لماذا لا نأكل البراز؟
بقلم: الكاتبة الكويتية أريج اللهو
صعقني منذ مدة قراءة خبر في إحدى الصحف الإلكترونية الأجنبية عن مطالبة مجموعة من البيدوفيليين (البيدوفيليا أوالغلمانية هي اشتهاء الأطفال وهو مرض جنسي) بإقرار قوانين تتيح لهم ممارسة أفعالهم بصفة قانونية والإفراج عن المسجونين المحكوم عليهم بعد إثبات الاتهامات التي تدين تحرشهم بالأطفال، مدّعين أنهم يحذون حذو أصحاب المثلية الجنسية وأن هذه الظاهرة كانت مسجلة كأحد الأمراض النفسية والتي كانت ممنوعة قانونياً وتعبس لها كل الأديان السماوية إلى أن تم إقرار زواج المثليين في عدة دول وآخرها الولايات المتحدة الأمريكية وما أطلقوا عليه (love wins).
وبصرف النظر عن أن المثلية الجنسية قد تختلف كونها تحدث بين طرفين ناضجين عقلياً وبدنياً وفي حالة تخولهما اتخاذ قرار جنسي وتحمل تبعاته، إلا أن المضحك الباكي عدد المؤدين لهذا الموضوع وإن كان ضئيلاً، حيث أن البداية تكون ضعيفة ثم تتفاقم حتى يتجمع أصحاب الآراء المتطابقة ويبدؤون بإنشاء مجتمع خاص بهم، الذي قد يشمل أطباء، وأخصائيين نفسيين، وسياسيين، وأصحاب مناصب حساسة، وتجّار، ومستثمرين، ثم تبدأ فوهة الترهات بالاتساع حتى تنفجر، فيدلو كل سفيهٍ بدلوه ويتبعه من لا عقل له -وهم كثر-، ستجد الأطباء على سبيل المثال يؤكدون عدم ضرر هذه الممارسات على الطفل صحياً بل على العكس تزيد من مناعته فرضاً أو يبتكر أحدهم مرضاً جنسياً ويدعي أنه يصيب من لم يمارس البغي منذ صغره، ويأتيك الأخصائي النفسي ليؤكد أن عدم ممارسة الجنس منذ الطفولة سبب رئيسي للكبت والغضب وقد تؤدي للعنف أو الاكتئاب لاحقاً متعتلاً بإحصائيات الجرائم التي تحدث في زمننا ومؤكداً أنها ستقل للنصف لو مارس الأطفال حقوقهم الجنسية منذ الصغر (لم أتمالك ابتسامتي الساخرة أثناء كتابة السطر الأخير)، ثم القادة وأصحاب المناصب الحساسة المضطربين بذات العلة سيؤيدون الفكرة ويتم طرح اقتراحات لسن القوانين، ويبحثون عن قصص تاريخية تؤكد مثل هذه الممارسات سابقاً حتى يضموها للأديان ويغلق أصحاب المنابر (المساجد أو الكنائس) أفواههم، وأخيراً يشاركهم التجار والمستثمرين في مثل هذا التلوث البشري ويمولون الأفلام والأغاني المصورة التي تطمس على أخر بصيص عقل لدى الجمهور الذي يركض لاهثاً خلف أي مشهور يروج له أي سم يفتك به، فعلاً هو المضحك المبكي، أن تتابع هدر براءة آطهر ما في الأرض أمام ناظريك وتقف عاجزاً، لأنك تعلم أن الحرب القادمة، كالطوفان ستجرف كل ما يقف أمامها، وأن المنظمات والمؤامرات التي تدار بالسر تستطيع أن تسوّق لك أي ظلام.. ويقنعك به دون علمك، كأن تقنعك بوجود عجز اقتصادي كارثي بالعالم.. ونقص موارد الغذاء.. وموت عدد هائل من الجياع في كل مكان.. وأنه يجب علينا التوفير في طعامنا.. ثم بعد زمن يطلقون البحوث التي تؤكد فائدة أكل المخلفات العضوية.. وأنها تحمي من الأمراض وتطيل العمر.. وأنها سوف تنسف كل مشاكلنا الاقتصادية من أواصرها.. إلى أن تجد إعلاناً في أحد الصحف يوماً “للبيع: لدينا أفضل أنواع البراز المطبوخ على الطريقة الأمريكية”