أخبار العالم

مباحثات أميركية أوكرانية في الرياض

وهج الخليج ـ وكالات:
أجرى مسؤولون أوكرانيون وأميركيون محادثات في الرياض للبحث في هدنة جزئية محتملة في الحرب مع روسيا، وذلك عشية مفاوضات بين الوفدين الروسي والأميركي تعقد أيضا في السعودية وتوقع الكرملين أن تكون “صعبة”. في الأثناء، طالب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في رسالة عبر شبكات التواصل الاجتماعي بـ”دفع” نظيره الروسي فلاديمير بوتين إلى “إصدار أمر فعلي بوقف الضربات”. وتابع “إن من بدأ هذه الحرب عليه أن ينهيها”، وأضاف “من الواضح بالنسبة إلى الجميع أنّ روسيا هي الوحيدة التي تطيل أمد هذه الحرب”. ورأى أنّه “من دون ممارسة ضغوط على روسيا، سيواصلون في موسكو تجاهل الدبلوماسية الحقيقية وتدمير حياة الناس”.
من جهته، أظهر ستيف ويتكوف موفد الرئيس الأميركي دونالد ترامب تفاؤلا، قائلا إنه يتوقع إحراز “تقدم حقيقي” خلال هذه المحادثات. ووصل الوفد الروسي إلى الرياض، وفق ما أوردت مساء الأحد وسيلة إعلامية روسية. على الرغم من جهود حثيثة تبذل لتقريب وجهات نظر الطرفين المتحاربين بشأن كيفية التوصل إلى وقف لإطلاق النار في الحرب الدائرة منذ بدأت روسيا غزو أوكرانيا في العام 2022، تتواصل المعارك وتترافق مع ضربات في كييف وروسيا.
مساء الأحد، أعلن وزير الدفاع الأوكراني رستم عمروف الذي يرأس وفد بلاده المفاوض أن جولة المحادثات التي عقدت بين مسؤولين أوكرانيين وأميركيين في الرياض حول وضع حد للحرب مع روسيا، كانت “مثمرة ومركّزة”. وقال عمروف عبر شبكات لتواصل الاجتماعي “اختتمنا اجتماعنا مع الفريق الأميركي. كان النقاش مثمرا ومركزا، وقد أثرنا نقاطا رئيسية بينها الطاقة”، مضيفا أن اوكرانيا تسعى لتحقيق هدفها المتمثل في “سلام عادل ومستدام”. وعلى فيسبوك، قال رئيس الوفد الأوكراني وزير الدفاع رستم عمروف “بدأنا الاجتماع مع الفريق الأميركي في الرياض”، مضيفا “يتضمن جدول الأعمال مقترحات لحماية منشآت الطاقة والبنى التحتية الحيوية”. وتدفع واشنطن وكييف، في الحد الأدنى، نحو وقف موقت لضربات تستهدف منشآت الطاقة التي تضرّرت على نحو كبير بعد أكثر من ثلاث سنوات على بدء الغزو الروسي.
وفق عمروف “يتضمن جدول أعمال” الاجتماع “مقترحات ترمي إلى حماية منشآت الطاقة وتلك الأساسية”. وسبق أن أبدت أوكرانيا “استعدادها لهدنة “عامة” غير مشروطة. لكن الرئيس الروسي الذي يتقدم جيشه على الأرض رغم تكبده خسائر كبيرة، يبدو أنه يمارس لعبة الوقت ما دام جنوده لم يطردوا القوات الروسية من منطقة كورسك الحدودية. وشددّ الكرملين على أن الاتفاق بين واشنطن وموسكو يقتصر على وقف أعمال القصف التي تطال منشآت الطاقة لدى الطرفين. وبادر المتحدّث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إلى خفض سقف التوقّعات المرتبطة بالمحادثات المرتقبة، قائلا للتلفزيون الروسي الأحد “هذا موضوع معقد للغاية ويتطلب الكثير من العمل”. وأضاف “لسنا سوى في بداية هذا المسار”، أي مسار تسوية النزاع الذي اندلع إثر الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير 2022.
وفي مؤشّر إلى التباينات في وجهات النظر، يترأس الوفد الأوكراني وزير الدفاع رستم عمروف، في حين قرّر بوتين إيفاد مبعوثين أدنى رتبة هما سناتور ودبلوماسي سابق ومسؤول في جهاز الأمن الداخلي.
ومن نقاط الخلاف الأخرى ما قاله بيسكوف عن أن المسألة “الرئيسية” للمحادثات بين الأميركيين والروس ستكون “استئناف العمل” باتفاق الحبوب في البحر الأسود، من دون الإشارة بتاتا إلى اتفاق محتمل بشأن وقف محدود أو غير مشروط للقتال. أتاحت مبادرة البحر الأسود التي كانت سارية بين صيفي 2022 و2023 لأوكرانيا تصدير حبوبها الأساسية لتغذية العالم، رغم انتشار أسطول روسي في المنطقة. وانسحبت موسكو عام 2023 من الاتفاق الذي توسطت فيه تركيا والأمم المتحدة، متهمة الغرب بعدم الوفاء بالتزاماته بتخفيف العقوبات على صادرات روسيا من المنتجات الزراعية والأسمدة. وأكّد بيسكوف “نعتزم الاثنين مناقشة موافقة الرئيس بوتين على استئناف العمل بما يسمى مبادرة البحر الأسود، وسيكون مفاوضونا مستعدين لمناقشة الفروقات الدقيقة حول هذه المشكلة”. وصرّح ويتكوف لقناة فوكس نيوز “أعتقد أنكم سترون في السعودية الاثنين تقدما حقيقيا، لا سيما في ما يتعلق بوقف إطلاق النار في البحر الأسود على السفن بين البلدين. ومن ثم، ستتجه الأمور بشكل طبيعي نحو وقف إطلاق نار شامل”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى