نحن العيد
بقلم:منال الكيومية
عندما تقول عمان.. فأنت تتحدث عن كرم الضيافة و الأخلاق و السلام والألفة ,هكذا ترعرعنا و كبرنا
قد يعتقد البعض ممن لم يزر عمان من قبل بأن الناس تبالغ في الوصف والتعبير ولكن هذه هي الحقيقة الذي لا يختلف عليها اثنان من بعد زيارتهم لأرض العز و الحضارة, سلطنة عمان.
يتميز العمانيون على اختلاف جغرافية تواجدهم بعادات متنوعة أيام العيد و يبقى كرم الضيافة و صلة الرحم هو العامل المشترك بينهم, تستيقظ مبكرا لصلاة العيد و بعدها تبدأ زيارات الأرحام, في كل بيت تدخله يستقبلك أهله بالابتسامة و الفرح و بالضيافة المميزة التي تتصدرها الحلوى العمانية و الحلويات المتنوعة و تختمها بالقهوة العمانية المفعمة بالحب والود و رائحة الأصالة لتأخذك معها الى عوالم وعبق الماضي الجميل .
هل تغيرت عادات العيد ؟ لانني في كل مرة اجلس فيها مع من يكبرني سنا يقول “العيد كان غير”
هل تغير لاننا كبرنا ؟ أو باتت أشياء اخرى تشغلنا عن ما كنا عليه! أو اننا عودنا انفسنا على كسر الروتين لان مشاغل و أولويات الحياة غيرتنا؟
في السابق لم يزعجنا أبدا الذهاب الى القرية (البلد) للاحتفاء بالعيد و المبيت في غرفة ضيقة فبوسع القلوب تتسع تلك الزاوية لنا جميعا, أما اليوم أصبحنا نختلق الاعذار “ما يكفي المكان ” هل كبرنا و يتغير مقاس الغرفة؟ هل بالفعل تشعرون بالراحة و انتم بعيدون عن أجمل اللحظات التي لا تعوض؟ أم لم يتعود أبناءكم العيش في مكان يكاد لا يتسع للعب بالبلايستيشن مثلا.
تعودنا بأن لا تغفو لنا عين من الفرحة ليلة العيد و نختبئ تحت غطاء السرير لكي تعتقد أمي بأننا قد غفونا … تغيرت المشاعر قليلا عندما كبرنا ولكن تبقى البعض من تلك المشاعر الجملية و التي أراها اليوم في أبنائي, تفاجأت من ابنتي ليلة العيد و أنا أقول” رجاءا نامو من وقت ” فاجأتني بردها البرئ “كيف أنام يا أمي! و غدا عيد , أتقلب في فراشي ومن الفرحة لم أستطع النوم” , فرحت كثيرا بردها و قلت لها “انه شعوري ذاته عندما كنت في مثل عمرك”
اختصر ما أردت قوله في ضرورة أن نعود أبنائنا على التواضع و الحب و الالفة و صلة الرحم, فالسبب الرئيسي لقولنا “العيد غير هذي السنة”,
هو أن العيد لم يتغير بل نحن تغيرنا!
نقول لها شكرآ على المقال الطيب ‘ويسعد الله قلبها فيما تحب