سلطنة عمان تشارك في أعمال الدورة الـ 69 للجنة وضع المرأة بالأمم المتحدة
وهج الخليج – مسقط
تشارك سلطنة عمان في أعمال الدورة الـ 69 للجنة وضع المرأة بالأمم المتحدة، والتي تُركز على موضوع ” استعراض وتقييم تنفيذ إعلان ومنهاج بيجين بعد 30 عامًا”، والتي تقام في مدينة نيويورك الأمريكية خلال الفترة من الـ 10 وحتى 21 من مارس الجاري، وتترأس وفد سلطنة عمان معالي الدكتورة ليلى بنت أحمد النجار وزيرة التنمية الاجتماعية.
وشهدت أعمال الدورة أمس إقامة الحدث الجانبي بعنوان (المرأة والتكنولوجيا ” قصص التعاون ملهمة في دول مجلس التعاون لدول الخليج“)، وخلاله ألقت وزيرة التنمية الاجتماعية كلمة سلطنة عمان أعربت في بدايتها عن سعادتها للمشاركة في هذه الفعاليةالتي تنظمها دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية برئاسة دولة الكويت في نسختها الثانية، ومثمنة الجهود المبذولة من قِبل الأمانة العامة لدول مجلس التعاون نحو تطوير سياسات وبرامج تمكين المرأة، ودعم مشاركتها الفاعلة في مختلف المجالات في إطار الالتزام بالاتفاقيات والمواثيق الدولية والإقليمية.
مواءمة التخصصات
وقالت في معرض كلمتها: حرصت سلطنة عمان على رفع كفاءة البنية الأساسية في المؤسسات التعليمية والمهنية، وذلك بتطوير المرافق وتخصيص مختبرات رقمية مواتية لكافة المتطلبات التكنولوجية، وإيمانًابأهمية مواءمة التخصّصات مع متطلبات سوق العمل، ورفد القطاعات الاقتصادية بالكوادر الوطنية المؤهلة والمدرّبة في مختلف المجالات العلمية والتكنولوجية المتقدمة، تُشير الاحصائيات إلى تزايد نسب التحاق الإناث بمجالات ” العلوم والتكنولوجيا“للعام الدراسي 2024/2025م، حيث بلغت نسبة اختيار الإناث لمواد الرياضيات البحتة 57.7%،والكيمياء 57.2%، والفيزياء ما نسبته 32.8%.
بيئة جاذبة
وأضافت معالي الدكتورة وزيرة التنمية الاجتماعيةبأن سلطنة عمان تحرص على توفير البيئة الجاذبة لدعم الابتكارات العلمية للمرأة العُمانية ممّا يسهم في تعزيز مكانتها، وتحقيقها للعديد من الإنجازات على الصعيد الإقليمي والدولي، ومؤكدة علىاستمرار سلطنة عُمان في دعم وتعزيز الشراكة بين دول مجلس التعاون الخليجي لدول الخليج العربيةفي مختلف مجالات تمكين المرأة بما يسهم في تقوية جهود التعاون المشترك لتحقيق التقدم والرفاه للمرأة الخليجية.
كما شهدت الدورة تقديم سلطنة عمان عرضًا مرئيًا حول عدد من الشخصيات الملهمة التي تركت بصمات واضحة في مجال التكنولوجيا والتحوّل الرقمي والإبداع والابتكار والثورة الصناعية الرابعة.
كما شهدت أعمال هذه الدورة إلقاء معالي الدكتورة وزيرة التنمية الاجتماعية رئيسة وفد سلطنة عمان المشارك في الحوار التفاعلي رفيع المستوى مع اللجان الإقليمية كلمة سلطنة عمان حول ” إعلان مسقط بشأن التقدم المحرز لتنفيذ إعلان ومنهاج عمل بيجين بعد 30 عامًا في المنطقة العربية“، والذي أكدت من خلاله بأن إعلان ومنهاج عمل بيجين يطرحان عدة خيارات ومسارات استراتيجية للنهوضبأوضاع النساء والفتيات، وتعزيز حقوقهن وتمكينهن، ويرتبطان بجملة من الالتزامات الدولية كأهدافالتنمية المستدامة وخطتها لعام 2030، واتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة، وأجندة المرأة والسلام والأمن، ومشددة على الالتزام بالعمل على تنفيذ جميع مجالات الاهتمام الحاسمة التي وردت في إعلان ومنهاج عمل بيجين بما يتوافق مع الهدف الخامس من أهداف التنمية المستدامة ومقاصده، ومشيدة بالتقدم الذي أحرزته الدول العربية في العديد من مجالات إعلان ومنهاج عمل بيجين، والذي شمل والذي شمل عدة جوانب ومستويات منها الصحة والتعليم والحماية الاجتماعية بكافة أشكالها وتشريعاتها والتقدم في مجال التمكين السياسي والاقتصادي للمرأة.
إدانة
ودانت رئيسة وفد سلطنة عمان المشارك في كلمتها استمرار العدوان الإسرائيلي على الأراضيالفلسطينية المحتلة، والانتهاكات غير المسبوقة للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني بما يشمل جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية بما فيها التعذيب والإبادة الجماعية، والتشديد على احترام القرارات الدولية المتصلة بالحالة الفلسطينية والرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية الخاص بالوضع غير القانوني للاحتلال على الأرض الفلسطينية المحتلة، كما دانت معالي الدكتورة وزيرة التنمية الاجتماعية العنف الممنهج ضد المدنيين في السودان من قبل ميليشيات الدعم السريع ، وخاصة النساء والفتيات اللاتي يتعرضن لانتهاكات جسيمة تشمل أشكالًا متعددة من العنف، مؤكدة أن الأزمات والنزاعات والحروب التي تعاني منها بعض بلدان المنطقة – ومنها لبنان – لا تؤثر فقط على البلدان الواقعة تحت نيرانها مباشرة، بل على البلدان المجاورة وسائر المنطقة، حيث تعاني المرأة من التهجير والنزوح القسري، ومن الحرمان من الخدمات الأساسية بما فيها الصحة والتعليم والأمن.
الإصلاحات السياسية
ورحّبت معاليها بالمراجعات الوطنية والإصلاحات السياسية والتشريعية الخاصة بالمرأة التي نفذتهاالدول العربية، وبالمراجعة الإقليمية التي وفرت رؤية شاملة للمنطقة، ومثنية بالتقدم الذي أحرزته الدول العربية في النهوض بوضع النساء والفتيات خلال السنوات الأخيرة في العديد من المجالات المتعلقة بالجوانب الاجتماعية والتعليمية والصحية والمشاركة السياسية والاقتصادية للمرأة.
تحقيق المساواة
كما أكدت وزيرة التنمية الاجتماعية في كلمتها على الالتزام بترسيخ دور المرأة في المنطقة العربية في مراكز القيادة السياسية وتعزيز مشاركتها الفاعلة في صناعة القرار، وتعزيز دور المرأة في التنمية الاقتصادية للمنطقة العربية كقوة دافعة للتغيير الشامل والنمو المستدام، وتجديد الالتزام بمناهضة العنف ضد المرأة في المنطقة العربية، وتعزيز البيئة التمكينية لتحقيق المساواة بين الجنسين وتعزيز فرص العدالة والتمكين. وتعهدت معالي الدكتورة ليلى بنت أحمد النجار بمواصلة الجهود لتحقيق المساواة بين الجنسين، وتعزيز حقوق النساء والفتيات وتمكينهن، ما يتطلب تكاتف جميع الأطراف، من حكومات ومجتمع مدني، لتحقيق نتائج ملموسة ومستدامةسعيًا لتعزيز دور المرأة في المنطقة العربية في بناء مجتمعات مستدامة وشاملة.