جلسة ثرية حول الموارد الوراثية في جبال عُمان
وهج الخليج – مسقط
اختتمت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار ممثلة في مركز عُمان للمواردالوراثية الحيوانية والنباتية “موارد” فعاليات الموسم الحادي عشر من جلسات المقهىالعلمي، واحتضنت سفوح الجبل الشرقي بولاية الحمراء الجلسة الختامية التي ناقشت“الموارد الوراثية في جبال سلطنة عمان، بحضور سعادة الشيخ سليمان بن سعيدالعزري والي الحمراء.
واستضافت الجلسة الختامية سيف بن عامر الحاتمي خبير نباتات في حديقة النباتاتالعمانية، وحسينة بنت عبيد العبرية رائدة أعمال وصاحبة مشروع لمنتجات زيوت نباتية،وراشد بن حميد الهطالي أحد سكان الجبل الشرقي، وصاحب مشروع في المواردالحيوانية، وأدار الجلسة الإعلامي خالد الزدجالي.
افتتحت الجلسة بالحديث عن أهمية النباتات الجبلية والموارد الحيوانية المستأنسة فيالجبال ودورها في الحفاظ على التوازن البيئي، إضافة إلى فوائدها البيئية والاجتماعيةوالاقتصادية.
وناقشت التحديات التي تواجه الموارد الوراثية الجبلية: متمثلة بالتغير المناخي، والرعيالجائر وتأثيره السلبي، وتدهور الموائل الطبيعية وأثر الأنشطة البشرية عليها.
بعدها ناقش الإعلامي خالد الزدجالي مع المتحدثين آليات وطرق الحفاظ على النباتاتالجبلية من خلال وضع تنظيمات للرعي وإدارة الموارد الطبيعية، وتحدث راشد الهطاليعن دور المجتمعات المحلية في حماية أصول الحيوانات المستأنسة، وأكد على أهميةوضع آليات وطرق الحفاظ على النباتات الجبلية من خلال تنظيم الرعي، وإدارة المواردالطبيعية.
وتناولت حسينة العبرية موضوع الفوائد الطبية والاجتماعية والاقتصادية للزيوتالمستخرجة من النباتات مثل زيت الشوع المستخرج من نبات الشوع البري، ونباتالقفص المستخدم في بعض العلاجات الطبية، وأكدت على أهمية نقل حرفة استخراجالمستخلصات الزيتية الطبية من النباتات العمانية إلى الأجيال القادمة خوفًا مناندثارها.
من جانب آخر تطرق سيف الحاتمي وهو مؤلف لكتاب التراث الطبيعي لمحافظة مسندمإلى استخدامات التكنولوجيا الحديثة في حفظ وإدارة النباتات الجبلية، وأشار إلىأهمية صون وحماية النباتات، إذ تشير الاحصائيات إلى وجود (260) نوع من النباتاتمسجلة في القائمة الحمراء (المهددة بالإنقراض) في عام 2016، وارتفع العدد ليصلإلى (300) نوع في عام 2024.
وتطرق الحاتمي إلى احتواء البيئة في سلطنة عُمان على (1450) نبات فطري لا تشملالنباتات المستزرعة، (80) نوع منها على مستوى العالم لا يوجد إلا في سلطنة عمان،و(23) نوع منها في جبال سمحان، و(21) نوع في الجبل الشرقي بولاية الحمراء.
وتخلل الجلسة نقاشات شائقة ومداخلات قيّمة حول مكونات النظام البيئي الجبلي،وتكامل النباتات مع الماشية والحيوانات وغيرها من الكائنات الحية، وأهمية البنوكالجينية للنباتات بالإضافة، إلى أهمية إدارة المخططات السكنية، وأهمية تعزيز ثقافةالسياحة الطبية والعلاجية في سلطنة عُمان لما تزخر به من مكنون كبير في النباتاتالمستخدمة في الأدوية الطبية.
وحظيت الجلسة بحضور عدد من المهتمين والهواة من المنطقة وخارجها الذين اختتموهابمداخلات مثرية حول القيمة الاجتماعية والاقتصادية للموارد الوراثية، واستخدامالنباتات الجبلية منذ أجيال في العديد من الأغراض مما يمكن أن يلهم الكثير منالباحثين والمستثمرين في الصناعات المحلية، بالإضافة إلى اقتراحاتهم لاستدامة هذهالموارد والعناية بها في ظل التحديات التي تواجهها.
وحول ختام جلسات المقهى العلمي لهذا الموسم صرح الدكتور محمد بن ناصر اليحيائيمدير مركز عمان للموارد الوراثية الحيوانية والنباتية (موارد) ، أن المقهى العلمي مبادرةيقدمها المركز منذ أحد عشر عاماً ؛ بهدف تبسيط العلوم في مجال الموارد الوراثية إلىالجمهور، والتعريف بأهمية الموارد الوراثية الاجتماعية والاقتصادية، ومعرفة كل ما هوجديد في الساحة العلمية، إضافة إلى نشر الوعي والمعرفة والتعريف عن أعمال مركزموارد، وهذا بدوره يسهم في تعزيز التنمية المستدامة وحماية هذه الموارد لمنع اندثارها،وتوليد الاهتمام في مجموعة واسعة من شرائح المجتمع في مختلف المجالات الطبيعيةوالبيئية.
وتفردت جلسات الموسم الحادي عشر من المقهى العلمي باستلهام مواقع إقامتها منمواضيع كل جلسة، فانطلقت الجلسة الأولى من ميدان البشائر للهجن العربية الذيشهد نقاشا شائقا جمع بين الماضي والحاضر حول الإبل كثروة وطنية وطرق الحفاظعلى سلالاتها، ومن الموج مسقط طُرِح موضوع الحياد الكربوني وجهود السلطنة فيهذا المضمار، وصولا إلى متحف عمان عبر الزمان الذي شهد نقاشا جادا حول المعارفالتقليدية العمانية في مجال الموارد الوراثية وطرق تنميتها والحفاظ عليها.
وكان للذكاء الاصطناعي نصيب في نقاشات هذا الموسم في الجلسة التي عقدت فيالمبنى الرئيسي لعمانتل، تطرق المختصون فيها إلى ثورة الذكاء الاصطناعي وطرقتسخيرها في مجال تطبيقات البحث العلمي. وفي مركز الشباب تحاور رواد الأعمالعن نشأة شركاتهم في مجال الموارد الوراثية وطرق دعمها واستدامتها، وتوجت الجلسةقبل الأخيرة جهود الباحثات العمانيات وإنجازاتهن العلمية في مختلف المجالاتبالمتحف الوطني بمسقط.