المقالات

البطانة بين المعروف والشر

بقلم: مسلم بن أحمد العوائد

البطانة الصالحة تتميز بالنقاء والصدق، والنيات الصافية، تسعى إلى خدمة الصالح العام، ولاتخاف في الحق لومة لائم ، لا تنخدع بالزخارف والمديح أو بهرجة الإعلام، ولا تلوي الحقائق و القوانين لإرضاء أي شخص مهما بلغت مكانته الرسمية أو الاجتماعية. البطانة الصالحة تعزز العدالة والاستقرار، وتسهم في بناء مجتمع متماسك محافظ على القيم الدينية والاجتماعية والثقافية.

أما البطانة الفاسدة نقيض ذلك تمامًا، فهي تتفنن في العبارات والكلمات الكاذبة لإرضاء المسؤول، وتحيطه بالتبجيلات الزائفة من اجل تحقيق مصالحها الخاصة، تجيد قلب الحقائق، فتجعل من الحق باطلًا، والباطل حقا، و الناجحين فاشلين و الناصحين المخلصين مزعجين و مخالفين للتوجه العام.

هذا قبل…
اما بعد..

تبرز أهمية البطانة، سواء الصالحة أو الفاسدة، في أوقات الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والأمنية والسياسية.
فالبطانة الصالحة تعمل على تحقيق الوحدة الوطنية، وتوجيه المجتمع نحو الالتفاف حول قيادته، مع تعزيز قيم الانتماء والولاء للوطن من خلال تغليب المصلحة العامة على أي اعتبارات شخصية.

اما البطانة الفاسدة ، تختفي تمامًا عند الأزمات، تتخلى عن الواجب الوطني، وتتلون كالحرباء لتتماشى مع الظروف والمتغيرات، تهرب إلى الخارج بحجة العلاج .

اخيرا…

كيف نعرف البطانة الصالحة؟
البطانة الصالحة لا تغلق الابواب امام المراجعين، ولا تنصر ظالما مها بلغ مستواه الوظيفي او الاجتماعي، ولا ترد مظلوما، همها معالجة التحديات وتسهيل الإجراءات الإدارية والمالية، تستشعر ثقل المسؤولية، تعمل بروح الفريق الواحد. شعارهم: 【وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنين】.

ختامًا

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من والٍ إلا وله بطانتان، بطانة تأمره بالمعروف وتنهاه عن المنكر، وبطانة لا تألوه خبالا، فمن وُقي شرها فقد وُقي، وهو من التي تغلب عليه منهما”.
الرقابة من اهم الأدوات التي تعين المسؤولين الصادقين في كشف ومعرفة البطانة الصالحة من الطالحة.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى