المقالات

الوطنية

بقلم: مسلم بن احمد العوائد

ظهر مصطلح الوطنيةفي القرن التاسع عشر مع بداية تشكيل الدولة الوطنية في أوروبا. ويُعرّف مفهوم الوطنية في الغرب بإيجاز على أنه الإرتباط بالناس والمكان، والانتماء إلى القومية بهدف تحقيق مصالح حياتية؛ اجتماعية، واقتصادية، وسياسية، وغيرها.

أما الوطنية في الإسلام، فهي ترتبط بطاعة الله ورسوله في الحفاظ على مقدرات الوطن البشرية والطبيعية، وعدم الإضرار بنظامه، مع الاستعداد للتضحية بالغالي والنفيس في سبيل حماية الأرض والعرض تقرّبًا إلى الله، وليس بدافع القومية أو المصالح الحياتية فقط.

هذا قبل…
اما بعد…

هناك اليوم من يُقزّم مفهوم الوطنية، التي تحمل أسمى القيم الدينية والأخلاقية، إلى مجرد طبول وأهازيج ورقصات واحتفالات. بل إن بعضهم يربط الوطنية بمنافسات رياضية أو ثقافية، وهذا مقياس خطير للوطنية.

فمثلًا، هناك من لا يهتم بالمنافسات الرياضية، سواء داخل الوطن أو خارجه، ولا يعنيه فوز فريق أو خسارته. فهل يُعتبر ذلك نقصًا في وطنيته؟ ولعله قضى جزء كبير من حياته في بناء الوطن صدقا واخلاصا وامانة. كما أن هناك من يصنّف الوطنية ويوزعها بناءً على أهوائه الفكرية أو الوظيفية، وهذا انحراف خطير في جوهر الوطنية الحقيقي.

ختامًا…
قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه وهو يخطب:
“يا أيها الناس! عليكم بالطاعة والجماعة، فإنهما السبيل الأصيل إلى حبل الله الذي أمر به. وما تكرهون في الجماعة خير مما تحبون في الفرقة، وما تكرهون في اجتماعكم أحب إلى الله تعالى من تفرقكم.”

فالحذر الحذر من تصنيف الوطنية وفق المكان أو الفكر أو الاهتمامات. هذا التصنيف فيروس يُصيب أعصاب الوطنية وشرايينها وأطرافها وبصرها ومخها. ونار الشواهد حية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى