الحرية في مفهوما آخر
كتب : منتصر الفارسي
يختلف تعريف الحرية من مجتمع إلى آخر وذلك باختلاف ثقافات المجتمعات، وكثيرا ما يحدث أن تختلط هذه الثقافات في بعض المواضع كاللباس و بعض العادات والتي يطلق عليها با العادات الدخيلة وغالبا ما تغزو مجتمع ما أو تتداخل بين المجتمعات عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي، في هذا الحوار سوف يتم مناقشة بعض العادات الدخيلة مع الدكتور سيف الهادي مقدم برنامج سؤال أهل الذكر في التلفزيون العماني.
الصلاة عنوان الايمان:
الصلاة هي عمود الدين, يريد الله تعالى من البشرية كلها ان تجعل علاقتها به من خلال الصلاة ,ولذلك فأن الترغيب فيها ضروري جدا ولاكن ينبغي ان تكون هناك مراعاة للمراحل العمرية التي يقطعها الانسان فالأطفال يعودون على الصلاة منذ ان يكون عمرهم سبع سنوات كما ورد في الحديث, ويمكن للأب ان يستخدم الضرب غير المبرح احيانا لإجبارهم عليها, اما عندما يصل الى مرحلة متقدمة من العمر اي ان يتجاوز او يدخل في عالم المراهقة فأن الترغيب في الصلاة ينبغي ان يكون بطريقة حكيمة ومحببة الى النفس يرب الانسان فيها ابنه بالصلاة من خلال ما تحققه له من نجاحات في الحياة ومن خلال معرفة ان الله تعالى لا يكون راضي عنه الا بالصلاة وايضا فأن عنوان الايمان هي الصلاة , عندما يكثر الاب على ابنه من هذه النصائح و التوجيهات فأن الاب تلقائيا سيستجيب, قد لا يستجيب مباشرة ولاكن كثرة رق الباب يؤدي الى فتحه, اضافة الى ان يكون الاب نفسه قدوة لأبنائه في المحافظة على الصلاة وايضا ان يختار لهم الوسط الاجتماعي الطيب الذي ينمي فيهم حب الصلاة كالأصدقاء الصالحين, الانسان الكبير يرغب في الصلاة ايضا من خلال هذا الجانب, من خلال بيان اهميتها بالنسبة له وان تركها خسارة دنيوية واخروية بهذه الطريقة يمكن ان يكون الترغيب لاكن الكبير المتقدم الذي تجاوز الثلاثين من عمره فأن ادخال جانب الترغيب سيكون له اهمية ايضا.
لماذا تقليد الاخرين؟
التقليد عند الانسان طبيعة توجد في الشخصيات التي تشعر انها اقل من الاخرين وتشعر ان الاخرين تقدموها بمسافات وان شخصيتها اصبحت اقل من غيرها, فتلتمس القوة وكمال الشخصية بتقليد الاخرين الذين تظن انهم وصلوا تلك الكمالات, وغالبا ما يصادف هذا هواية عند الشخص فهناك شخصيات تعشق الجوانب الرياضية ولذلك تجد ان اكتمال شخصيتها في تقليد شخصية رياضية. الشباب الذي يلجأ الى هذا النوع من التقليد هوه ذلك الذي يشعر بالنقص بالفعل لأن الاعجاب بالأخر لا يقتضي بالضرورة التقليد انما يقتضي اقتفاء اثر تلك الشخصية في نجاحاتها فقط وليس في شكلها او ما تتميز به من مظاهر. النوع الثاني من التقليد هو الذي يريد الشباب من خلاله ان يحسسوا المجتمع انهم يحملون اهمية معينه, فيجدون ان شخصا معينا قام بإحداث تغيرات في سيارته جذب من اجل ذلك انظار الاخرين وحاز على مكانة في المجتمع فيقلدونه في هذا الامر بغية الوصول الى هذ الميزة, ايضا يقوم بعض الشباب بإحداث هذا النوع من التغير في سياراتهم او اشكالهم او ملابسهم او تصرفاتهم من اجل لفت انتباه المجتمع لأن المجتمع بطبيعة الحال لا يعير اهتماما الا لأولئك الناجحين فقط, وكثيرا ما يغض الطرف عن الذين لم يصلوا الى درجات النجاح الاجتماعي و العلمي, لا يبقى امام الشباب سوى لفت انتباه المجتمع اليهم من خلال هذا الامر, ولذلك من الافضل ان يتعامل مع مثل هذه الشخصيات معاملة حسنه يلفت انتباههم الى ان هذا المسلك ليس صحيحا وان المجتمع سينظر اليهم بالفعل ويلتفت ولاكن بطريقة لا يرغبون فيها فمن الافضل ان يلفت انتباه المجتمع من خلال الجوانب الثقافية والعلمية والاجتماعية المتميزة.
الدين سهلا يسر!
التشدد في الدين صفة مذمومة, وقد بين الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم ان عليه التذكير فقط وان الهداية بيد الله فلا ينبغي ان يكون هناك تشنج او توتر او ارهاق للنفس في التعامل مع الاخر ونصحه وتوجيهه ولذلك قال الله تعالى” ادعوا الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة”, وقال لنبيه صلى الله عليه وسلم “ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك”, ولكي يعلمنا الله تعالى اننا مطالبين فقط ان نستخدم الحكمة في الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وتوجيه الناس فأنه بين لنا امرين مهمين الاول هو ان وظيفتنا هي النصح فقط قال تعالى” انما انت مذكر لست عليهم بمسيطر”, وثانيا ان لا يصل ذلك الى حد ارهاق انفسنا ودخولنا في دوامة من العنف مع الاخر, قال تعالى “” فلا تذهب نفسك عليهم حسرات”, هذا يجعلنا نستخدم الحكمة في دعوة الاخر, والدين نفسه لا يتطلب التشدد فهو سهلا يسير, يقول النبي صلى الله عليه وسلم ” ان هذا الدين متين فأوغل فيه برفق فأن المنبت لا ظهرا ابقاء ولا ارضا قطع”, فالإنسان يأخذ الدين على انه مصدر سعادة بالنسبة له واذا اعتبره نوعا من التشدد او الضغط على النفس الى حد حرمانها من لذة الحياة فأن الدين عند اذن هنا سيتحول الى سياط تلهب ظهر الانسان و تدفعه الى ان يتعامل مع الاخرين بخشونة وبالتالي سيؤدي ذلك الى نفورهم وابتعادهم لأنهم يجدون نموذجا من المتدينين لا يشعر بالسعادة او الراحة مع الاخرين ولا تظهر عليه البسمة انما يقيم الناس من خلال التزامهم بالدين وهذا خطا, الله تعالى هو الذي يقيم, قال تعالى ” ان اكرمكم عند الله اتقاكم” اما نحن فالله تعالى قال لنا ” يا ايها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا” علينا بالتعارف اما التفاضل فالله تعالى هو الذي يختاره, فنحن لا نتعامل مع الاخرين الا بالطريقة التي تؤدي الى التعارف معهم لعلهم يتأثرون بنا او لعلهم يستمعون منا الى نصيحة فيهتدون, وهذا هو قول النبي صلى الله عليه وسلم ” مثل الجليس الصالح و الجليس الصالح والجليس السوء”.
تقليد الغرب
تقليد الغرب ناشئ من الاعجاب و الانبهار واعتقاد ان ما عند المسلم اقل بكثير مما عند غيره وهذا يسمونه باضطراب القيم, هناك قيم يعطلها المسلمون لأسباب مختلفة بينما يسعى الغربيون الى ان تكون جزء من ثقافتهم وحياتهم اليومية فيعجب المسلم بتلك القيمة كقيمة الحرية وعدم التدخل في شؤون الاخرين, رغم انها اصلا اصيل في ديننا الا ان نسبة تطبيقها عندنا متفاوتة لا يشكل ثقافة عامة ولذلك نجد الشباب يعجب بالغرب من هذه الزاوية, هناك اعجاب ايضا بالمظاهر والاشكال والالوان, وهذا يدل على نقص في الشخصية وضمور في التفكير واعتقاد ان ذلك مرتبط بما لدى الغرب من تطور صناعي وتكنلوجي وتقني وهذا لا علاقة له بذلك, يمكن للإنسان ان يحقق هذا النوع من التطور دون ان يفقد شخصيته او مبادئه و اخلاقه ولذلك فأننا محتاجون الى توعيه الشباب بضرورة ان يكون الاقتداء بالغرب فيما يتفق مع ديننا وشريعتنا الغرا, وفيما يبعث رساله الى مجتمعنا اننا عطلنا هذه القيم بينما نهض بها الاخرون, اما ان يكون التقليد نوعا من الذوبان في شخصية الاخر الى حد التنازل عن الثوابت و القيم المطلقة فأن ذلك يدل على ضعف الشخصية.