المقالات

الروح المعنوية للشعب العماني

بقلم الدكتور : سيف الهاشمي

يبدو أن مستوى الروح المعنوية للشعب العماني مرتفعة حاليا، وذلك بفضل عدة عوامل رئيسية:
ـ أول تلك العوامل هو الاستقرار السياسي، فسلطنة عمان تحت قيادة مولانا جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم تسير نحو تعزيز الاستقرار السياسي والاقتصادي، مما يساهم في رفع الروح المعنوية لدى المواطنين.
ـ ثانيا الدعم الاجتماعي والإنساني، فالسلطنة معروفة بمساعداتها الإنسانية، سواء داخل البلاد أو خارجها، مما يعزز الشعور بالوحدة والتضامن بين أفراد المجتمع، ومن ثم هناك التوجهات التنموية التي تركز على التنمية الشاملة، وهو ما ساهم في تحسين مستوى المعيشة وعزز التفاؤل لدى المواطن العماني.
لكن هناك بعض التحديات التي قد تواجه الروح المعنوية في سلطنة عمان منها، التحديات الاقتصادية، فالتقلبات الاقتصادية وتغير أسعار النفط تؤثر على مستويات المعيشة، مما قد يخلق شعورًا بالقلق لدى البعض، أيضا قضية الباحثين عن عمل وارتفاع معدلات “البطالة” بين الشباب قد يؤثر سلبًا على الروح المعنوية، في ظل فرص عمل محدودة، ولا ننسى الضغوط الاجتماعية التي يواجهها البعض نتيجة التغيرات الثقافية أو التطورات السريعة في المجتمع، مما قد يؤثر على الشعور بالاستقرار، اضف إليها التحولات العالمية والتأثر بالأحداث العالمية، كالأزمات السياسية أو الاقتصادية في الدول المجاورة، وهو ما قد ينعكس سلبا.
وعلى الرغم من تلك التحديات، فإن الشعب العماني يعكف على مواجهة الصعوبات بروح من التعاون والتضامن، وهو ما يرفع ويعزز روح المواطنين المعنوية بشكل عام.
* كيف يمكننا التعامل مع تلك التحديات التي تؤثر على الروح المعنوية؟
من الواضح جليا أن الحكومة الرشيدة للبلاد قد وضعت استراتيجيات لتنويع الاقتصاد بعيدًا عن الاعتماد على النفط وتحقيق التنويع الاقتصادي في إطار “رؤية عمان 2040″، والتي تهدف إلى تعزيز القطاعات السياحية والصناعية والخدمية. وهناك توجه لخلق فرص عمل تسعى الحكومة من خلاله إلى تقليل معدلات البحث عن عمل عبر البرامج تدريبية وتطوير المهارات، وتقديم الدعم للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة.
اننا مازلنا في حاجة إلى تعزيز مستوى التعليم خاصة التعليم العالي والتدريب المهني لتحسين المستوى، الأمر الذي يساهم في إعداد جيل قادر على المنافسة في سوق العمل، كذلك التركيز على المشروعات التنموية المستدامة لحماية البيئة وتعزيز الموارد الطبيعية، مما يساهم في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية. كذلك فإن الرعاية الاجتماعية تحتاج إلى تحسين برامج الدعم والرعاية الصحية للمحتاجين، مما يساعد في تعزيز الإحساس بالعدالة الاجتماعية، ومن الضروري استمرارية التواصل مع المواطنين بهدف تشجيع الحوار مع المجتمع والاستماع إلى احتياجات المواطنين، مما يعزز الثقة بين الحكومة والشعب.
أيضا نحتاج إلى زيادة تنظيم الفعاليات الثقافية والوطنية التي تعزز من الهوية الوطنية وتوحد المجتمع، بالإضافة إلى توسيع نطاق الاحتفالات بالمناسبات الوطنية وإبرازها بصورة أكبر، مثل يوم قوات السلطان المسلحة وإبراز التطور الذي يشهده جنودنا البواسل في مجالات التدريب والتسليح، مما يعكس اهتمام الحكومة بسلامة وأمن الوطن، وهو ما يعزز شعور الفخر والانتماء ويرفع الروح المعنوية ويعكس الفخر بالإنجازات الوطنية لدى المواطن العماني.
بشكل عام.. يمكن القول أن الروح المعنوية للشعب العماني تتسم بالقوة والإيجابية، مدعومة بالاستقرار السياسي والتطورات الإيجابية في مختلف المجالات لكنها لا تخلوا من التحديات التي تحتاج لخطط استراتيجية لمواجهتها. الروح المعنوية ليست شيئًا يأتي تلقائيًا، بل يحتاج إلى جهد ومبادرات محددة لصنعها وتعزيزها، والتواصل الفعّال وفتح قنوات عدة بين الأفراد لزيادة التفاهم وتعزيز العلاقات، التحفيز والتقدير والاعتراف بمجهود الأفراد وتقديم المكافآت والتقدير الذي يعزز الحماس، خلق بيئة عمل ايجابية والتشجيع على الإبداع، الاستثمار في تدريب الأفراد، وأخيرا وليس أخراً تحديد أهداف واضحة مشتركة والتركيز عليها.
إن بناء روح معنوية مرتفعة يتطلب التزامًا مستمرًا، وهو يؤتي ثماره في تحسين الأداء والرفاهية العامة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى