنهم عندما يتحدثون فإنهم يستخدمون كثيرا من التعبيرات والألفاظ التي يراها الأخر بأنها قد تكون تجاوز لإسلوبه في الحوار .. ففي محاضرة جامعية بتاريخ ١١ أكتوبر ٢٠١٨م تحدث معالي الدكتور علي بن مسعود السنيدي عن ” وجهة الإقتصاد العماني ” وكان في إسلوبه كما هو معتاد ذلك الأسلوب البسيط في الطرح القريب إلى وجدان وعقل المتلقي . لقد حاول الرجل من واقع صدق الطرح أن يلفت نظر الطلبة إلى واقع ما بعد المرحلة الأساسية من الدراسة الجامعية بالقول أنه يجب أن لا ينتهي العلم عن التخرج من الجامعة والحصول على الدرجة الجامعية لأن واقع السوق يعرف لغة أخرى وهي واقع الحاجة الفعلية للتخصصات والخدمات وواقع الدخول للأسواق في الوقت المناسب بفكر مناسب يتطلبه سوق العمل ، محذرا معاليه من الركون إلى الإستسلام لفكرة أن الشهادة الجامعية كل ما يحتاجه الشخص للحصول على الوظيفة أو الدخول في سوق العمل .
في معرض كل ذلك قال معاليه تلك العبارة التي وجدت من يخرجها عن سياقها ووجدت من يحاول أن يجعلها وسما للنيل من شخص الرجل بالإتكاء على إسم الجامعة تارة وأنها تحمل إسم صاحب الجلالة ، ومرة بأنها جامعة مرموقة دوليا ولا يجوز التقليل من مخرجاتها بعبارة ” شهادة البيماني وجماعته ” . لقد أوضح معاليه المقصد من عبارته وقال في ذات الفعالية أنه يجب أن لا يساء إلى قصده ، وأن كلامه لا يجب أن يحمل على أنه دعوة لعدم السعي للحصول على الشهادة الجامعية الأساسية وهو شخصيا الحاصل على درجة الدكتوراه ويعلم القيمة العلمية والعملية لحمل تلك الدرجة .
لكن السؤال الذي يفترض أن يثار هو هل ما قيل كان في معرض التهجم على الشهادة الجامعية أم كان لقصد هو الحث للسعي لما بعد الحصول على الشهادة ؟ وهل معاليه مدرك لحجم وأسباب مشكلة الباحثين عن عمل أم أنه غريب عنها ؟ وهل معالي الوزير كان يلقي المحاضرة لإلقاء الضوء على سبل النجاح أم كان يقصد النيل من الآخرين ؟
إن أقصى ما يمكن أن يقال في تلك العبارة أنها زلة لسان ولكنها في ذات الوقت هي الحقيقة ، لذا نصيحتي لكل من إستفزته العبارة ” عين خير واستهدي بالله ” .. فلا يوجد بيننا أحد بلا خطأ.