شكراً قابوس.. فبالشكر تدوم النعم
بقلم:أحمد جداد الكثيري
قال عز وجل في محكم كتابه العزيز ( وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها)
صدق الله العظيم
عندما نتحدث عن نعم الله علينا وفضله وكرمه و جوده فسوف نكثر في سرد تفاصيل هذه النعم والمجال هنا قد لا يتسع كثيرا ، فالصحه هنا نعمه من الله والقوت الوفير أيضاً نعمه والماء والارض والكلأ وغيرها من خيرات ربنا الكثيره والعديده .
هنا لا نريد أن نتشعب أو أن نتطرق الى كل هذه النعم ( لله الحمد والمنه ) وأيضاً ليس لدينا مجال لإحصائها أو عدها ، إلا أن هناك نعمه واحده فقط من هذه النعم وجب الوقوف عندها وعدم مرورها علينا مرور الكرام بدون شكر أو ذكر ، وذلك لأهميتها وخصوصتها حيث انها تُحبى للبعض ويحرم منها الكثير ( حسب مشيئة وإرادة الله ) وهي تعتبر مهمه ومفصليه أو قد تكون نادره مخمليه تحتكم على مدى رحمة الله وتقديره .
فعندما يخصك الله عز وجل عن غيرك بنعمة الامن والامان والرخاء في الاوطان في ضل وجود صراعات وحروب ومآسي كبيره تحيط بنا من كل حدبٍ وصوب تقضي على كل منجزات الامم تهدم صروحاً كانت قائمه وتشرد بشراً كانت ناعمه ، تأتي وتقضي على حضارات كانت شامخه ، وعمان ولله الحمد خارج هذه المعمعه .
فمَن بعد الله كان سبباً في ذلك ؟
عندما تطالعنا الاخبار وتنشر لنا أفعال وهجمات الارهاب لأصحاب الفكر الضال والتنظيمات متطرفة الخصال (وهي مؤكداً بأنها المعول الهدام المستخدم لكبح مسيرات النمو والازدهار والنماء لدولنا الاسلاميه ) ونرى أيضاً بأن معظم الدول العربيه والاسلاميه تعاني من ذلك بسبب التطرف الديني المذهبي ونرى ولله الحمد بأن لا عمان دولةً ولا عماني مواطناً من ضمن هذه التشكيلات التخريبيه وبشهادة كل من على هذه البسيطه .
هنا يأتينا السؤال ذاته .. مَن بعد الله كان سبباً في ذلك ؟
عندما نرى التحزب والتعنصر والتصفيه المذهبيه ، نرى التشتت والتآمر والقتل على الهويه ، تُباد امم وتُجمع ركاماً ، تُحرَق أرض لتصبح رماداً ، تشرد أنفس وتغرق جزافاً ببرود وتحت أنظار الجميع ، تغتصب أراضٍ وتُنهب خيرات بلد ، تسلب منجزات أمم ونحن خارج هذه الحسبه واللعبه فنقول لأنفسنا مَن بعد الله كان سبباً في ذلك ؟
عندما نرى إجبار الدول لدول ، ونهب دول لدول ، وعندما نرى إستخدام قوة السلطه والسلاح لكبح الشعوب ، ونرى إستخدام أوطان كحطب لإشعال الحروب ، نرى العجب في سن القوانين لتكون ضيقه فضفاضه مارقه ، نرى كتم الحريات والانفتاح المؤدي للإنفلات ، كل هذا وعمان بعيده عن تلك الامور ،
فمَن كان بعد الله سبباً في ذلك ؟
عندنا نرى عمان الحضاره والتاريخ تجود لنا بخيراتها ، وتزيد توهجاً وعبقاً كريماً لا ينطفي أو يختفي ، يزيد كلما مر الزمن ، تعطي ولا ترتجي شكراً أو ثمن ، هنا فهمت وأدركت مقولة فلنحافظ على ثروات ومنجزات الوطن من أجل الاجيال القادمه ، علمت بأن مانعيشه اليوم من نعيم ورخاء ما كان إلا ناتجاً لخطط محكمه كانت ترسم لنا لترشدنا الطريق الصحيح طريق الرخاء والسؤدد والعيش الكريم .
فمَن كان بعد الله سبباً في ذلك ؟
إنه الشخصيه العظيمه النادره أو الرجل الهمام كما نعلم ، صاحب الروح التواقه للسلام ، الساعي للخير الطامح للوئام ، تغنت بأفعاله الشعوب ، أنار بفكره عتمات الظلام وعرقلات الدروب ، رجل إن قال فعل وإن فعل يُصمت بفعله النمام والحسود ، لقد صدقوا عندما قالوا انه حمامة السلام ، فهو نصير الحق حلال معضلات الامور ، وجِهت كل ضايق ومهموم ، يحمل بيده مفتاح الخير الفاتح لكل باب مغلق كان يضنوا بأنه لن ينفتح أبدا .
نعم إنه أنت يا قابوس ، أنت نعمه حبانا وخصنا بها الله ، أنت رحمه لعمان وشعبها ، بك نحيا ومن فكرك تعلمنا الحكمه ، تعلمنا السلام ومنك أخذنا صفات السماحه والشجاعه فهن أخذن من مبدأ القوه والرأفه في اتخاذ القرار ، منك تعلمنا الكرم تعلمنا أن نعطف ونعفوا ، قلتها دائما نسعى لسلام الاقوياء ، فنحن بك في سلام وبعزمك أقوياء ، فشكراً ياروح عمان فبالشكر تدوم لنا بإذن الله .