من هو نواف سلام المكلف بتشكيل الحكومة في لبنان؟
وهج الخليج ـ وكالات
بات نواف سلام، والذي انتخب العام الماضي رئيسا لمحكمة العدل الدولية، مكلفا بتشكيل الحكومة الأولى في عهد الرئيس اللبناني المنتخب حديثا جوزاف عون. ويعود سلام اليوم الثلاثاء إلى بيروت، وفق رئاسة الجمهورية، متوجها إليها من لاهاي، حيث مقر المحكمة. وسيلتقي رئيسي الجمهورية والبرلمان فور وصوله، ومن المتوقع أن يتوجه بكلمة إلى اللبنانيين.
ــ وسلام البالغ 71 عاما هو دبلوماسي مخضرم. يجمع بين خبرات سياسية وحقوقية ودبلوماسية تخطت نطاق البلد المتوسطي الصغير، ما يجعله من خارج الطبقة التقليدية الحاكمة في لبنان المتهمة بالفساد وبتغليب منطق المحاصصة على بناء الدولة.
ـ يتحدر سلام من عائلة بيروتية عريقة تعاطت الشأن السياسي منذ بداية القرن الماضي. وهو ابن شقيق صائب سلام، الذي ترأس حكومات عدة بين الأعوام 1952 و1973. وترأس ابن عمه تمام سلام الحكومة بين العامين 2014 و2016.
ـ شغل سلام عضوية محكمة العدل الدولية منذ فبراير 2018. وشكل العام الماضي تحولا في مسيرته، بعد انتخابه في فبراير رئيسا للمحكمة، أعلى هيئة قضائية تابعة للأمم المتحدة، لولاية مدتها ثلاث سنوات.
وفي قرار وصفه الفلسطينيون بالـ”تاريخي” واعتبرته إسرائيل “كاذبا”، اعتبرت المحكمة بقيادة سلام في 19 يوليو أن الاحتلال الإسرائيلي المستمر منذ عقود للأراضي الفلسطينية “غير قانوني” ويجب أن ينتهي “في أسرع وقت ممكن”.
ـ لنواف سلام مسيرة أكاديمية ومهنية طويلة. لعل أبرزها توليه من يوليو 2007 حتى نهاية 2017 منصب المندوب الدائم للبنان لدى الأمم المتحدة في نيويورك. وقد عينه في هذا المنصب رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة، الخصم اللدود لحزب الله، من خارج السلك الدبلوماسي. كما شغل سلام عضوية بعثات ميدانية تابعة لمجلس الأمن الدولي إلى دول عدة بينها السودان وأفغانستان وأوغندا.
ـ ألف سلام العديد من الكتب والدراسات في مجالات القانون الدولي والدستوري والانتخابي والإسلامي، إضافة إلى دراسات حول المنظمات الدولية والشؤون الدولية. وهو يتحدث الإنكليزية والفرنسية بطلاقة، وهو والد لشابين. متزوج من سحر بعاصيري، التي كانت صحافية وشغلت سابقا منصب سفيرة لبنان لدى منظمة اليونسكو.
ـ نال إجازة في الحقوق من الجامعة اللبنانية في بيروت في العام 1984، تابع بعدها تحصيله الجامعي في باريس والولايات المتحدة. ويحمل شهادتي دكتوراه في العلوم السياسية وفي التاريخ. وحاضر خلال سنوات في الجامعة الأمريكية في بيروت وجامعات أخرى في الخارج بينها السوربون بين العامين 1979 و1981.
وحصل سلام على تأييد 84 نائبا في مقابل تأييد تسعة آخرين لرئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي، بينما امتنع 35 نائبا عن التسمية، وفق الرئاسة. وبحسب الدستور اللبناني، يسمّي رئيس الجمهورية رئيس الحكومة، استنادا الى نتائج الاستشارات النيابية، وفي الممارسة، يُكلّف رئيس الجمهورية المرشح الذي ينال العدد الأكبر من الأصوات. ودعمت سلام كتل معارضة لحزب الله ونواب مستقلون، إضافة الى كتلتي الزعيم الدرزي وليد جنبلاط والتيار الوطني الحر برئاسة النائب جبران باسيل، حليف حزب الله في العهد السابق.
ولا يعني تكليف رئيس حكومة جديد أنّ ولادة هذه الحكومة ستكون قريبة. إلا أن عون قال في دردشة مع الصحافيين بعد انتهاء المشاورات في البهو الخارجي للقصر الجمهوري، “انتهينا من الخطوة الأولى، والخطوة الثانية هي التأليف وإن شاء الله أن يكون سلسا وفي أسرع وقت”. وأضاف “نملك فرصا كبيرة جدا من خلال مساعدة الخارج لنا، وقد انتهيت للتو من محادثة مع رئيسة الوزراء الإيطالية التي أبلغتني أنهم ينتظروننا، ولكن يجب أن نذهب وقد شكّلنا حكومة”. والتقى عون كذلك بالأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط الذي أمل أن “يكون هناك تشكيلة وزارية سريعة تستجيب لكل ما هو مطلوب لبنانيا”، وفق تصريحات نقلتها الرئاسة في بيان. وغالبا ما استغرق تشكيل الحكومات في لبنان أسابيع أو حتى أشهر بسبب الانقسامات السياسية العميقة.