مواصفات شقق التمليك.. وأثرها الاجتماعي والنفسي على الساكنين
بقلم :نورة الجساسية
مدن مستدامة لإسعاد الساكنين هذا هو شعار يوم المدينه العربية لهذا العام، وسط آمال وأحلام وطموحات العاملين عليها والقاطنين فيها في ذات الوقت .
وإن الاستدامة هنا تتطلب النظرة الشاملة والفكرة البعيدة المدى للمواصفات والمقاييس مع التخطيط السليم والتنفيذ الأمين لكل ذلك.
هذا بالنسبة للشق الاول في الشعار.
أما إذا تناولنا الشق الآخر وهو إسعاد الساكنين.
فإن الأمر هنا
يحتاج إلى الاهتمام بالتفاصيل الدقيقة . والاهتمامات الصغيرة التي تسعد إنسان هذا المكان، وقد يكون من المستحسن هنا ان يتم إعطاء ادوار حقيقيةللمختصين في الجغرافيا الإسكانية وتفعيل علم الاجتماع السكاني .
وفي هذا المقال سأوجز أهم الجوانب والملاحظات التي أراها باتت كاشتراط يلزم وليس من المناسب أن تترك كباب للاجتهاد أو للحرية الشخصية للمستثمرين في هذا المجال .
و النقاط التالية أرى أن لها دور كبير وتعتبر قاعدة ثابته عند وضع معايير الحكم بالاستدامة للمدن وسعيها لإسعاد الساكنين.
ولأن جميعنا بات يدرك تماما أن المستقبل الإسكاني للأسر هي الشقق ولذلك فإنه هنا لابد من إعادة ترتيب وصياغة المواصفات
والمعايير التي تبنى على أساسها تصاميم هذه الشقق .
أولا: يلاحظ في غالبها بأنها لا تتناسب مع طبيعة الأسرة العمانية وعاداتها وتقاليد ها.
والتي تحتاج إلى مجلس رجال منفصل عن صالة العائلة والتي فالغالب تكون مجلسا للنساء في ذات الوقت . بينما التصاميم المعروضة في السوق حاليا في أغلبها بدون مجلس رجال وهذا ملاحظ من الإعلانات المنشورة في هذا القطاع.
وقد يقول قائل: هذه الشقق تقضي حاجة مؤقتة تحتاجها الأسر التي تقطن في مسقط بدافع العمل ومن ثم ما تلبث أن تعود نهاية الأسبوع إلى البلد .
وأنا أقول قد يكون هذا صحيحا ولكن هل تنقطع هذه الأسرة عن العلاقات الاجتماعية والزيارات
فقط لأن الشقة غير ملائمة لاستقبال الضيوف؟.
ثم إن هذا الأمر سيؤثر بشكل تدريجي على طبيعة السلوك الاجتماعي الذي يحكم عاداتنا وتقاليدنا العمانية.
ثانيا : نأتي إلى أسعار هذه الشقق والتي لا تتناسب في الغالب مع سعر عملية البناء الفعلية كمنزل قائم من القواعد في الأساس فَلَو حصلت المقارنة الفعلية والمنطقية لوجدنا بناء المنزل الخاص أرخص . طبعا هنا أستثني سعر الأرض ولا أناقشه في هذا الموضع . لذلك. يرجى إعادة النظر في الأمر .
ثالثا: مدن مستدامة لإسعاد الساكنين بمعنى لابد أن تتوفر أسباب السعاده لهؤلاء القاطنين والتي تعني وسائل الراحة والرفاهيه أوجز أهمها والتي لابد أن تكون اشتراط ملزم :
1. وجود مصاعد كهربائية بات من الضروري كاشتراط ملزم لتوفير الراحة وتيسير الحياه والممارسات اليومية والظروف الصحية داخل هذه الشقق التي قد يمر بها البعض.
2. وجود المواقف الخاصة لكل بناية ولكل شقة عدد موقفين أقل تقدير ، وليكن موقعها تحت الارض لاستثمار المساحات باكبر قدر ممكن وهذا هو التوجه العالمي الحالي في الدول المتقدمة التي تفكر بالمستقبل بشكل استراتيجي علمي .
3. وجود شرفة لكل شقة وهي ما يطلق عليها مصطلح ( بلكونة)، فهذا سيوفر أجواء خارجية شبيهة بأجواء المساحات الخارجية للمنازل العمانية (الحوش ).
رابعا : أن تكون المخطط الخاصة بالاراضي التي ستقوم عليها البنايات متكاملة الخدمات والتصور واضح حتى لا يتم الخلط بين منازل المواطنين العادية ذات الطابق والطائفين مع البنايات الممتدة الشاهقة الطول والتي تشمل عدد كبير من الطوابق وبالتالي سنجني هنا فائدة اخرى وهو ان المدينة يتلو اكثر اتساقا ونظاما وفخامة مما لو حدث العكس مما ذكر .
وعلينا أن لا نقلل من دور النقط السابقة لضمان الراحة والسعادة والشعور بالرفاهية للقاطنين في هذه البنايات .
إن الأمر هنا يحتاج الى تفصيل وتفاصيل اكثر مما ذكرته او تناولته في هذا المقال . ولكن هنالك قاعدة أردت الختام بها كقاعدة ثابته لكل تنميه وهي : أن الراحة النفسية والإشباع الفردي للاحتياجات ومتطلبات الاستقرار في السكن تتعادل بالتوازي مع مقدار إنتاجيته وايجابيته في مجتمعه.