المقالات

حول مكافحة الفساد

بقلم : مسلم بن احمد العوائد

الفساد محرّم في كل الشرائع والقوانين والحضارات، لأنه يجمع بين الظلم، والكذب، والسرقة، والخداع، والانتهاك، والاستحواذ بالقوة على حقوق الآخرين ، وشهادة الزور، والنفاق واخواتها.
والفاسد يتصف بهذه الصفات كلها، وعماتها وخالاتها وباقي ارحامها.

الفساد يهدم أركان الدول والمجتمعات والمؤسسات العامة والخاصة، ويضعف الهوية الوطنية، ويُنفّر المستثمرين من الداخل والخارج. الفساد هو الفشل، والفقر، والقهر، والريبة. ومع ذلك، لا يُستغرب أن يكون بعض الفاسدين كرماء، لطفاء، خدومين، يستخدمون الإجراءات الإدارية والمالية حسب الحاجة، وقد يكون لهم مكانة رسمية واجتماعية، وربما علمية أو شرعية أو إنسانية.

هذا قبل..
اما بعد..
الفساد يبدأ من الفرد، لتحقيق مصلحة شخصية، ثم يتوسع ليشمل مجموعة من الأفراد يتقاسمون الأدوار الشيطانية، مما يؤدي إلى نشوء مجتمعات وظيفية مختلفة تتنافس لتحقيق مصالح شخصية على حساب القانون. ولا يتوسع الفساد ويصبح ثقافة الا عندما يُمكن الضعفاء من الاقوياء فكرا وتأهيلا وكفاءة وامانة. قال ﷺ: “من استعمل رجلًا على عصابة وفيهم من هو أرضى لله منه فقد خان الله ورسوله والمؤمنين”

أخيرًا…
اعتمدت كثير من الدول الصاعدة على مؤسسات مثل “هيئة مكافحة الفساد” بشخصيتها الاعتبارية واستقلالها المالي والإداري، وصلاحياتها وضبطيتها القضائية، إضافة إلى منصات إلكترونية للإبلاغ عن الفساد والفاسدين، تحت إشراف أعلى سلطة في البلاد. حتى أصبحت بعض هذه الدول تصنَّف ضمن القوى الاقتصادية على مستوى القارات أو العالم.

ختامًا…

البيعة في الإسلام معاهدة والتزام شرعي بطاعة ولي الأمر في غير معصية، في المنشط والمكره، فالبيعة أمانة، ومن الأمانة تنفيذ القوانين الرسمية، ظاهرًا وباطنًا. ومخالفة ذلك يُعد خيانة للعهد ونقض للعقد والأمانة الشرعية والاجتماعية والوظيفية والوطنية.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “لا إيمان لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لا عهد له”، وقال ﷺ: “من خان من ائتمنه فأنا خصمه”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى