الإدارة بالتجوال
بقلم: مسلم بن أحمد العوائد
ظهرت نظرية الإدارة بالتجوال في سبعينيات القرن الماضي على يد شركة Hewlett-Packard، وسرعان ما تطورت لتصبح إحدى الأدوات الإدارية التي تبناها العديد من الرؤساء والمديرين التنفيذيين في القطاعين العام والخاص. الهدف الأساسي من هذه النظرية هو تحقيق الكفاءة والأرباح من خلال التواصل المباشر مع الموظفين، بدلاً من الاكتفاء بالاجتماعات والتقارير الرسمية، وذلك من اجل تسهيل وتبسيط الإجراءات، لاتخاذ قرارات مناسبة.
الحقيقة ان هذه النظرية تعود إلى أكثر من ألف وأربعمائة عام، قال النبي صلى الله عليه وسلم: “ليس الخبر كالمعاينة” فالإسلام ارسى قواعد للإدارة الفعالة، وتحقق الأمن، والازدهار في الدولة الإسلامية التي امتدت حدودها إلى الشام، والعراق، ومصر، والمغرب، وأفريقيا، وآسيا، وأوروبا.
اخيرا…
المسؤول الذي يعزل نفسه خلف الأبواب المغلقة، حاله كالأعمى، يسمع ولا يرى، حكم على نفسه بالسجن في زنزانة منفردة، وترك زمام الأمور لسجّانوه -حاشيته المقربة- التي تَستغل سلطته ومنصبه واسمه، لإهدار حقوق عامة وخاصة، فشل تِلوَ الفشل في تحقيق أهداف المؤسسة، وحين يُفتح عليه الباب الذي اغلقه، لا يجد من يعرفه او يستقبله او يحترمه، تضيق عليه الدنيا بما رحبت.
ختاما…
على كل مسؤول يخشى الله ويحب وطنه ومجتمعه أن يعتمد سياسة الباب المفتوح، للموظفين و المراجعين، وان يُتابع سير العمل والإجراءات بنفسه عبر البرامج الإلكترونية، مع تحديد مدد زمنية لإنجاز كل نوع من المعاملات واتخاذ الاجراءات اللازمة فورا بحق من قصر او اجاد في وظيفته، فالإجادة المؤسسية والفردية لاتقاس بجودة التقارير المزخرفة ولا بعدد اللجان والاجتماعات، وانما بالنتائج الواقعية التي تلامس حياة الناس.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من وَلِيَ من أمر المسلمين شيئًا، فولَّى رجلاً وهو يجد من هو أصلح للمسلمين منه، فقد خان الله ورسوله”.