ثغرة جديدة في فيسبوك تهدد خصوصية الملايين
وهج الخليج_ مسقط
أعلنت منصة التواصل الاجتماعي فيسبوك أمس الخميس، أنها فشلت مرة أخرى في الحفاظ على خصوصية ملايين المستخدمين، إذ كشفت المنصة عن ثغرة أدت، خلال الشهر الماضي، إلى تغيير بعض إعدادات الخصوصية المتعلقة بمنشورات المستخدمين، حيث قامت تلك الثغرة بتغيير إعدادات خصوصية المنشورات، وبدلاً من أن تكون محصورة بالأصدقاء، أصبحت قابلة للرؤية بالنسبة لجميع الأشخاص.
وتقدر الشركة أن هناك حوالي 14 مليون مستخدم قد تأثر بهذه الثغرة، حيث تعمل المنصة على تنبيه أولئك المستخدمين حول هذا الخطأ ابتداءً من اليوم لمراجعة إعدادات خصوصية المنشورات الخاصة بهم. وتأتي هذه الحادثة في ظل محاولة فيسبوك منذ أشهر الدفاع عن المنصة بعد الاتهامات التي طالتها بأنها لم تفعل ما يكفي لحماية خصوصية المستخدمين. وتتيح فيسبوك خيار خصوصية المنشورات الذي يتواجد ضمن مربع تحديث الحالية في الجزء العلوي من خلاصة تغذية الأخبار، ويعمل هذا الخيار على تحديد من بإمكانه رؤية المنشور مثل “عام” أو “الأصدقاء” أو “الأصدقاء ما عدا أشخاص محددين”، بحيث قامت الثغرة بتغيير حالة الخصوصية إلى “عام” حتى لو كان المستخدم قد حصر خيار مشاركة المنشورات مع “الأصدقاء” فقط.
ويعود تأثير هذه الثغرة إلى الفترة ما بين 18 أيار/مايو و 27 أيار/مايو. وألقت الشركة باللوم فيما يتعلق بهذه المشكلة على ثغرة برمجية، لكنها لم تذكر كيف وجدت هذا الخطأ، أو كيف عرفت أن المشكلة تقتصر على 14 مليون مستخدم فقط. وقالت في بيان إن الثغرة أثرت على المستخدمين في الفترة المذكورة بينما كانت تختبر ميزة جديدة. وبحلول 27 أيار/مايو، قامت الشركة بتغيير خصوصية المشاركات المتأثرة من “عام” إلى “خاص”.
وقالت إيرين إيغان Erin Egan، مسؤولة الخصوصية في فيسبوك، عبر بيان: “نود أن نعتذر عن هذا الخطأ، لقد أصلحنا هذه المشكلة التي أدت إلى تغيير إعدادات خصوصية المنشورات وتحويلها إلى “عام”، وبدءًا من اليوم، سنعمل على إخبار جميع الأشخاص المتأثرين بهذه المشكلة ونطلب منهم مراجعة أي مشاركات قاموا بها خلال ذلك الوقت، ونؤكد على أن الخطأ لم يؤثر على أي شيء نشره الأشخاص من قبل”.
ووفقاً للمعلومات، فإن هذه الثغرة نتجت من أداة جديدة تم تصميمها على فيسبوك تسمى “العناصر المميزة”، والتي تقوم بتسليط الضوء على الصور والمحتويات الأخرى ضمن ملف تعريف المستخدم، حيث أن هذه العناصر المميزة مرئية لجميع مستخدمي فيسبوك، ويبدو أن المنصة قد قامت عن غير قصد بتوسيع إعدادات هذه الأداة لتشمل جميع المشاركات الجديدة لأولئك المستخدمين.
ويعتبر عدد الأشخاص المتأثرين بهذه الثغرة صغيراً تبعاً إلى امتلاك فيسبوك لما يقرب من 2.2 مليار مستخدم حول العالم، وبالرغم من أن الثغرة لم تكن سارية المفعول إلا لبضعة أيام، لكنها تشكل مثال واضح على عدد الإعدادات المختلفة التي يجب على المستخدمين إدراكها ضمن المنصة، إذ في حال لم يتحقق هؤلاء من ضبطهم للإعدادات الصحيحة قبل نشر المنشورات فقد يعني ذلك مشاركة معلومات حساسة.
وتشير فيسبوك إلى أنها تستمع بشكل واضح للاقتراحات المتعلقة بتوفير شفافية أكبر حول منتجاتها وإعدادات الخصوصية، وخاصة في حالة حدوث مشاكل، وتخطط لإظهار المزيد من هذه التنبيهات لتكون واضحة وصريحة مع مستخدميها حول أي مشكلة خصوصية أخرى تكتشفها في المستقبل، حيث تعتمد المنصة على الثقة فيما يتعلق بميزات الخصوصية للحفاظ على مشاركات الأشخاص.
واضطر المسؤولون التنفيذيون في فيسبوك خلال الأشهر القليلة الماضية إلى الاعتذار مراراً وتكراراً من المستخدمين لعدم تمكنهم من حماية خصوصيتهم، وذلك بعد انتشار أخبار فضيحة بيانات كامبريدج أناليتيكا وحصولها على بيانات أكثر من 87 مليون شخص، بالإضافة إلى ظهور معلومات حول قيام المنصة بإعطاء صناع الهواتف المحمولة، بما في ذلك آبل وسامسونغ وهواوي، إمكانية الوصول إلى بيانات مستخدمي فيسبوك وأصدقائهم.