سوق مطرح .. بين عبق الماضي وإشراقة الحاضر
وهج الخليج- بشرى البوسعيدية
• سوق مطرح مركزاً حضارياً وثقافياً يقصده الزوار من داخل السلطنة وخارجها
• (1274) محلاً بسوق مطرح منها (24) محلاً تابعاً لبلدية مسقط.
• دور بلدية مسقط في صيانة وتنظيم السوق مع المحافظة على الطابع التقليدي الأصيل.
يعتبر سوق مطرح نموذجاً للأسواق الشعبية التي تمتاز بالتصميم المعماري القديم بممراته الضيقة والمتعرجة وأسقفه الخشبية المنقوشة، حيث يحتوي على العديد من المحلات التي تبيع مختلف السلع؛ كالتحف والهدايا والبخور وغيرها من البضائع التي نادراً ما تتوفر في الأسواق الحديثة، وكان السوق في السابق مبني من الطين وسعف النخيل، أما أسقفه فهي مزينة بزخارف مستوحاة من التراث العُماني العريق، وقد قامت بلدية مسقط بتطويره من خلال أعمال التجميل المختلفة وتبليط طرقاته وسككه وأزقته، لتوفير الراحة للمرتادين، وحتى يتماشى مع مجريات النهضة الشاملة التي تمر بها البلاد.
تاريخ السوق
عندما نتحدث عن معلم من المعالم الثقافية والحضارية الأصيلة والتي تنحصر بين الماضي والحاضر، فلا شك أننا نتحدث عن سوق مطرح أحد أبرز الأسواق الشعبية التقليدية وبما يحتويه من تصميم معماري تاريخي جميل يقصده عدد كبير من الزوار من داخل السلطنة وخارجها، حيث يعتبر سوق مطرح نموذجاً رائعاً ومركزاً حيوياً يمتاز بممراته الضيقة والمتعرجة وأسقفه الخشبية المنقوشة، ويسرد لنا سوق مطرح حكاية من حكايات التاريخ بكل زاوية من زوايا محلات وأركان السوق، إذ يحتوي على العديد من المحلات التي تعرض سلع متنوعة كالتحف والهدايا والبخور واللبان والعطور وغيرها، ويمكن تمييز بضائع سوق مطرح بالتفرد عن الأسواق الأخرى حيث لا يمكن أن نجدها في الأسواق الحديثة، كما يُميز السائح رائحة سوق مطرح برائحة البخور واللبان العماني المعروفة، ويقع السوق على واجهة عمان البحرية من جانب مدينة مطرح وقد اختلفت مسميات سوق مطرح حيث سُمي بسوق الظلام ويرجع تسميته بهذا الاسم لكثرة الأزقة والسكك على عتبات المتاجر بحيث تحجب هذه الأزقة أشعة الشمس خلال فترة النهار وتطلق هذه التسمية على الجزء الممتد من مسجد الرسول الأعظم إلى خور بمبة وهو البوابة المعروفة للمدخل الرئيسي للسوق من جهة البحر، وهناك تسمية أخرى لهذا السوق بشقيه الشرقي والغربي التي تفصل بينهما فتحة خور بمبة، وهي السوق الصغير، أما السوق الكبير فهو سوق الجملة.
أقسام السوق
تبلغ عدد محلات سوق مطرح (1274) محلاً لبضائع مختلفة، و(24) محلاً تابعاً لبلدية مسقط، وللسوق أقسام متعددة كسوق الشجيعية وهو مبنى مخصص لمحلات الخياطة وبيع المنتجات، وسوق الصاغة الذي يختص ببيع الذهب والفضيات ومختلف الحلي، إلى جانب سوق النساء وهو السوق المخصص لبيع الملابس والأقمشة والمقتنيات النسائية، كما يوجد سوق مكتب الوالي لبيع السلع الكمالية بالجملة، بينما سوق النور يختص ببيع البضاعة بالمفرد والجملة، فضلاً عن سوق خور بمبة وهو السوق العام الممتد من بوابة خور بمبة إلى بوابة مطرح (الدروازة). أما سوق العطارين الذي يباع فيه البخور والعطور واللبان والفخاريات العمانية.
مشاريع تجميلية
تزامناً مع الخطط التطويرية التي تسعى إليها بلدية مسقط، فقد نفذت بعض المشاريع التجميلية لسوق مطرح وذلك من حيث إعادة تنظيم المحلات التجارية مع المحافظة على الرونق الأصيل الذي يتميز به السوق والمتعارف عليه لدى المواطنين والمقيمين والزوار السوق بشكل مستمر ، حيث قامت البلدية بتركيب مظلات ثابتة على أروقة السوق الداخلية للوقاية من أشعة الشمس والأمطار، كما تم إضافة بعض الكراسي والانارة الداخلية للممرات، فضلاً عن تركيب البلاط المتشابك في بعض الأجزاء الغير مرصوفة بالسوق وتركيب الإنارة التجميلية على مدخل وبعض أروقة السوق الرئيسية والتي أضافت لمسة جمالية للسوق عند تشغيلها، ومن جانب آخر فقد قامت بلدية مسقط بتطوير دورات المياه القائمة بإعادة صيانة وتطوير دورات المياه على مدخل السوق من الطريق البحري، كما تم إزالة المظلة القديمة لسوق العطارين القائم بسوق مطرح وأضيفت مظلة بمواصفات وتصميم ذات بعد جمالي متوافقا مع طبيعة المكان، كما تم تركيب لوحات إرشادية؛ لتعريف مرتادي السوق بأقسامه والتعرف على مداخل ومخارج السوق، كما وتسعى بلدية مسقط بمطرح بتطوير السوق بالعمل على توسيع أعداد مواقف المركبات .
وقد قامت بلدية مسقط ممثلة في دائرة الشؤون الفنية خلال العامين الماضيين بعدد من المشاريع التجميلية والتطويرية بالسوق، منها تركيب مظلات ثابتة على أروقة السوق الداخلية بتصاميم حديثة؛ وذلك للوقاية من أشعة الشمس والأمطار، إلى جانب إضافة بعض الكراسي والإنارة الداخلية للممرات، أما فيما يخص الإنارة التجميلية، فقد تم تركيب الإنارة على مدخل وبعض أروقة السوق الرئيسية والتي أضافت لمسة جمالية للسوق عند تشغيلها.
حركة تجارية وسياحية
يتمتع سوق مطرح بمكانة مرموقة بين الناس حيث أصبح الزوار يقصدون السوق كوجهة رئيسية، كما أن لتجار السوق نظرة وبُعد آخر للسوق فهو يشكل إرثا تاريخيا وصورة معبّرة تحكي تفاصيل التاريخ، ويتحدث أخطر البلوشي، أحد تجار سوق مطرح: ” أعمل منذ 34 عاماً كتاجر للتحف والهدايا والأحجار الكريمة واللولو والخناجر والفضيات في سوق مطرح حيث أنني أقدم تاجر في السوق، وتعتبر صناعة الفضيات من أهم الصناعات التقليدية المحلية ذات الطابع المميز .
وأشار البلوشي إلى أن أكثر الجنسيات زيارةً للسوق هم من دول إيطاليا، ألمانيا وفرنسا، حيث يشهد السوق إقبالا كبيرا من السياح والذي يزداد سنوياً، وأضاف” أصبح لدي زبائن من مختلف بلدان العالم من أمريكا وأستراليا وسويسرا وغيرها، وذلك لشغفهم واهتمامهم بالتراث العماني واقتنائهم للتحف والفضيات العمانية التقليدية”.
ويتحدث جافري أحد زوار السوق من كاليفورنيا بأمريكا: ” هذه ثالث مرة أزور سلطنة عمان، وجعلت سوق مطرح أول وجهة سياحية لي، ويعتبر سوق مطرح نموذج رائع للأسواق الشرقية القديمة ويتميز السوق بموقعه الاستراتيجي على شاطئ البحر، و تشدني بضائع سوق مطرح فهي جميلة ونادرة بنفس الوقت كالتحف والفضيات التي دائما ما أرغب باقتنائها، وأستمتع كثيرا بالتقاط الصور مع أصدقائي وعائلتي حيث يبهرني جمال تصميم السوق الذي يحافظ على التراث العماني القديم”.
أما سوريشيا براين من إيرلندا فقد عبّرت عن رأيها في سوق مطرح “يعتبر سوق مطرح الأول من نوعه والذي قمت بزيارته في الشرق الأوسط، وقد أعجبتني بوابته التي بها قبة زجاجية مزركشة وموقعه الذي يقع على كورنيش الميناء الجميل الذي يمكنك أن تمارس به رياضة المشي وأدهشتني أزقته المتناثرة التي تجعلك في حيرة من أين تبدأ وماذا ستكتشف لأن كل زقاق يغريك لمعرفة نهايته، إنه بالفعل مكان رائع أنصح السياح بزيارته”.