أخبار محلية

الاثنين.. سلطنة عُمان تحتفل بيوم المعلّم العُماني

وهج الخليج ـ مسقط

تحتفل سلطنة عُمان بعد غدٍ الاثنين بيوم المعلّم العُماني الذي يصادف الـ 24 من شهر فبراير من كل عام، تقديرًا وامتنانًا للجهود العظيمة التي يبذلها المعلّمون في العمليّة التربويّة والتعليميّة ودورهم الفاعل في تنشئة أجيال هذا الوطن، وغرس القيم الفاضلة في نفوسهم.

وتجلّى الاهتمام السّامي لحضرةِ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المعظم/حفظهُ اللهُ ورعاهُ/ بالمعلّمين والمعلّمات من خلال تهيئة الإمكانات المختلفة في حقل التعليم لتسهيل مهامهم ورسالتهم النبيلة على أكمل وجه ومواكبة تطوّر أدوات وطرق التدريس الحديثة المعتمدة على التكنولوجيا والتّقنيات والذّكاء الاصطناعي وهو ما أكّد عليه جلالتُه/ أيّدهُ اللهُ/ خلال زيارته مدرسة السُّلطان فيصل بن تركي للبنين بولاية العامرات بمحافظة مسقط خلال لقائه مجموعة من التربويين وأبناءه الطّلبة من تزويد المدارس التي بُنيت خلال السنوات الثلاث أو الأربع الماضية بأحدث الإمكانات والتقنيات وتوظيفها في التعليم.

وعن أهميّة تجديد الخطط التعليميّة بما يواكب التغيّرات المستقبليّة قال سعادةُ جمال بن أحمد العبري رئيس لجنة التعليم والبحث العلمي والابتكار بمجلس الشورى إن تجديد الخطط التعليميّة أمرٌ بالغ الأهمية في ظل التطورات السريعة التي يشهدها العالم، سواء من حيث سوق العمل المتغير باستمرار أو الثورة المعرفية والتكنولوجيا، وهو ضرورة لمواجهة المستقبل وتمكين الأجيال القادمة للتعامل مع عالم متغير ومتطور. ومع دخول الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة في مختلف المجالات، يجب أن تتكيّف المناهج الدراسية معها لتزويد الطلبة بالمهارات المطلوبة، وظهور وظائف جديدة تتطلب مهارات متناسبة معها، لذلك وجب أن تكون الخطط التعليميّة مرنة وتلبّي متطلبات سوق العمل. كما يسهم تجديد الخطط التعليميّة في إدخال أساليب تدريس حديثة مثل الاستقصاء والاستعداد للتغيّرات الاجتماعيّة والبيئيّة والتعلم المستمر مدى الحياة.

من جانبه قال الدكتور محمود بن سليمان الريامي أستاذ بقسم اللغة العربية وآدابها- بجامعة السُّلطان قابوس إن تجديد الخطط التعليميّة بما يواكب التغيّرات المستقبليّة مهمّ جدّا، ذاك أننا نعيش في عالم سريع التغيّر والتطوّر خاصة مع دخول الإنترنت والعالم التّقني والذّكاء الاصطناعي في كل مجالات الحياة، وتبرز هذه الأهمية مع ظهور مفاهيم التّعلم الذاتي، والتّعلم مدى الحياة، والتّعلم القائم على الكفاءات التي أعطت العملية التربويّة بُعدًا ينحاز لرغبات المتعلّم واحتياجاته وللمهارات الحقيقة الملحّة للحياة المستقبلية.

وأكد على أنه ينبغي قراءة الواقع التعليمي قراءة علميّة فاحصةً ودقيقةً، ثم توضع استراتيجيّة وطنيّة شاملة ومتجدّدة ومرنة تحدّد دواعي التطوير وآليّاته وغاياته ومداه الزمني، ويُدمج التعليم بالتكنولوجيا وبالمهارات الرقمية الحديثة، ويَطال التحديث منظومة المناهج المختلفة وطرائق التدريس والتقييم والتأهيل والتدريب، ويركّز على رعاية الموهوبين والمتميزين لبناء النخب الوطنية في مختلف التخصصات والمجالات، فكل ذلك وغيره لا يكون بعشوائية أو بانتقائية أو بتردّد وإنما بعزمٍ ماضٍ وسعيٍ مستنيرٍ ومنهجيّةٍ دقيقةٍ ورؤيةٍ طموحةٍ ومواردَ ماليّةٍ وبشريّةٍ كافيةٍ.

وقالت سالمة بنت دهيم الريامية معلّمة مجال ثانٍ بمدرسة فاطمة بنت الزبير للتعليم الأساسي (1-6) في محافظة الداخلية إنه بمناسبة يوم المعلم، أودّ أن أقدّم أحرّ التّهاني وأطيب التّمنيات لكل المعلّمين والمعلّمات حاملي رسالة الأنبياء والرسل، الذين يبذلون جهودًا جبّارة في تعليم وتوجيه الأجيال.

وأضافت أن للمعلّم دورًا حيويًّا ومؤثّرًا في تكوين مستقبل الطلبة، فالمعلم ليس مجرد ناقل للمعرفة، بل هو مرشد وموجّه يساعد الطلبة على تطوير مهاراتهم وقدراتهم. وهناك العديد من الجوانب التي توضّح دور المعلم في تشكيل مستقبل الطلبة مثل تشجيعهم على التفكير النقدي وحلّ المشكلات والمهارات الاجتماعية من خلال التفاعل في الصف، واحترام وجهات النظر الأخرى وتوفير بيئة تعليمية تدفع الطلبة للتعلم الفعال والاستكشاف.

وحول أهمية استخدام التكنولوجيا الحديثة في تطوير مهارات الطلبة تؤكد على أنه أصبح جزءًا أساسيًّا في العملية التعليمية، وتوفر المدرسة الفصول الدراسية الذكية مثل استخدام السبورة التفاعلية (ActiveInspire) والأجهزة اللوحية مما يعزز التفاعل بين المعلم والطلبة والتعاون عبر الإنترنت باستخدام أدوات مثل Google Classroom وMicrosoft Teams حيث يتيح للطلبة المشاركة في المناقشات، مما يعزز مهارات العمل الجماعي.

وقالت ماجدة بنت عبد الله الحلاوية معلّمة مادة أحياء بمدرسة الأقصى للتعليم الأساسي (9-12) في محافظة شمال الباطنة: نهنئ أنفسنا وجميع منتسبي وزارة التربية والتعليم، وكل فرد علّم حرفًا وترك أثرًا وغرس قيمًا، وأخذ بالأيادي إلى عتبات النور، كل عام ونحنُ نؤدي الأمانة على أكمل وجه، كل عام ونحنُ قناديل علم لا تنضب، كل عام ونحنُ نبني عُمان ونرتقي بسواعدها.

وأضافت: إن للمعلم دورًا كبيرًا في تكوين مستقبل الطلبة، بعيدًا عن الأدوار التعليمية، حيث يسهم في تكوين شخصية الطلبة من خلال تقديم ملحوظات بنّاءة، وتشجيع الطلبة على مواجهة التحديات لتعزيز ثقتهم بأنفسهم، كما يقوم المعلم بدور مهم في غرس القيم مثل الاحترام والمسؤولية والأمانة التي تساعد الطلبة لاحقا في اتخاذ قرارات مستقلة. كما يساعد المعلم في تكوين أجيال مبدعة مستقبلا من خلال منحهم مساحة للإبداع وتشجيعهم على الابتكار وإشراكهم في الأنشطة المدرسة.

ووضحت أنه في وقتنا الحالي، لا اختلاف حول ضرورة مواكبة التكنولوجيا وتفعيلها بشكل يخدم العملية التعليميّة حيث نعمل حاليًّا على دمج الأدوات التكنولوجية في التعليم بشكل كبير، وهذا أسهم في تحسين عملية التعلم وزيادة فاعليتها، فعلى سبيل المثال توفر تقنيات تفعيل الواقع الافتراضي (VR) والواقع المعزز (AR) تجارب تعلم مميزة، مثل الجولات الافتراضية في متاحف تاريخية أو محاكاة لمواقف علمية أو طبية، مما يساعد الطلاب على استيعاب المفاهيم المعقدة بشكل عملي وتطبيقي. كما نعمل على تفعيل الأدوات التعليمية التفاعلية وهناك الكثير من الأدوات مثلQuizlet”” و “Kahoot!” التي تجعل عملية المراجعة ماتعة وشائقة، وتساعد الطلبة على حفظ المفاهيم والمصطلحات عبر الألعاب والاختبارات التفاعلية.

وقال سلطان بن سعيد الحكماني معلم لغة عربية بمدرسة الإدريسي للتعليم الأساسي (5-7) في محافظة جنوب الباطنة: أحمل أعظم رسالة تهنئة لمن حملَ أعظم وظيفة، وأرقى رسالة لمن أعطى وأجزل في العطاء، لمن غرس بداخل أبنائنا القيم والمبادئ بكل إخلاص وتفانٍ، إلى المعلم الذي كان عطاؤه رقي الوطن وازدهاره، فلكَ أسمى آيات التهاني والتبريكات بمناسبة يوم المعلم الأغر، فأنت صانع الرجال، وقائد الأجيال، فكل عام وأنت نبراس الخير والعطاء.

وأضاف: يمثل تخصيص جلالةِ السُّلطان المعظم يومًا للمعلم تقديرًا واعترافًا بالدور العظيم الذي يقوم به في المجتمع. إنه تعبير عن الاحترام والتقدير لجهوده وتفانيه في خدمة الوطن والأجيال القادمة. كما أنه يعكس اهتمام القيادة الحكيمة بتطوير التعليم ودعم المعلمين، إيمانًا بأهمية دورهم في بناء مستقبل مشرق للبلاد. بالإضافة إلى ذلك، فإن هذا اليوم يعدُّ حافزًا للمعلمين لبذل المزيد من الجهد والعطاء، ومواصلة مسيرتهم في خدمة الوطن.

أما عن دور المعلم في تكوين شخصية الطالب فوضح أن المعلم هو الموجّه وهو المشرف وهو القدوة في البيئة المدرسية والمجتمع بأسره، فلهُ الدور البارز في بناء وتكوين شخصية الطالب بأبعادها المختلفة، الاجتماعية والعقلية أو الجسدية والنفسية؛ ليملك هذا الطالب شخصية تجعله متكيّفًا مع أوضاع الحياة في حاضره ومستقبله. ومن أهم الأساليب التعليمية التي تقوّي شخصية الطالب، التعلم النشط الذي يعوّد الطالب على التفكير فيما تعلمه. وبهذا العمل يقوم المتعلّمون بنشاطات عقلية حركية مثل: القراءة والكتابة وحل المشكلات وصياغة الأسئلة وحلّها، ومهارات التفكير كالتحليل والتقويم.

ومنها أيضًا، المعلم الصغير حيث يُطلق العنان لفكر الطالب بأن يشرح، ويلحظ ويحلّل، ويقارن ويقيّم ويستنتج في مناخات الحريّة والحوار وغيرها من الأساليب التعليمية ليوظّف ذلك كلّه في خدمة مستقبله ومستقبل وطنه وأمّته.

وقال يعرب بن أحمد العويدي معلّم لغة عربية بمدرسة عبد الله بن الأرقم للتعليم الأساسي في محافظة شمال الشرقية: بمناسبة يوم المعلم، الذي يأتي تكريمًا وامتنانًا لدوره الجليل؛ يسرّني أن أهنّئ كل معلمة مثابرة تضيء منارات النُّهى، وكل معلّم مُجاهد يبني قدوات الهدى. ومن مثلك أيها المعلّم؟! أنت حامل اللواء العظيم، والرسالة المباركة. تسعى جاهدا، فتزرع في طلابك بذور الوعي والإلهام، وتمضي قُدما، فتسقيها بنور العلم والإفهام، لتهنأ بعدها عُماننا الحبيبة الشامخة بالرِّفعة والارتقاء.

وأشار إلى الزخم المعرفي الهائل مع تقدّم التكنولوجيا واهتمام الأجيال الناشئة بهذه التّقنيات والعالم الافتراضي بشكل كبير مبيّنا أنه من خلال الوسائل الرقمية، تتاح فرص التعلم المراعي للفروق الفردية بين الطلبة؛ مما يمكنهم من اكتساب المعرفة وفقا لقدراتهم وإمكاناتهم. كما توفر المنصات المفتوحة المصدر تعليمًا ثريًّا، يثري التجربة التعليمية، ويحفز التفكيرين: النقدي، والإبداعي. بالإضافة إلى ذلك، تسهم تقنيات الواقع الافتراضي في تقريب المفاهيم المجردة وجعلها أكثر واقعية؛ مما يعزز التطبيق العملي للمعارف المكتسبة. ولما كان ذلك كذلك، فإن التكنولوجيا لا يمكن تهميشها اليوم أبدا، بل هي أداة أساسية في بناء مهارات الطلبة.

وعبرت عهد بنت أحمد الهنائية معلمة مجال ثانٍ بمدرسة شربثات للتعليم الأساسي 1-12 في محافظة ظفار، عن شكرها لكل المعلمين والمعلمات الذين يبذلون جهودًا كبيرة في تعليم وتوجيه الأجيال القادمة، مبينة أن المعلم هو المرشد والموجّه لمساعدة الطلبة في تطوير مهاراتهم وقدراتهم حيث يعمل على تعزيز مهارات التواصل والتعاون والحوار الإيجابي داخل القاعة الدراسية وخارجها، وتحفيز الإبداع لديهم مما يساعدهم على الابتكار والتكيف مع التغيرات في المستقبل كما أن للمعلم دورًا فعّالًا في غرس القيم الأخلاقية والمبادئ الإنسانية في نفوس الطلبة ليصبحوا مواطنين مسؤولين في مجتمعهم.

وعن التكنولوجيا الرقميّة وأهميّتها في التعليم بينت أن المدرسة استخدمت العديد من التطبيقات التعليمية أبرزها word wall للحلقة الأولى (١-٤) لبث روح الحماس والتفاعل وجذبهم للعملية التعليمية، كما استخدمت التعليم التفاعلي مثل جوجل سلايدز والباوربوينت لإنشاء عروض تقديميّة تفاعليّة بشخصيات كرتونيّة جذّابة مليئة بالألوان وإيجاد روح الإبداع وجذب انتباه الطلبة، بالإضافة إلى استخدام ألعاب تعليميّة واستراتيجيّات متنوعة تراعي الفروق الفردية وتعزيز الفهم والمشاركة الفاعلة لدى الطلاب والاستكشاف وتم تفعيل الذكاء الاصطناعي في بداية الحصص لجذب انتباه الطلبة في الحصة.

جديرٌ بالذكر أن عدد المعلّمين في المدارس الحكومية بجميع محافظات سلطنة عُمان بلغ (53.610) معلمًا ومعلمة، بينما بلغ عدد المعلّمين في المدارس الخاصة (6.867) معلمًا ومعلمة و86 معلما ومعلمة في المدارس الدولية (الجاليات الأجنبية)، كما بلغ عدد المعلمين في مدارس التربية الخاصة (205) معلمين ومعلمات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى