هل أرغمت موسكو الأسد على الإخلاء الفوري؟ .. ماذا قال الرئيس المخلوع بعد 8 أيام من اطاحته؟
وهج الخليج – وكالات
بعد مرور أكثر من أسبوع على إطاحته، خرج الرئيس السوري السابق بشار الأسد عن صمته الاثنين، مؤكدا أنه لم يفر من سوريا إلا بعد سقوط دمشق في أيدي تحالف من فصائل المعارضة، ووصف قادة سوريا الجدد بـ”الإرهابيين”.
وبعد هجوم خاطف استمرّ 11 يوما، تمكّنت فصائل معارضة بقيادة هيئة تحرير الشام من دخول دمشق في 8 ديسمبر، وإنهاء حكم عائلة الأسد الذي استمرّ أكثر من نصف قرن. وفر الأسد إلى روسيا. وأكد مسؤول المساعدات الإنسانية في الأمم المتحدة الاثنين أثناء زيارته دمشق أن سوريا تحتاج إلى “تدفق كبير للدعم”. وقال توم فليتشر إن “سبعة من كل عشرة سوريين يحتاجون إلى المساعدة حاليا”، موضحا أن الأمم المتحدة مستعدة لتكثيف نشاطها.
وقال الرئيس المخلوع بشار الأسد في بيان نشرته صفحات الرئاسة على مواقع التواصل الاجتماعي الاثنين “لم أغادر الوطن بشكل مخطط له كما أشيع، كما أنني لم أغادره خلال الساعات الأخيرة من المعارك”. وأضاف الأسد الذي حكم سوريا بقبضة حديدية طوال 24 سنة “طلبت موسكو… الإخلاء الفوري إلى روسيا مساء يوم الأحد 8 ديسمبر”، مضيفا أن البلد بات “بيد الإرهاب”.
وكانت هيئة تحرير الشام أعلنت فك ارتباطها مع تنظيم القاعدة عام 2016، لكن العديد من الدول ومن بينها الولايات المتحدة لا تزال تصنفها “منظمة إرهابية”.
ـ انتقال “شامل وذي مصداقية”
تعمل السلطات السورية الجديدة على طمأنة المجتمع الدولي الذي يجري اتصالات تدريجية مع قادتها، ولا سيما قائد هيئة تحرير الشام أبو محمد الجولاني الذي بات يستعمل اسمه الحقيقي أحمد الشرع. في هذا الصدد، أعلن الاتحاد الأوروبي إيفاد ممثل رفيع المستوى إلى دمشق للقاء السلطات الجديدة.
واعتبرت مسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس الاثنين أنه “يجب ألا يكون هناك مكان” في سوريا لروسيا وإيران. من جهته، شدد المبعوث الخاص للأمم المتحدة لسوريا غير بيدرسن خلال لقائه الشرع الأحد على “الحاجة إلى انتقال سياسي شامل وذي مصداقية”.
وأعلنت بريطانيا والولايات المتحدة أيضا أنهما أقامتا اتصالات مع هيئة تحرير الشام، فيما كشفت فرنسا أنها سترسل بعثة دبلوماسية إلى دمشق الثلاثاء هي الأولى منذ 12 عاما. كما أعادت تركيا المجاورة، وهي فاعل رئيسي في النزاع في سوريا وتدعم السلطات الجديدة، فتح سفارتها في دمشق السبت قائلة إنها “مستعدة” لتقديم مساعدة عسكرية إذا طلبت الحكومة السورية الجديدة ذلك. في ظل الوضع الإقليمي المتوتر، لا تزال الدول الغربية حذرة في تعاملها هيئة تحرير الشام، لكن لا أحد يريد تفويت فرصة تجديد العلاقات مع سوريا، نظرا لخطر انقسام البلاد وعودة ظهور تنظيم “داعش” الذي يواصل نشاطه في البادية السورية. وقد أعلن الجيش الأميركي أنه قضى على 12 عنصرا من تنظيم “داعش” في غارات جوية في سوريا الاثنين.
من جهته، أكد رئيس الحكومة الانتقالية محمد البشير ضمان حقوق جميع الطوائف والمجموعات، فيما تعود الحياة إلى طبيعتها تدريجيا في سوريا.
وفي سياق التغيير التاريخي في بلد مدمر ومقسم إلى عدة مناطق نفوذ، نفذت إسرائيل المجاورة ليل الأحد والاثنين ضربات مكثفة على مواقع عسكرية في منطقة طرطوس الساحلية، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال المرصد إن هذه “أعنف” الضربات الإسرائيلية “منذ العام 2012” على المنطقة التي تضم قاعدة بحرية روسية، بينما يدعي الجيش الإسرائيلي أنه يريد منع وقوع أسلحة الجيش في أيدي متطرفين. وبعد عدة ساعات من الضربات، تواصل اشتعال النيران في مجمع مستودعات ذخيرة وسط انفجارات متقطعة.