بحث الحلول المستدامة لمواجهة التغيرات المناخية في أسبوع عُمان للمناخ
وهج الخليج ـ مسقط
أقيمت اليوم على هامش فعاليات أسبوع عُمان للمناخ الذي تستضيفه سلطنة عُمان تحت شعار “الحياة في عالم مستدام”، عدد من الجلسات التي ناقشت الحلول المستدامة لمواجهة التغيرات المناخية والحلول المستدامة التي يمكن تبنّيها للحد من آثارها.
وتطرقت الجلسات في اليوم الثاني إلى استراتيجيات التكيف مع المناخ، وسبل التخفيف من آثاره، والتقدم في مجال الطاقة، إضافة إلى قضايا التنوع الأحيائي، والتمويل الأخضر، ودور الشباب في العمل المناخي.
وناقشت جلسة “سد الفجوة بين التكيف والتخفيف من آثار التغيرات المناخية” التحديات التي تواجهها الدول النامية في تحقيق التوازن بين حاجتها إلى التكيف مع تغير المناخ، وبين ضرورة خفض الانبعاثات الكربونية.
كما تطرقت إلى أهمية إيجاد حلول مبتكرة تضمن العدالة المناخية، وتراعي الفوارق في الإمكانات بين الدول المتقدمة والنامية بالإضافة إلى سبل تعزيز التعاون الدولي وتبادل الخبرات والتقنيات، لضمان استجابة مناخية أكثر فاعلية على المستوى العالمي.
واستعرضت جلسة أخرى بعنوان “احتجاز الكربون وإزالته” أحدث التقنيات المستخدمة في التقاط الكربون وتخزينه، باعتباره أحد الحلول المهمة للوصول إلى الحياد الكربوني.
وأكدت أن التقاط الكربون ليس مجرد خيار تقني، بل هو ضرورة ملحّة، خصوصًا في القطاعات التي يصعب خفض انبعاثاتها مثل الصناعات الثقيلة وإنتاج الطاقة، كما تناولت التحديات المرتبطة بهذه التقنيات، من حيث التكلفة والجدوى الاقتصادية، وأهمية الاستثمارات في البحث والتطوير لتوسيع نطاق استخدامها.
أما جلسة “التقدم في مجال الطاقة”، فركزت على التحولات التي يشهدها قطاع الطاقة، مع التركيز على الابتكارات التي تسهم في تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، وتعزيز دور الطاقة المتجددة.
وتم خلالها استعراض التجارب العالمية في هذا المجال، والتطورات التي يشهدها تخزين الطاقة والهيدروجين الأخضر، إلى جانب الفرص التي يمكن أن توفرها التكنولوجيا لتحقيق تحول مستدام في أنظمة الطاقة.
وناقش الخبراء والمشاركون في جلسة بعنوان “الحفاظ على التنوع الأحيائي والنظم البيئية”، التأثيرات السلبية للاحتباس الحراري على الموائل الطبيعية، والتحديات التي تواجه الجهود المبذولة لحماية التنوع البيولوجي، موجهة إلى الحفاظ على النظم البيئية كأحد أهم الحلول لمواجهة تغير المناخ، ودور الغابات والمحيطات في امتصاص الكربون وتقليل ارتفاع درجات الحرارة.
كما لفتت إلى أهمية تكامل الجهود بين الحكومات والمجتمع المدني والقطاع الخاص لحماية النظم البيئية وضمان استدامتها للأجيال القادمة.
فيما سلطت جلسة بعنوان “التمويل الأخضر والمستدام” الضوء على دور التمويل في دعم مشاريع الطاقة المتجددة، والتكيف مع تغير المناخ، وتعزيز الاقتصاد الدائري.
وأكدت أن التمويل المستدام هو عنصر أساسي في تحقيق التحول الأخضر، من خلال تشجيع الاستثمارات التي تأخذ في الاعتبار الأبعاد البيئية والاجتماعية.
وتناولت الجلسة التحديات التي تواجه هذا النوع من التمويل، وضرورة وضع سياسات واضحة تحفّز القطاع الخاص على تبنّي استراتيجيات استثمارية صديقة للبيئة.
وناقشت جلسة بعنوان “الشباب والمناخ”، دور الأجيال الصاعدة في قيادة العمل المناخي، ودورهم الفاعل في صياغة السياسات البيئية، كما استعرضت تجارب شبابية ملهمة في مجالات الابتكار البيئي والمناصرة المناخية.
وأكدت الجلسة على أهمية توفير مساحات أوسع لمشاركة الشباب في صنع القرار، باعتبارهم القوة الدافعة نحو مستقبل أكثر استدامة.