الشعور بالاستسلام
بقلم: بدر اليعقوبي
كثير منا في يوم من الأيام انتابه شعور بالاستسلام، وشعر بأنه غير مرغوب به في المحيط الذي يعيش فيه أو أنه مُهمّش من قبل الأسرة او الأصدقاء أو حتى في العمل، ولربما شعر بأنه أقل مكانة من صاحبه ومن حوله من ناحية الصحة والمال أو فقد غاليًا على قلبه فأحس بأن الدنيا توقفت حينها.
وقد أجمع عدد من الاستشاريين بالأمراض العصبية على أن الشعور بالنقص هو من يولد الاستسلام لدى الفرد، وهو ما يشعره بالفشل وقد يلقي باللوم على الآخرين عند فشله. ولعل أهم المسببات لهذه المشاعر هو تلقي الشخص من صغره عبارات سلبية مثل: انت لا تفهم، انت أقل من الآخرين، لا قيمة لك، فتنمو هذه المشاعر مع الفرد ويشعر بأنه شخص لا قيمة له عند الكبر.
وحقيقة الأمر أن أغلب الأفراد وللأسف الشديد يواجهون تلك العبارات بشكل شبه يومي، وأراهن على أن مثل هذه اللحظات قد مرّت بك عزيزي القارئ، وبنفس الوقت أراهن على أن الغالبية لم يتعاملوا مع العقبات بإصرار ولم يتخذوا القرار المناسب تحت الضغوطات التي واجهوها.
لماذا نستسلم؟ هل فكرت يوما من الأيام بالرجل الذي يعمل برجل واحدة والأخرى عبارة عن عكاز كسائق للشاحنة أو يعمل في أحد المحلات التجارية ويحمل أغراض الزبائن وقد تكون مشترياتهم ثقيلة الوزن، هل تعتقد بأنك تعاني في حياتك؟ ماذا عن العمّال الذين يعملون تحت الشمس لساعات طويلة منهم من يرصف الطرق ومنهم من يجمّع القمامة التي ترميها انت، هل تشتكي من سيارتك لأنها أقل سعرًا من سيارة صاحبك؟ ماذا عن الذين لا يملكون وسيلة نقل ويعتمدون على أرجلهم للذهاب للعمل أو الدراسة وفي بعض الدول يعبرون أنهارا على متن حبل.
اذا كنت ترى بأن المجتمع قاسي عليك وغير عادل معك تذكّر بأن هناك عجوز غزاها الشيب عمرها يقارب 70 عام وتعمل كعاملة للنظافة في مدرسة لتحافظ على نظافة المكان الذي يتعلم فيه أبنائك وتتحمل رائحتها وتحملها على ظهرها لتُبعدها عنهم.
هل هذا كافي أم ما زلت تشتكي؟ استمتع بحياتك كما قُدّرت لك، فمهما كانت ظروفك اعلم بأنك أفضل من غيرك ولديك الأجمل، انت تكره الخضار وبعض المأكولات وغيرك يتضوّر جوعًا، تنام على السرير وهم ينامون على الأرض بلا غطاء يحميهم.
تأملوا ما حولكم واشكروا الله على ما تمتلكون في هذه الحياة، هناك الكثير والكثير من الأشياء الجميلة التي ستلامس قلوبنا ومنها من لامست، اكثر من العطاء ودع عنك الشكوى واشكروا الله على نعمه وفضله.