الإزعاج الإلكتروني
بقلم:طارق الصابري
الإِعلام المفتوح شبيه بِ طريق الحرير .. وحِراكه البوصلي دون تحديد إتجاه كطريق التوابل ..
إن رجعنا للماضي وصفحاته قليلا سنرى بأن شبكات التواصل للمعرفة وتبادل الأفكار والثقافات وكذلك التبادل التجاري والإقتصادي والسياسي كان شاقا ومتعبا ومجازفاته قد تؤدي إلى خسائر لا تعد ولا تحصى.
إلا أنه أطلق عليه ( طريق الحرير ) إسم يداعب العقل والفكر في الراحة النفسيه ، ولم يكتفى بذلك بل أصبح يرسم ملامح الطرق وخانات القوافل والموانئ والمدن ، إلا أن الإرث العريق والمستمر لهذه الشبكة المذهلة يظهر في الثقافات واللغات والعادات والأديان العديدة المترابطة رغم إختلافها التي نمت طوال آلاف السنين بمحاذاة هذه الطرق.
واليوم أصبح طريق الحرير ملك للجميع وبحركة بسيطة مع شبكات التواصل الحاليه نعرف مدى أهمية ذلك الطريق ، فلنغتنم الفرصه وننطلق بخطواتنا للتقدم بنجاح وفي غضون ثواني معدودة ..
لو تفكرنا قليلا .. سنرى بفكرنا اللامتناهي بأن الله سبحانه وتعالى خلق كل شيء من شيئين لا ثالث لهما ، ونستشف منها الخير والشر في مقالنا ، فأنهما عاملان أساسيان في كيفية إدارة كل شي وأن مجمل المساواة بين الطرفين المتناقضين له أهداف ومنها كيفية نقل الإيجابيات أو السلبيات (الصالح والطالح).
من إخترع وشارك في النظام العولمي والشبكة العنكبوتية وتطبيقات التواصل الإجتماعي بشتى أنواعها ، وعندما أحدثت النقلة الجديدة في مجال التطور الإلكتروني ، بالتأكيد كانت لهم أهداف خيرها أكثر من ضررها ، وذلك للحفاظ على المعرفة والعلم والتقدم وتسهيل الحراك الكوني بأكمله ومنها الأمن والأمان والإستقرار.
وقد يكون هذا الإعلام يكشف كل ساعة مدى التخوف والرهبة لدى الكثير من الشعوب ، ولا سيما نخلط بين الأشياء والمفاهيم حتي نصيب الرأي العام في المجتمعات بالإرباك والشتات.
وللحفاظ على هذا الإستمرار لابد من السعي في شرعنة قوانين جديدة لتوجيه الإعلام الإلكتروني إلى الطريق الصحيح والسليم ، لن يطلق علينا بالدول المتأخره حتى وإن كان علينا دفع ضريبة التأخير أو الحذف في البث والنشر وتوصيل المعلومه وعدم مواكبة الشبكات الأخرى.
مئات القارئين أوالمشاهدين بل تصل إلى الآلاف ومئاتها في غضون ثانية لمعرفة خبر ما في الداخل أو الخارج ، وهل ما نشر بواقعه إيجابي أم سلبي في توصيل الرسالة أو المعلومة .
تعرض الكثير لحالات نفسية متعبه من جراء نقل كثير من الأحداث التي لا تسمن ولا تغني من جوع ، بالمقابل كان من الأوفر أن ينقل ما هو إيجابي لنيل الراحة النفسية والتقدم خطوة للأمام.
دوري هنا كعضو فعال في الإعلام المفتوح أن أوصل رسالتي بالشكل الصحيح دون المساس بأي حراك آخر وتوجهات أخرى ، أستفيد منه بمعرفتي دون تناقله لشوشرة العقول الأخرى ، وعدم إستخدامي لهذا الإعلام كمنبر لإلقاء وفرض فكري على غيري.
وبمقالي لا أنوه بأني ضد نقل الحقائق حتى لا يطلق علي بمسمى (شيطان أخرس) ، ولكن أرى بأن الحقائق لها أهلها فلهم مالهم وعليهم ما عليهم.
ومرة أخرى أردد بأنه من الجميل أن نستغل هذا الإعلام الذي بين يدينا في أعمالنا وإقتصادنا وحتى في سياستنا جنبا إلى جنب ، متكاتفين لرفعة الشأن وليس لإنتكاسها ، لابد علينا أن لا نتعدى الخطوط الحمراء والتي هي كفيلة بإستقرارنا اليوم عن البقيه.
والإستقرار عنيت به كل شي أبدأها بإستقرار النفس من ثم الأسرة والبيت والشارع والميادين وإستقرار العمل والوطن .. إلخ .
الإعلام المفتوح نعمه أوجدها الخالق في الخلق لنتصرف بها وبمشيئتنا للتقدم والإزدهار بالمعرفة حول ما يجوب حولنا ، وسأسميه بالإزعاج الإلكتروني .. لأن كل ما يعكر صفوة وجودك بهذا الكون وعلى هذه الأرض ، ويسلب من فكرك للتوجه والسلوك الخاطئ فهو مزعج لك ولغيرك.
وأخيرا يجب أن أقول بأن الإنفتاح الغير معقول بهذا الإعلام سيسبب فجوة عميقة لا يسهل سدها مستقبلا.
