كيف يمكن لكيم تحدي سياسة ترامب؟ محوران هامان لاستمرار المحادثات .. إليك التفاصيل
وهج الخليج ـ وكالات
تساءلت المحللة إلين كيم عما يمكن توقعه من الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج ـ أون في عام 2025؛ فالحرب في أوكرانيا تتصاعد إلى مستوى خطير.
وعقب نشر كوريا الشمالية أكثر من عشرة آلاف من القوات لدعم روسيا واشتباكها بعد ذلك مع القوات الأوكرانية في منطقة كورسك الروسية ، رفعت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن حظرا على أوكرانيا بشأن استخدام صواريخ أمريكية طويلة المدى لضرب داخل روسيا ، وهذا تغيير مهم في السياسة لإرسال تحذير لبيونج يانج وموسكو . وردا على ذلك أقرت روسيا عقيدة عسكربة نووية معدلة وخفضت عتبة استخدام الأسلحة النووية.
وقالت كيم ، وهي زميلة بارزة في كرسي كوريا في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية ، إن من الصعوبة بمكان التكهن بالكيفية التي سوف يتصاعد بها الموقف في الشهور المقبلة، ولكن هناك شيئا واحدا واضحا وهو أن كوريا الشمالية تقوم بدور محوريا في إطالة أمد الحرب الروسية الأوكرانية وتكثيفها .ويثير الآن قرارها بدخول الحرب خطر مشاركة دول أخرى في الحرب، بما في ذلك كوريا الجنوبية مما يوسع نطاق الحرب الأوكرانية إلى آسيا.
وأضافت كيم ، في تقرير نشرته مجلة ناشونال انترست الأمريكية ، أنه رغم أن كوريا الشمالية وقعت معاهدة شراكة استراتيجية شاملة مع روسيا في يونيو الماضي تتعهد فيه بالمساعدة في الدفاع المشترك ، فإن قرارها بنشر قوات يرجع أساسا إلى مصلحة ذاتية .
ووفقا لجهاز الاستخبارات الوطني الكوري الجنوبي ، ترددت تقارير مفادها أن روسيا تدفع للجنود الكوريين الشماليين الفي دولار شهريا ،مما يقدم للنظام أموالا نقدية يحتاجها بشدة . ويوفر النشر أيضا للقوات الكورية الشمالية خبرة قيمة في ميدان القتال ،وكانت أخر مرة أرسلت فيها كوريا الشمالية قوات إلى الخارج في عام 2016لمساعدة الحكومة السورية خلال حرب أهلية.
وأصبحت حرب أوكرانيا أيضا حقل تجارب للاسلحة الاستراتيجية الكورية الشمالية . وإصافة إلى الذخيرة وصواريخ كيه إن -23/24، سلمت كوريا الشمالية مؤخرا نظم صواريخ طويلة المدى ومدفعية لروسيا. وعلاوة على ذلك ، فمن خلال الالتزام بارسال قوات ، من المرجح أن تكون بيونج يانج قد حصلت على وعد من موسكو بدعم في المستقبل في حالة وقوع حدث طارئ في شبه الجزيرة الكورية.
وأضافت كيم أن السؤال الملح هو ما الذي سيحدث بعد ذلك.وبينما لا يزال من غير المؤكد ما إذا كانت إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب المقبلة تستطيع أن تنهي حرب أوكرانيا بسرعة ،فإن من المرجح أن يدفع تعهد ترامب بالسعي لتحقيق ذلك ، الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج -أون إلى إعادة تقييم استراتيجيته. ويتعين على سول وواشنطن أن تكونا مستعدتين لهذا ، في الوقت الذي تشهد فيه الولايات المتحدة تغييرا في القيادة.
وبينما لا يمكن تماما استبعاد استئناف دبلوماسية القمة بين كيم وترامب تماما ، ويرجع ذلك بشكل كبير إلى عدم التكهن بتصرفاتهما، يبدو أن هناك حافزا ضئيلا بالنسبة لكيم ليواصل مثل هذه المحادثات في الوقت الحالي.
أولا ، تجني كوريا الشمالية بالفعل فؤائد جمة من شراكتها الوثيقة مع روسيا ، بما في ذلك المال والغذاء والنفط والتكنولوجيا العسكرية المتقدمة.
ثانيا، مع قيام روسيا والصين بحماية بيونج يانج في مجلس الأمن والتنفيذ الضعيف للعقوبات ، لم تعد كوريا الشمالية تتعرض للضغط الدولي الشديد الذي واجهته في عامي2017 و2018 ، والذي ارغم كيم على المطالبة بتخفيف العقوبات في قمة هانوي عام 2019 مع الرئيس ترامب إنذاك . واخيرا، ربما يرى كيم فائدة ضئيلة في إجراء محادثات من جديد مع ترامب .
وقالت كيم إنه بالنظر إلى المستقبل ، من المرجح أن يشكل متغيران رئيسيان استراتيجية كيم جونج – أون وهما ، حدوث تغيرات محتملة في العلاقات بين كوريا الشمالية وروسيا عقب انتهاء الحرب ونهج إدارة ترامب تجاه كوريا الشمالية.
ويمثل أي إحياء تحالف عسكري مع روسيا إنجازا دبلوماسيا رائعا بالنسبة لكيم ، حتى إذا كان تاريخ تخلي الاتحاد السوفيتي عن كوريا الشمالية ، لصالح كوريا الجنوبية ،في عام 1990 ربما ما زال يترك شكوكا في ذهنه. ومن المرجح أن تدفع هذه الديناميكية الزعيم الكوري الشمالي صوب نهج مزدوج المسار.
فمن ناحية ، سوف يسعى كيم لتسريع وتيرة نقل التكنولوجيات العسكرية المهمة من روسيا قبل تولى إدارة ترامب مقاليد السلطة في شهر يناير /كانون الثاني العام المقبل. ومن ناحية أخرى ، ربما يعزز كيم التحالف بين كوريا الشمالية وروسيا من خلال إضفاء الطابع المؤسسي على تعاونهما باتخاذ إجراءات مثل تدريبات عسكرية مشتركة منتظمة لضمان استمرارية وقوة شراكاتهما حتى بعد انتهاء الصراع في أوكرانيا.
وحتى تصبح نوايا ترامب تجاه كوريا الشمالية أكثر وضوحا ، ربما يتجنب كيم اتخاذ إجراءات استفزازية لمنع تكرار أزمة النار والغضب عام 2017 ( التي تتعلق باطلاق كوريا الشمالية سلسلة من التجارب الصاروخية والنووية أظهرت قدرتها على إطلاق صواريخ باليستية خارج منطقتها المباشرة).
وبدلا من ذلك ، من المرجح أن يدير كيم العلاقات مع ترامب بينما يركز على تقدم القدرات النووية والصاروخية لكوريا الشمالية باستخدام تكنولوجيا حصل عليها من روسيا . وعندما يكون الوقت مناسبا ، من المرجح أن يظهر كيم هذه التهديدات المعززة للأراضي الأمريكية لتقوية موقفه التفاوضي مع واشنطن.
وقد يستغل كيم أيضا السياسة الخارجية لإدارة ترامب لصالحه . على سبيل المثال، فإنه ربما يستفيد من موقف ترامب المتشدد بشأن الصين لاستقطاب بكين لتكون أقرب لبيونج يانج ويحصن جبهة متحدة تضم الصين وروسيا وكوريا الشمالية لتحدي الولايات المتحدة .
وإذا تسبب نهج ترامب “أمريكا أولا” في إضعاف تحالفات الولايات المتحدة ، فإن كيم قد ينتهز الفرصة لتقويض تحالف الولايات المتحدة و كوريا الجنوبية وتقليص التعاون الثلاثي بين الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية لتشكيل البيئة الأمنية الإقليمية لصالحه .
وبالنسبة لإدارة ترامب ، فإن التعامل مع كوريا الشمالية في عام 2025 سيكون أكثر صعوبة بشكل كبير مما كان في 2018-2019. وتملك البلاد الآن ترسانة نووية أكبر ، وبرامج أكثر تقدما وتنوعا بشأن أسلحة الدمار الشامل، وتحالفا استراتيجيا مع روسيا ، وكل هذا شجع كيم جونج -أون على نحو غير مسبوق .
وفي عام 2022،أعلن كيم أن وضع كوريا الشمالية كدولة لديها أسلحة نووية لارجعة فيه ، وأدرج سياسة الاستخدام الأول للاسلحة النووية في دستور البلاد. في ونهاية المطاف، سوف تطالب كوريا الشمالية بنقابل مرتفع للغاية لاستئناف الحوار.
واختتمت كيم تقريرها بالقول إن الإدارة الأمريكية الجديدة تحتاج إلى استراتيجية جديدة من خلال مراجعة دقيقة للسياسة وإجراء مشاورات سياسية وتعاون وثيق مع سول وطوكيو . وببساطة ، العودة للتكتيكات السابقة أو الاعتماد على الصداقة الشخصية مع كيم ليست غير فعالة فحسب ، بل تجازف أيضا بعواقب خطيرة بالنسبة للمصالح الامريكية والأمن الإقليمي في آسيا.