العنوسة أمْ التعدد
بقلم :طارق الصابري
العنوسة أمْ التعدد كلاهما عاملان لزيادة أعداد النساء من حولنا في هذا العالم المتسارع ، فليكن حديثنا عن العنوسة أولاً حيث أن المفهوم والمتعارف عليه لغةً ومصطلحاً كِبر المرأة سناً وهي لا تزال في منزل أبويها أو أهلها.
ومن العوامل التي قد تجعلها كذلك حسب القراءات خلافا عن زيادة المهور والطلبات التعجيزية التي لطالما أصبحت تقل تدريجيا مع الوقت والأوضاع الراهنة ، فهناك عامل قد تم تفسيرة بكثرة هجرة الرجال للعمل وكسب المعيشة وغيره الخروج في سبيل الدفاع عن الوطن في حالة الحروب أو ماشابهه.
وهذا ما هو المرجح قولا وإستناداً من ما رواه البخاري ومسلم في الصحيح : عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “إن من أشراط الساعة أن يرفع العلم، ويظهر الجهل، ويفشو الزنا، ويشرب الخمر، ويذهب الرجال، وتبقى النساء حتى يكون لخمسين امرأة قيم واحد”. صدق الرسول عليه الصلاة والسلام.
ففي بداية الحديث تنبيه عن أشراط الساعه أو شروط ظهورها وما يلي بالحديث متداول به منذ آلاف السنين ولا يقع على عاتق فترة زمنية ولكن ذكرها يفيد بكثرة الشئ من جهل وفاحشة وخمر ، أما العبارة الأخيرة ( ويذهب الرجال ، وتبقى النساء حتى يكون لخمسين إمرأة قيم واحد ) ، إستوقفتني العَبرة هنا في هذا المصير الذي قد يؤثر على وجودها ويتطاول على حياتها النفسية وقد يكون كـابـوسـا لها يوما.
أصبحت العنوسة ظاهرة في مجتمعاتنا العربية خاصة والإسلامية عامة ومعظم الدراسات التي تقوم عليها بعض الدول العربية تؤكد على أن ثُلث النساء بمجتمعنا العربي بلغن سن الـ 30 دون زواج ، وهذا يجرنا إلى ما ذكر بالحديث وما يعنى به تزايد في عداد الإفشاء بالزنا مصاحباً الأمراض المتناقلة صحياً والتي قد تؤثر سلباً على المجتمع نفسه ، وإستكماله بآخر الحديث في تزايد عداد النساء على رجل واحد والذي كذلك له أعراض صحية تتعرض لها النساء.
ولينتصف مقالي حديثنا عن التعدد الذي أباحه الإسلام كحل لظاهرة العنوسة بشروط وقيود تحث على العدالة والمساواة ، وبالرغم من ذلك فأن التعاطي مع مسألة التعدد قوبلت من قِبل الكثير بالرفض التام وإن وجدت فنسبتها ضئيلة جدا مقارنة بالثُلث المتزايد من النساء بمجتمعنا العربي.
حيث أن التعدد كالعنوسة يتسبب في التأثير على الحالات النفسية وغالبا ما يكون الكابوس الأشد من كابوس العنوسة لدى البعض من النساء ، وإن كان بشكل مؤقت ولكنه يعد الحل الأمثل للتعدي من ظاهرة العنوسة المتزايد يوما بعد يوم.
هذا لا يدعو النزوح حول الحل ووقف التفاقم النسائي كما ذكرنا في مقدمة المقال بأن كلاهما عاملان لزيادة عدد النساء ، فالرجل الذي يقوم بالتعدد ليس بيده أن يحدد خِلفة النسل والطلب بالذكور فقط .. فهناك من تلِد الإناث متزايداً عددها دون توقف محاولة لإرضاء الرجل حتى أن تنجب ذكراً.
إذن في كلا الحالتان هناك حكمة ربانية يعلمها عزوجل ومصير مجهول نجهله نحن إما بالعنوسة أمْ بالتعدد.