أول باحث عماني يحصل على الدكتوراة في الهوية الوطنية
وهج الخليج-مسقط
حصل الباحث خميس بن ناصر الفهدي على أول دكتوراة بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف والتوصية بطباعة البحث في الهوية الوطنية العمانية من كلية الآداب والعلوم الإنسانية ، وذلك من جامعة محمد الأول بوجدة بالمملكة المغربية.
وجاء البحث الذي يعتبر الأول من نوعه بالسلطنة بعنوان ” الهوية الوطنية العمانية وتأثير وسائل التواصل الاجتماعي فيها “، وتأتي هذه الدراسة في ظل ما يشهده العالم من التغيرات والتحولات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية الشاملة التي فرضها التطور التكنولوجي المتسارع، في عصر ثورة المعلومات والاتصالات، والتي جعلت دول العالم – العالم الثالث- تواجه مشاكل وأزمات خطيرة تهدد وحدتها الوطنية بالانهيار والاندثار، ومن أخطرها أزمة الهوية الوطنية التي تتعلق بتكوين شعور مشترك بين أفراد المجتمع الواحد، الذي يجعلهم متميزين عن باقي المجتمعات،ومن هنا أصبحت الهوية الوطنية السمة المميزة للأمم والشعوب.
وكما أن وسائل التواصل الاجتماعي تشكل في الوقت الحاضر، قضية تستحق الاهتمام والدراسة، لما لها من تأثير في المجتمعات المحافظة التي دأبت على نمط ثقافي تقليدي، حافظ على بنية المجتمع بعاداته وتقاليده وقيمه.
حيث سعى الباحث من خلال دراسته إلى الكشف عن طبيعة التغيرات في الهوية العمانية الناتجة من تأثير وسائل التواصل الاجتماعي فيها، والكشف عن ملامح الهوية الوطنية، وترسيخ مفهومها ومحتوياتها التي نشأت عنها وفق التراث الثقافي العماني، وبيان صمودها في زمن التدفقات السريع ووسائل التواصل الحديثة وتعاطيها المستمر ، وتوجيه الطلبة الجامعيين العمانيين، نحو مفهوم الهوية الوطنية في ظل تنامي استعمال تقنيات وسائل التواصل الحديثة، في البنية العقلية العمانية في المرحلة الحالية وتحدياتها المستقبلية على المجتمع العماني.
ومن أهم النتائج التي توصل اليها الباحث هي تمسك
الطلبة العمانيين الجامعيين بشعائر دينهم، مع قدرة استيعاب القيم الوافدة ودمجها وتكييفها فيما يتماشى مع القيم الدينية للمجتمع العماني بمنظور عصري يتطور باستمرار ، الضعف في بعض القيم الوطنية لدى الطلبة الجامعيين، على مستوى المكون التاريخي واللغوي وبدرجة أقل على مستوى الانتماء الوطني نتيجة التغيرات التي يشهدها المجتمع والتطور الذي يعيشه العالم، ما جعل الطلبة يتفاعلون مع هذا التطور سلبا. فمن جهة يشككون في كل ما يناقض هذا التطور، إذ يسبب انشقاقا فيما بينهم. ومن جهة ثانية فهم ينشدون وسائل تجعلهم قادرين على مسايرة التغير، كالتوجه نحو تعلم اللغة الإنجليزية. كما توصلت الدراسة الى ميل كثير من أفراد العينة إلى التخلي عن عادات وتقاليد الثقافة العمانية ،كل هذا لصالح الثقافة الوافدة التي تحولت إلى سلعة مربحة في نظر أصحابها، ويتجلى ذلك في نمط الملبس والمأكل وتقبل نمط الحياة العصرية كما تُسَوِّقُ له الشبكة العنكبوتية عبر وسائلها وبرامجها المختلفة.
وقد خرجت الدراسة بعدد من التوصيات أهمها نشر الوطنية وترسيخ القيم والعادات.