أخبار محلية

أكثر من181 مليون ريال عُماني .. حجم التبادل التجاري بين سلطنة عُمان وهولندا خلال عام 2024

وهج الخليج ـ مسقط

تعكس العلاقات الثنائية بين سلطنة عُمان ومملكة هولندا أهمية دبلوماسية بالغة تعبّر عن الاحترام المتبادل والعميق، والالتزام المشترك بين البلدين الصديقين وتؤكدها الروابط القويّة بينهما في مجالات مختلفة يعمل الطرفان على دفعها إلى آفاقٍ أرحب.

وتأتي زيارةُ “دولةٍ” يقوم بها حضرةُ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المعظم /حفظهُ اللهُ ورعاهُ/ إلى مملكة هولندا تأكيدًا على عمق العلاقة والأولويات المشتركة، سواء في جانب التجارة أو الاستثمار أو التنمية المستدامة، والعمل بشكل وثيق والتعاون لما فيه خير واستقرار المجتمع الدّولي.

وشهد حجم التبادل التجاري بين سلطنة عُمان ومملكة هولندا نموًّا ملحوظًا خلال الفترة الماضية؛ إذ بلغ 181 مليونًا و272 ألفًا و683 ريالًا عُمانيًّا خلال عام 2024م أي ما يعادل حوالي 471.5 مليون دولار أمريكي.

وبلغت الصادرات العُمانية إلى مملكة هولندا العام الماضي نحو 41 مليونًا و441 ألفًا و629 ريالًا عُمانيًّا، في حين بلغ إجمالي الواردات من مملكة هولندا 125 مليونًا و871 ألفًا و705 ريالات عُمانية.

وتتمثل أهم صادرات سلطنة عُمان لعام 2024م إلى مملكة هولندا في المعادن العادية ومصنوعاتها، بينما تتصدر الآلآت والأجهزة الآلية والمعدات الكهربائية وغيرها أهم الواردات من مملكة هولندا.

أما الاستثمارات الأجنبية الأولية من مملكة هولندا فبلغت 390 مليونًا و500 ألف ريال عُماني حتى نهاية 2024، في حين بلغت الاستثمارات العُمانية إلى مملكة هولندا المبدئية 278 مليونًا و300 ألف ريال عُماني حتى نهاية 2023.

وبلغ عدد الزوار القادمين إلى سلطنة عُمان من مملكة هولندا خلال عام 2024م 18 ألفًا و207 زائرين.

فيما بلغت عدد الشركات المسجلة التي بها مساهمة هولندية في سلطنة عُمان حتى نهاية عام 2024م نحو 155 شركة بقيمة إجمالية مساهمة تتجاوز 147 مليونًا و637 ألف ريال عُماني.

وقال سعادةُ الشيخ الدكتور عبد الله بن سالم الحارثي سفير سلطنة عُمان لدى مملكة هولندا إن العلاقات الرسمية بين البلدين الصديقين تعود إلى عام 1670 ميلادية عندما أنشأت هولندا مكتبًا لها في مسقط في عهد الإمام سلطان بن سيف لتقوية العلاقات الثنائية بين البلدين، ومنذ ذلك الحين بدأ الشعبان الصديقان يمدّان يد الصداقة والتعاون والتبادل التجاري لما فيه خير للبلدين بصور مسالمة بعيدة عن النزاعات والحروب.

وأضاف سعادتُه أن التمثيل الدبلوماسي المعاصر بدأ من خلال افتتاح هولندا بعثة غير مقيمة لها في سلطنة عُمان عام 1972م، تبعها افتتاح سفارة لها في مسقط في عام 1982م، وفي عام 1990م افتتحت سلطنة عُمان سفارتها في لاهاي.

ووضح سعادتُه أن العلاقات الثنائية بين البلدين شهدت تطورًا في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية وغيرها منذ تولّي حضرةِ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المعظم/حفظهُ اللهُ ورعاهُ/ مقاليد الحكم حيث إن توجيهاته السّامية ورؤية “عُمان 2040” ركزت على الدبلوماسية الاقتصادية، وبدأ البلدان في البحث عن فرص للاستثمار الاقتصادي من خلال ابتعاث الوفود الرسمية وشركات القطاع الخاص.

وقال سعادتُه إن زيارة “دولةٍ” يقوم بها جلالةُ السُّلطان المعظم /أيّدهُ اللهُ/ إلى مملكة هولندا ستؤسّس لبناء علاقات استراتيجيّة قويّة ومتينة وسيكون لها انعكاس كبير على كلّ ما فيه خير البلدين والشعبين الصديقين، وأن الاستعدادات انصبت على دراسة سبل تفعيل وتعميق التّعاون في كل المجالات السياسية والاقتصادية والتكنولوجية واللوجستية والتعليمية والثقافية والسياحية وغيرها.

وأكد سعادتُه على أن الجانبين يعملان على دراسة إمكانية التوقيع على اتفاقيات مشتركة ومذكرات تفاهم وأن زيارة “دولةٍ” لجلالته ستكون ركيزة انطلاق لعلاقات دائمة وقوية تتيح للبلدين الصديقين بما أُوتيَا من موقع استراتيجي وخبرة بحرية عريقة وتواصل شعوبهما مع الحضارات منذ زمن بعيد إعادة بوصلة الاتصال لتصبح سلطنة عُمان وهولندا مركزين كبيرين تتم من خلالهما إعادة توزيع البضائع والسلع حيث تصل منتجات الدول الآسيوية والأفريقية إلى هولندا عن طريق سلطنة عُمان، ومنتجات الدول الأوروبية والأمريكيتين إلى سلطنة عُمان عن طريق هولندا.

وذكر سعادتُه أن التعاون بين البلدين واسعٌ ومتعدّدٌ ويشمل مجالات مختلفة، وفي مقدمتها التبادل التجاري والاقتصادي حيث تقوم وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار بجهود مهمة لتطوير التعاون الاقتصادي والبحث عن فرص الاستثمار وتعمل سفارة سلطنة عُمان بهولندا على تقريبها وتشجيعها.

وأفاد سعادتُه بأن هناك تعاونًا بين البلدين في مجالات النفط والغاز وإدارة المياه والمنتجات الزراعية واللوجستيات والموانئ والتكنولوجيا والابتكار والطاقة المتجددة بما في ذلك الهيدروجين الأخضر.

وتطرق سعادتُه إلى جهود سلطنة عُمان في تعزيز المجال السياحي، حيث شاركت في أسبوع السفر الهولندي الذي أقيم عامي 2024 و2025، واستضافت سلطنة عُمان عددًا من كبار نجوم الرياضة الهولنديين في محافظة ظفار، وبعد عودتهم أسهموا من خلال المقابلات الإعلامية أو وسائل التواصل الاجتماعي في الترويج لها، بالإضافة إلى تخصيص برنامج “في ایز ذا مول” للحديث عن سلطنة عُمان وهو برنامج شعبي يحظى بمتابعة جماهيرية كبيرة في مملكة هولندا.

وذكر سعادتُه أنّ من ضمن الجهود تنظيم رابطة السياحة الهولندية مؤتمرها السنوي لعام 2024 في سلطنة عُمان بحضور ما لا يقل عن مائتي شركة هولندية، كما تسهم سفارة سلطنة عُمان في مملكة هولندا بشكل سنوي في مهرجان السفارات الذي يزوره ما لا يقل عن سبعين ألف زائر، وتعرض فيه أبرز ما تتميز به كل دولة من منتجات وأكلات شعبية ومناطق سياحية.

وقال سعادتُه إن مملكة هولندا تعد من الدول المتقدمة في المعرفة والتكنولوجيا، وهي ثالث أكبر قوة اقتصادية على مستوى دول الاتحاد الأوروبي، وعليه فإن مجالات التعاون متعددة ومتنوعة، مضيفًا أن سلطنة عُمان تعوّل كثيرا على بناء شراكة استراتيجية واسعة معها في مختلف المجالات، وقد أنشأت في هذا الإطار لجنة التشاور السياسية التي تعقد بشكل سنوي وتناقش مختلف الموضوعات الثنائية ذات الاهتمام المشترك وتتابع من خلال هذه اللجنة الخطط المستقبلية للتعاون المشترك.

وحول ما يتعلق بتعزيز التعاون الاقتصادي بشكل أكبر بين البلدين، وضح سعادتُه إمكانية اضطلاع سلطنة عُمان بدور مهم لتشجيع هولندا على فتح أفرع لشركاتها في سلطنة عُمان تسهيلا لوصول منتجاتها لمنطقة الشرق الأوسط بأسعار تنافسية خاصة لما تتمتع به سلطنة عُمان من بيئة تنافسية باعتبارها منطقة جذب للاستثمار الأجنبي بسبب انخفاض أسعار الطاقة وتوفر العمالة ورخص الإيجارات وانخفاض مستوى الضرائب.

وذكر سعادةُ الشيخ الدكتور عبد الله بن سالم الحارثي سفير سلطنة عُمان لدى مملكة هولندا أنّ المصانع الهولندية عندما تفتح أفرعًا لها في سلطنة عُمان سيصبّ ذلك في مصلحة الجانب الهولندي؛ نظرا لتوجه العالم نحو الطاقة النظيفة واستخدام الهيدروجين بديلًا للنفط والغاز.

من جانبها أكّدت سعادةُ السّفيرة ستيلا كلوت سفيرة مملكة هولندا المعتمدة لدى سلطنة عُمان على أن زيارة “دولةٍ” يقوم بها حضرةُ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المعظم /حفظهُ اللهُ ورعاهُ/ إلى مملكة هولندا ذات مغزى خاص كونها تستند إلى تاريخ طويل من التعاون بين البلدين، فقد أرست زيارة الملكة السابقة بياتريكس إلى سلطنة عُمان عام ٢٠١٢، إلى جانب التبادلات الوزارية المتنوعة على مر السنين، أسسًا متينة للتعاون والتأكيد على عمق تلك العلاقة والأولويات المشتركة، سواء في التجارة أو الاستثمار أو التنمية المستدامة.

وأضافت سعادتُها أن سلطنة عُمان ومملكة هولندا تربطهما علاقاتٌ تاريخيّةٌ وطيدةٌ تعود إلى القرن السابع عشر أي قبل نحو 400 عام حيث أبحرت سفن شركة الهند الشرقية الهولندية لأول مرة عبر خليج عُمان، وتبعها التجار الهولنديون الذين وصلوا إلى ميناء مطرح عام 1624. وفي عام 1651، زارت السفينة الهولندية “كونكورديا” سلطنة عُمان، إيذانًا ببداية العلاقات التجارية الرسمية بين البلدين، وقد أرست هذه التبادلات المبكرة أسس شراكة طويلة الأمد مبنية على التجارة البحرية والتعاون الاقتصادي.

وقالت سعادتُها إن البلدين الصديقين ترتبطان اليوم بشراكة ديناميكية ومتطورة، متجذرة في تراث بحري مشترك، واعتماد متبادل على التجارة الدولية، والتزام مشترك بالحوار والسلام مشيرة إلى أن هذه العلاقة مستمرة في الازدهار، لا سيما في مجال الخدمات اللوجستية المستدامة، وإدارة المياه، والتحول في مجال الطاقة.

ووضّحت سعادتُها أن شركات هولندية مثل ميناء روتردام وشتاينويج احتفلت العام الماضي بالذكرى السنوية العشرين لتأسيسها، مما يُبرز الشراكة الهولندية العُمانية، مشيرة سعادتُها إلى أن دعم الجانب التجاري أمر بالغ الأهمية، فهو يُعزز التبادل الثقافي، ويُنشئ شراكات جديدة، ويرسّخ مكانة كلا البلدين على خريطة العلاقات الثنائية، وأن هذه الرؤية بالغة الأهمية، ليس فقط للدبلوماسية، بل أيضًا لتوسيع فرص الأعمال وتعميق التعاون في مختلف القطاعات.

وقالت سعادتُها إن سلطنة عُمان وهولندا ترتبطان بشراكة ديناميكية ومتعددة الأوجه تشمل عدة قطاعات رئيسة منها التحوّل في مجال الطاقة، وخاصةً الهيدروجين الأخضر والطاقة، ويمتد التعاون ليشمل إدارة المياه والخدمات اللوجستية المستدامة. وتُبرز الشراكة طويلة الأمد بين ميناء روتردام وميناء صحار والمنطقة الحرة، بالإضافة إلى وجود شركة “ايه بي إم تيرمينالز” الهولندية في ميناء صلالة، ما يؤكّد على الالتزام المشترك بتعزيز شبكات التجارة العالمية ومرونة سلسلة التوريد.

وأضافت سعادتُها أن توسيع نطاق التجارة والاستثمار، يتطلب البناء على الأسس المتينة من خلال تشجيع الشراكات والبعثات التجارية والتعاون مع القطاع الخاص، مشيرة إلى أن سلطنة عُمان وهولندا تتمتّعان بموقع استراتيجي، ومن الممكن الاستفادة منه في إيجاد فرص اقتصادية جديدة.

وبينت سعادتُها “أن التعاون يتجاوز الاقتصاد إلى مجال الحوكمة وتبادل المعرفة باعتبارهما ركيزتين أساسيتين للعلاقات بين البلدين، كما أن الشراكات بين معاهد المعرفة الهولندية والأكاديمية السُّلطانية للإدارة تُسهم في تعزيز الروابط المؤسسية وتبادل الخبرات، وهو أمر حيوي للتنمية طويلة الأمد”.

وأفادت سعادتُها بأن توسيع نطاق التبادل الثقافي والتعليمي يُعمّق الروابط بين الشعبين، ويضمن استمرار التعاون القوي في جميع المجالات من خلال مواصلة الاستثمار في هذه الشراكات، حيث يُمكن لسلطنة عُمان وهولندا دفع عجلة الابتكار، والإسهام في بناء عالم أكثر استدامةً وترابطًا.

ورأت سعادتُها “أن أهم جوانب الشراكة هو الإيمان المشترك بالتعاون متعدّد الأطراف، ويدرك كلا البلدين أن أكبر التحدّيات – سواءً أكانت جيوسياسية، أو تغيّرًا مناخيًّا، أو مرونة اقتصادية، أو تنمية مستدامة – لا يمكن مواجهتها بمفردنابل من خلال المشاركة الفعّالة في الأطر الدولية، والتأكيد على الالتزام بنظام عالمي قائم على القواعد، ومعزّز للاستقرار والتقدم”.

وذكرت سعادةُ السّفيرة ستيلا كلوت سفيرة مملكة هولندا المعتمدة لدى سلطنة عُمان أن من بين مجالات التعاون الناجحة، التحول في مجال الطاقة، والتوقيع على مذكرة تفاهم بشأن الهيدروجين الأخضر في مؤتمر الأطراف السابع والعشرين (COP27)، مشيرة إلى أنّ هذه الاتفاقية ليست رمزية فحسب، بل تُرسي الأساس لعمل حقيقي وملموس من خلال تطوير ممرات الهيدروجين الأخضر بين سلطنة عُمان وأوروبا، مما يعزز التجارة، لدفع عجلة الابتكار، وتقديم إسهامٌ قيّمٌ في تحقيق أهداف التنمية المستدامة العالمية.

قال سعادة فيصل بن عبدالله الرواس رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة عُمان إن الزيارة السامية التي يقوم بها حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- لمملكة هولندا تأتي لتعزز من مسارات التعاون بين البلدين حيث يقع المسار الاقتصادي والتجاري والاستثماري في القلب من هذه المسارات.

وأضاف سعادته أن هذه الزيارة ستعمل على تعزيز دور القطاع الخاص في البلدين لإيجاد شراكات اقتصادية وتحويل الفرص المتاحة إلى مشاريع يستفيد منها الشعبين الصديقين خاصة وأن التعاون بين القطاع الخاص في البلدين عمل على إحداث تحول نوعي في التجارة البينية التي انتقلت من التركيز على تجارة التوابل والأسماك الجافة لتشمل قطاعات أوسع كالنفط والغاز.

وأردف سعادته أن الإرث البحري العميق الذي يجمع البلدين أوجد آفاقًا أخرى من التعاون والشراكات في قطاع الخدمات اللوجستية حيث تتطلع سلطنة عُمان للمزيد من الاستفادة من الخبرة الهولندية خاصة في تطوير وتحديث الموانئ وتقديم الخدمات اللوجستية، وهو ما يتجلى في الشراكة الاستراتيجية بين ميناء صحار وميناء روتردام في هولندا، مؤكدًا أنه بإمكان الجانب الهولندي الاستفادة من الموقع الاستراتيجي لسلطنة عُمان على مسارات خطوط الشحن العالمية وقربها من الأسواق الناشئة في قارتي آسيا وأفريقيا.

وبين سعادته أن هناك مجالات أخرى للشراكة في مجال الطاقة المتجددة (طاقة الرياح والطاقة الشمسية) خاصة وأن سلطنة عُمان مقبلة على مشاريع عملاقة في مجال الهيدروجين الأخضر وهو ما يشكل فرصة للشركات الهولندية العاملة في هذه القطاعات، إضافة للتعاون في تقنيات تحلية المياه والزراعة المائية إضافة إلى تبادل الخبرات في تطوير الأعمال بين المؤسسات العُمانية الصغيرة والشركات الهولندية.

وفيما يتعلق بجانب التعليم والثقافة يسعى البلدان إلى تعزيز التبادل ثقافي والأكاديمي من خلال تبادل الطلاب والمبتعثين وتنظيم فعاليات مشتركة، حيث بلغ إجمالي عدد العُمانيين الدارسين في مملكة هولندا 61 طالبًا منهم 5 في دراسات عليا و56 في مرحلة جامعية أولى، كما أنشأت سلطنةُ عُمان كرسيَّ سُلطان عُمان للدراسات الشرقية وكرسيًّا آخر لإدارة المياه، كما تعدُّ القرية العُمانية في منطقة نايميخين صورة ناصعة ونموذجًا للقرية العُمانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى