محمد الشمري: “جديرون بهذه الحياة .. أكثر مما تظن الحياة “
وهج الخليج-أسمهان الهنائية
لأن الطموح هو الطاقة الروحية في حياة الإنسان والتي تدفعه نحو المستقبل و لا قيمة للإنسان إن لم يكن طموحا ،و لأن الطموح رافد الإبداع فلا إبداع بلا طموح ، فهذا هو محمد الشمري طالب بجامعة السلطان قابوس بكلية الآداب و العلوم الاجتماعية قسم الإعلام تخصص إذاعة و تلفزيون ، يجمع بين موهبتي التقديم و التمثيل على المسرح، وهو أحد أعضاء جماعة المسرح بالجامعة ، و عضو في فرقة مزون المسرحية ،كذلك قدم العديد من الفعاليات داخل الجامعة و خارجها كما أن له عدة أعمال إذاعية و مثل في فلم ” قلوب ضريرة ” الذي تم عرضه على قناة عمان مباشر ، ورئيس مجموعة الإبداع الإعلامي بالجامعة سابقا .
و في ما يلي نص الحوار :
لكل نجاح بداية ….كيف كانت بدايتك في مجال الإعلام؟
في البداية كنت أود الدخول إلى كلية العلوم بالجامعة تخصص أحياء، و لكن لم يحالفني الحظ فدخلت إلى كلية الآداب قسم الإعلام ،ووجدت أن هناك أشياء في الإعلام لا نراها نحن كأناس عاديين ربما المتخصصين في هذا المجال هم من يروها فقط ، فأحببت هذا المجال وهو بلا شك مجال به متاعب كثيرة و يعتمد على الشخص ذاته و أعني بذلك أنه بقدر ما أحببت المجال…. المجال سوف يحبك و بقدر ما تحاول أن تصنع لنفسك فرصة في المجال الإعلامي ، المجال سيتيح لك العديد من الفرص ، لأنه من أصعب المجالات و يحتاج إلى تضحية كبيرة لا سيما مجال الصحافة .
لماذا اخترت هذا المجال؟
لأنني وجدت نفسي فيه ووجدت أنني أحب التجربة و المغامرة و التعرف على الآخر و معروف أن هذا المجال يتطلب ذلك فكانت كل تجربة و كل مغامرة تفتح لي الباب أمام تجارب و مغامرات أخرى جديدة و كل ذلك كان يعود لي بالراحة كما أنني وجدت أن هذا المجال يجعلك تبحث عن الأفضل و لا تقف في مجال واحد .
لديك موهبة في التقديم و قدمت العديد من الفعاليات مسبقا … متى كانت أول تجربة لك في التقديم؟
قدمت في المدرسة عندما كنت في مرحلة الابتدائية و الإعدادية العديد من البرامج الإذاعية و الفعاليات المختلفة و لكن في فترة الثانوية توقفت عن التقديم . أما بالنسبة للجامعة فكانت أول تجربة لي في عام 2012 عندما قدمت حفل التخرج و كنت آنذاك في السنة الثانية من دراستي الجامعية،و كانت هذه أول تجربة لي في التقديم داخل الجامعة .
ماذا أضافت لك تجربة التقديم؟
أبرزت محمد الشمري للفعاليات القادمة كالمؤتمرات سواء المحلية أو الإقليمية أو العالمية والفعاليات الخاصة بالجامعة و الفعاليات الخاصة بحضور كبار الشخصيات كالوزراء و غيرهم و هذه هي الفعاليات و المناسبات كانت سببا في إبرازي داخل الحرم الجامعي و أصبح الجميع يعرف من هو محمد الشمري .
أنت تعمل في مجال التسجيل الإذاعي أيضا إلى جانب التقديم و المسرح …ما هي أبرز أعمالك في المجال الإذاعي؟
اشتركت مسبقا في هيئة الإذاعة مع مجموعة من الممثلين البارزين مثل هلال الهلالي ، سعود الدرمكي و الأستاذة رشا البلوشية ، للتسجيل للمسلسل الدرامي ” من ديوان الأدب ” و كان باللغة العربية الفصحى .أيضا شاركت في برنامج ” العبقري الصغير ” ، حيث كنا نقوم بالأداء الصوتي لمشاهد البرنامج المختلفة . كذلك شاركت في برنامج “افتح يا سمسم ” و هو برنامج على مستوى دول الخليج خاص بالأطفال ، مشاركتي فيه كانت عبارة عن مؤدي أصوات لبعض الشخصيات الكرتونية و الحقيقية .
متنفـــــــس المشاعــــــر
تمتلك موهبة التمثيل المسرحي و لك مشاركات عديدة في هذا المجال …حدثني عن تجربة المسرح؟
أجاب الشمري قائلا : “المسرح متنفس للمشاعر ” كل من يدخل للمسرح يحس بأن هناك شي في داخله سواء كان حزن أو فرح يحاول إخراجه من خلال المسرح . المسرح علمني أشياء كثيرة جعلني أدرك أشياء ربما لا يدركها البعض منا، و جعلني أتقمص شخصيات مختلفة و علمني كيف أمزج بين الفنون المختلفة، و تجربة المسرح جعلتني أسافر و أشارك الناس فنونهم و إبداعاتهم .
ماذا عن مشاركاتك المسرحية؟
في المدرسة انضممت إلى جماعة المسرح عندما كنت بالصف العاشر و استمريت فيها إلى أن أنهيت الثانوية، فكانت أول تجربة لي في مجال المسرح مشاركتي في مهرجان على مستوى السلطنة عندما كنت بالصف العاشر و شاركت في مسابقات أيضا.
بعد دخولي الجامعة شاركت في مهرجان المسرح العماني الخامس المقام في البريمي آنذاك و كان ذلك في عام 2012 ،ثم في عام 2013 شاركت في مهرجان المسرح العماني السادس الذي أقيم في نزوى ، مشاركاتي هذه كانت في فرق مختلفة الأولى كانت عندما كنت عضوا في فرقة الطموح و الثانية كانت مع فرقة مزون و لا زلت إلى الآن فيها و يدير الفرقة الأستاذ يوسف البلوشي.
شاركت أيضا من خلال جماعة المسرح بالجامعة في مهرجان فاس للمسرح الجامعي بالمملكة المغربية و الذي كان في نسخته العاشرة نظمته كلية العلوم القانونية والاقتصادية و الاجتماعية بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بمدينة فاس ، شاركنا بمسرحية ” ما حدث بعد ذلك ” للكاتب و القاص هلال بن سيف البادي و المخرج طاهر الحراصي و إشراف الأستاذة رحيمة الجابرية من دائرة النشاط الثقافي و الرياضي بعمادة شؤون الطلبة ، طاقم التمثيل في المسرحية كان كله من طلبة الجامعة و كانت السلطنة الدولة الخليجية الوحيدة المشاركة في المهرجان ، بالإضافة إلى مشاركات أخرى لفرق مسرحية من المغرب ، والصين ، و بلغاريا ، و صربيا ، و إيطاليا ، و ألمانيا ، و ايرلندا ، و الكامرون . أغلب المشاركين كانوا متخصصين من معاهد للمسرح مقارنة بنا نحن و لكننا حصلنا على جائزتين ، الأولى جائزة الأمل عن أفضل عرض متكامل للمؤسسات غير المتخصصة والجائزة الثانية جائزة أفضل ممثلة للمؤسسات غير المتخصصة حصلت عليها الطالبة تاج نور البلوشية أحد أعضاء الجماعة.
ماذا أضافت لك تجربة المشاركة في المهرجان؟
تجربة جدا شيقة جعلتني أنظر للمسرح فرأيت المسرح الدائري ، كذلك تعرفت على أساليب جديدة في المسرح.تعرفت أيضا على طبيعة و أنماط مسارح الدول الأخرى المشاركة في المهرجان .
كيف وجدت الاختلاف بين المسرح العماني و المسرح المغربي و مسارح الدول الأخرى المشاركة في المهرجان؟
من وجهة نظري أعتقد أن المسرح العماني من المسارح القوية والمنافسة على مستوى عربي و عالمي وأنا أعرف فرق مسرحية عمانية تشارك و تحصل على جوائز عالمية على سبيل المثال فرقتنا حصلت في عام 2015 على 18 جائزة دولية و إقليمية فالمسرح العماني هو مسرح ثري و قوي و لكن ما يجعله مختلف عن الآخر ربما الإعلام أي أن الناس لا تعرف كثيرا عن المسرح . أما بالنسبة للمسرح المغربي فهو أيضا من المسارح الثرية لا سيما أن مدينة فاس هي من أقدم المدن العربية و بها من أقدم الجامعات التي تحتضن هذا الفن و تعيره اهتماما واضحا ، و مما يدل على ذلك ما وجدناه من اهتمام بالمسرح حيث يوجد ليهم مسرح للطفل و كان هناك أيضا اهتمام واضح من الشعب المغربي بالمسرح و يكنون له احترام كبير . و مما لا شك فيه توجد هناك فروقات عديدة من المسارح العربية و الغربية و لكن كلها تؤدي إلى رسالة واحدة و لكن بأساليب مختلفة .
ذكرت أنه كانت هناك مشاركات من دول غير عربية كالصين و بلغاريا و ألمانيا في المهرجان…كيف تغلبتم على عامل اختلاف اللغة؟
أغلب المسرحيات لم تكن مترجمة ، لأن المسرح فن و بقدر ما تعطي أنت من داخلك رسالة الفن ستصل بصورة سريعة. ربما لغة المسرحية لم تكن مفهومة و لكن لغة الجسد و استخدام الإضاءة والملابس و الأدوات المستخدمة كلها جديرة بإيصال الرسالة بغض النظر عن اختلاف اللغة.
طمـــــــــوح
هل تطمح للمشاركة في أعمال مسرحية مع فرق مسرحية من خارج السلطنة؟
نعم أطمح و لكن في البداية أريد أن أعمل مع فرق مسرحية محلية و أتقمص أدوار و شخصيات أكثر و أتشبع ذلك أي أن أكون على دراية واسعة بالعمل المسرحي ثم بعد ذلك سأنطلق للمشاركة في فرق مسرحية من خارج السلطنة ، ومثلت مسبقا في مسرحية كوميدية تسمى ” كوميديا ديلارت ” في الأردن مع فرقة مزون وهي كوميديا إيطالية تعتمد على لبس الأقنعة و نوعا ما على حركة الجسد و الصوت .
عقبـــــــــــات الطمــــــوح
الوصول للقمة تحفه عقبات ….ماذا عن الصعوبات التي واجهتك و كيف تغلبت عليها؟
من أهم الصعوبات التي واجهتني أنك في مجال الإعلام و المسرح تعمل لفترات طويلة و المجال للراحة محدود أحيانا نتدرب على ما نريد أن نقدمه صباحا و مساءا . كما أن البعض كان ينتقدني و يقول لي إما أن تعمل في مجال التقديم أو في مجال المسرح و لكنني لم أنحني لذلك لأنني وجدت نفسي في المجالين . و نحن جديرون بهذه الحياة و جديرون جدا أكثر مما تظن الحياة .
رسالــــــــــــة
رسالة توجهها للشباب الطموح و المبدع؟
أجاب محمد قائلا : “حين تعثر على الجمال في قلبك ستعثر عليه في كل قلب ” لا بد للإنسان أن يجرب و يكسر حاجز الخوف ، صحيح أننا سنواجه انتقادات و قد تكون من أقرب الناس و قد تنتقد أنت نفسك أيضا و لكن متى ما وجدت الفرصة للتجربة و المغامرة فلا بد من انتهازها و المغامرة ما هي إلا غرق و طبيعي أن الإنسان عندما يغرق سيجد في الأعماق الكثير من الأشياء حيث قال أحد الشعراء ” و علمني السقوط ببئر نفسي بأن الماء في الأعماق أحلى”.