تصعيد إسرائيلي في الضفة .. هل تصمد هدنة غزة ؟
وهج الخليج – وكالات
لم تمض ساعات على إتمام الفصل الأول من المرحلة الأولى لصفقة تبادل الأسرى والرهائن بين إسرائيل وحركة حماس التي طال انتظارها، حتى اتجهت الأنظار إلى الضفة الغربية في ظل دعوات إسرائيلية بضرورة تنفيذ عمليات عسكرية كبيرة هناك. وقال رئيس الأركان الإسرائيلي هيرتسي هاليفي إنه “بالإضافة إلى الاستعدادات الدفاعية المكثفة في قطاع غزة، علينا أن نستعد لعمليات كبيرة في الضفة الغربية في الأيام المقبلة”.
وأصدر هاليفي تعليمات أيضا بإعداد خطط لمواصلة القتال في قطاع غزة ولبنان، بينما ذكرت قناة “24i”الإسرائيلية أن جيش الاحتلال يستعد لتصعيد في الضفة الغربية ويعزز قواته، مشيرة إلى أنه “يدرس إدخال ناقلات الجند المصفحة “إيتان” إلى شمال الضفة على خلفية استخدام العبوات الناسفة ضده.
وشهدت الساعات القليلة الماضية تصاعدا في عمليات لمستوطنين إسرائيليين في العديد من مدن الضفة حيث أضرمت النار في عدد من مركبات ومنازل وممتلكات أخرى للفلسطينيين. بل وذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن جيش الاحتلال الإسرائيلي اقتحم منزل الأسيرة المحررة جنين عمرو في مدينة دورا بمدينة الخليل جنوب الضفة، وهي إحدى الأسيرات التي أفرجت إسرائيل عنهن بموجب صفقة التبادل فجر الإثنين، ووجهت رسائل تحذير لعائلتها من مغبة إقامة أي مظاهر احتفالية أو حتى الكتابة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وضيقت قوات الاحتلال الخناق على معظم مداخل المحافظات الفلسطينية، ومخارجها في الضفة الغربية، وفق مصادر فلسطينية . ونقلت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية ( وفا ) عن مصادر محلية قولها إن “الاحتلال شدد إجراءاته في محيط رام الله والبيرة، إذ أغلق طريق بيرزيت – عطارة بالمكعبات الاسمنتية، وطريق كفر مالك، أمام المركبات المتجهة إلى مدن أريحا ونابلس، وأعاق حركة الدخول للمدينة والخروج منها”. ووفق المصادر، “نصب جيش الاحتلال عدة حواجز عسكرية شمال وشمال غرب وشرق رام الله، حيث يقوم بتفتيش المركبات، والتدقيق في البطاقات الشخصية للمواطنين عند حاجز بوابة النبي صالح شمال غرب المدينة، وينصب حاجزا على بوابة قرية عابود شمال غرب، وعلى مدخل قرية عين سينيا شمالا، ويعيق الحركة على حاجز عطارة البلد شمال المدينة”. وتواصل القوات الإسرائيلية إغلاق مداخل ومخارج أريحا، وتعرقل الخروج منها. وشدد الجيش الإسرائيلي إجراءاته العسكرية على حاجزي تياسير والحمرا بالأغوار، وأعاق مرور المركبات عبرهما، ما خلق أزمة مركبات كبيرة على الحاجزين. كما أغلقت القوات الإسرائيلية حاجز جبع العسكري، شمال شرق القدس المحتلة، في الاتجاهين، ما تسببت بأزمة مرورية خانقة، واعتدت على مركبات المواطنين التي حاولت سلك طرق ترابية وعرة في محيط الحاجز، واعتدت على إحدى المركبات، بتحطيم زجاجها، والاستيلاء على مفاتيحها.
وتزامن التصعيد في الضفة، مع تزايد الضغط السياسي على رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لاستئناف العدوان في قطاع غزة. وعزا مراقبون ذلك إلى المشاهد التي ترافقت مع الساعات الأولى لسريان الهدنة وتبادل الإفراج عن الأسرى والرهائن. وتطرقت صحيفة جيروزاليم بوست لفرص صمود هدنة غزة في ظل تلك العطيات، مستبعدة أن تتخلى حماس عن دورها في قطاع غزة، وهو شرط إسرائيلي لاستكمال مراحل الصفقة.
وعقدت الصحيفة مقارنة بين اتفاق وقف إطلاق النار في غزة والاتفاق المماثل بين إسرائيل وحزب الله في لبنان. وعلى الرغم من دخول اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة يومه الثالث وعدم تسجيل خروقات كبيرة تذكر باستثناء بعد القصف الاسرائيلي، يخشى الكثيرون من احتمال عدم قدرة الاتفاق على الصمود واستكمال مرحلتيه الثانية والثالثة.
وقالت جيروزاليم بوست: “لم يعتقد أحد أن إسرائيل ستستأنف العدوان بعد وقف إطلاق النار الأول في نوفمبر 2023، ومع ذلك فقد فعلت.