لقاء عُماني-هولندي في أمستردام يجمع مسؤولين ورجال أعمال من البلدين
وهج الخليج ـ مسقط
عقد عددٌ من أصحاب المعالي والسعادة لقاءً مع عدد من رجال الأعمال العُمانيين والهولنديين في العاصمة الهولندية أمستردام، ناقش اللقاء عددًا من الموضوعات في مجال الطاقة والهيدروجين بالإضافة إلى الطاقة النظيفة والتنمية المستدامة.
ترأس الجانب العُماني معالي المهندس سالم بن ناصر العوفي وزير الطاقة والمعادن، ومن الجانب الهولندي معالي رينيت كليفر وزيرة التجارة الخارجية والتنمية بمملكة هولندا.
وأكد معالي عبد السلام بن محمد المرشدي رئيس جهاز الاستثمار العُماني خلال اللقاء على سنوات التعاون الناجحة والعلاقات التاريخية الضاربة في القدم والتي تمتد لأكثر من ٤٠٠ عام، بين سلطنة عُمان ومملكة هولندا، مشيرًا إلى أن هذا التعاون قد ظهر جليًا اليوم من خلال حفل الاستقبال الرسمي الذي أقيم صباح اليوم لجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظم /حفظهُ اللهُ ورعاه/.
كما أكد معاليه على الثقة المتبادلة والتعاون الاستثنائي بين البلدين الصديقين، لافتًا إلى أن الزيارة التي قام بها إلى ميناء أمستردام تضمنت للاطلاع على العمل والجهد والموارد التي أُنفقت في محاولة إيجاد طريقة اقتصادية جديدة لإنتاج طاقة نظيفة من جانب المنتجين، معربًا خلال اللقاء عن شكره لكل من وثق في تقديم المنتج المطلوب خلال الوقت والزمان المطلوب.
من جانبه قال معالي المهندس سالم بن ناصر العوفي وزير الطاقة والمعادن: إن سلطنة عُمان تقوم بالعديد من المشاريع في قطاع الطاقة سواء كان في مجال النفط أو الغاز أو غيرها من المجالات المرتبطة فيما يتعلق بقطاع الغاز.
وأضاف أن سلطنة عُمان تعمل حاليًا على إنشاء مشروع مرسى لتزويد السفن بوقود الغاز الطبيعي المُسال في ميناء صحار، بتكلفة مليار و600 مليون دولار أمريكي، ويعد المشروع الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا.
وأوضح معاليه أن مشروع الغاز الطبيعي المُسال (مرسى) سيعتمد على الطاقة الكهربائية، ما يجعله المصنع الأقل كثافة لانبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري على مستوى العالم في مجال الطاقة المتجددة، وأن تركيزنا ينقسم إلى ثلاثة محاور رئيسة، المحور الأول هو إزالة الكربون من الشبكة نفسها، وقد التزمنا بتوفير 30% من الطاقة المتجددة بحلول عام 2030.
وبيّن معاليه أن الخطط التي اطلعت عليها من زملائي في شركات شراء الكهرباء والمياه تظهر تحقيق هذا الهدف على الأرجح بحلول عام 2029. وفي الواقع، أننا سنحقق على الأرجح نسبة 46% من الطاقة المتجددة في الشبكة خلال ساعات الذروة من منتصف النهار.
وذكر معاليه أن الأسبوع الماضي تم وضع حجر الأساس، وتم عقد جلسةً لوضع حجر الأساس لأولى منشآت بناء توربينات الرياح في عُمان، والتي سيتم تزويدها بالتوربينات والشفرات والهياكل وجميع الملحقات اللازمة للمشاريع المختلفة.
وقد خصص ما يقرب من 1.5 ألف جيجاواط من الطاقة المتجددة التي ستستخدم هذه المنشأة.وأما الركيزة الثانية فهي إزالة الكربون من الصناعة نفسها. ولهذا، تم تعيين شركة تابعة لجهاز الاستثمار، لتكون الرائدة وطنياً في تلبية أي متطلبات للطاقة، بما في ذلك الكهرباء الخضراء، بأكثر من 50 ميغاواط، وذلك للطاقة البديلة النقية.
مشيرًا إلى أنه تم مناقشة شركة “بوينت ديزرت” والتواصل معهم، لوضع إطار عمل أو خطة عمل مشتركة.فيما تضمنت الركيزة الثالثة، الهيدروجين الأخضر، حيث منحت الوزارة أكثر من 65 ألف كيلومتر من الأراضي، منها 50 ألف كيلومتر على الأقل مخصصة للطاقة المتجددة المحتملة للهيدروجين الأخضر. وتم بالفعل التوقيع على 8 اتفاقيات مع اتحادات دولية لتحقيق الرؤية المتمثلة في إنتاج مليون طن على الأقل من الهيدروجين الأخضر في 2030 وثلاثة ملايين ونصف مليون طن بحلول عام 2040.
وفي سياق متصل، تطرق ديرك يان واليسترا، مدير مؤسسة دلتاريس (معهد أبحاث هولندي) بالحديث حول العلاقة العريقة بين سلطنة عُمان ومملكة هولندا منها معهد دلتاريس هو المعهد البحثي الهولندي الرائد الذي يُعنى بقضايا المياه والثروات الجوفية. وذكر أن التعاون مع الجامعات والحكومات والقطاع الخاص يحقق تطوّرًا ويقدم حلولاً وأن العمل سواء في هولندا أو خارجها فالهدف هو التطوير وتبادل المعارف والتقنيات المبتكرة في مختلف المجالات من بينها مجال المياه والثروات الجوفية.
وأوضح أن العمل لأكثر من 20 عاماً، أتاح الفرصة للعمل جنباً إلى جنب مع المؤسسات في سلطنة عُمان، كالجهات الوطنية والشركاء، مثل ميناء صحار، من خلال العديد من المشاريع، بدءاً من الدراسات الهندسية للساحل العُماني وأنظمة تبريد المياه، والمناهج المبتكرة لفهم الأعاصير المدارية.
وتطرق بالحديث حول الجهود التي تبذل المملكة في التكيف مع تغير المناخ والتخفيف من آثاره وتعزيز القدرة على الصمود. إلى جانب استكشاف الحلول المستدامة لإدارة الفيضانات المفاجئة في المناطق المعرضة للخطر.وفي سياق متصل، أوضح ممثل مجموعة دامن وهي شركة هولندية تعمل في مجال الدفاع وبناء السفن والهندسة أن الشركة تدعم طموحات سلطنة عُمان البحرية على مدى عقود عديدة، لا سيما من خلال تسليم سفينة شباب عُمان الثانية التي تم تجديدها مؤخرًا بعد انتهاء عمرها الافتراضي.
وأعرب عن تطلعه مشاركة سلطنة عُمان بفخر في فعالية البيع هنا هذا الصيف في أمستردام في وقت لاحق من هذا العام، مشيرًا إلى أن الشركة ملتزمة بتعزيز شراكتها من خلال التعاون في البرامج البحرية المستقبلية مع البحرية السُّلطانية العُمانية، عبر تقديم سفن مستدامة مثل التوربينات الكهربائية والعبارات الهجينة، مشيرًا إلى أن الشركة أنجزت عددًا من سفن الدوريات البحرية العالمية الجديدة.