أخبار العالم

خلفت 22 شهيدا.. غارتان إسرائيليتان تدميان قلب بيروت

وهج الخليج ـ وكالات:

كان مساء الخميس هادئا في بيروت حين دوّت انفجارات قوية اهتزّت لها المباني. هذه المرة لم تستهدف الغارات الإسرائيلية معقل حزب الله في الضاحية الجنوبية بل طالت قلب العاصمة اللبنانية، وأدمته.

إثر الغارتين المتزامتين، تصاعدت أعمدة الدخان الكثيف في سماء العاصمة اللبنانية التي هرعت في طرقاتها سيارات الإسعاف لانتشال القتلى وإنقاذ الجرحى وهم بالعشرات. واستهدفت الغارتان حيّين سكنيّين مكتظين في قلب بيروت وأسفرتا عن استشهاد 22 شخصا وإصابة أكثر من مئة آخرين، بحسب حصيلة غير نهائية أعلنتها وزارة الصحة اللبنانية. وهذه هي المرة الثالثة التي يطال فيها قصف إسرائيلي قلب بيروت وليس ضاحيتها الجنوبية منذ بدأ التصعيد بين إسرائيل وحزب الله في 23 سبتمبر. كما أنّ هذه الحصيلة هي الأعلى التي تسجّل في ضربة إسرائيلية على العاصمة اللبنانية منذ بدأت الحرب الحالية.

وفي حيّ البسطا الشعبي الذي تقطنه غالبية مختلطة من السكّان السنّة والشيعة، انهار من جراء الغارة مبنيان مكوّنان من بضع طبقات. على بُعد نحو كيلومتر واحد من هذين المبنيين كانت امرأة لبنانية لا تزال تحاول التقاط أنفاسها. وقالت هذه الأم التي فضّلت عدم الكشف عن هويتها “في العادة أنا لا أخاف، لكن هذه المرة أحسست وكأن زلزالا ضرب المنطقة”، مبدية رغبتها بمغادرة منزلها إلى منطقة أكثر أمنا. على الأرض، وجّه عاملو الإنقاذ أضواء كشّافاتهم الكبيرة إلى الركام في محاولة منهم لتوفير رؤية أفضل في الظلام. وعمل عشرات الرجال، بعضهم يرتدي سترات صفراء، على رفع الأنقاض بالمجارف، فيما غرقت أقدام بعضهم في الوحل الذي تكون على ما يبدو من انفجار أنبوب مياه. وبصوت عال صرخ أحدهم “انتبهوا هناك حفرة”، بينما كان عدد من الجرحى ممدّدين على جانب الطريق، فيما جمع سكان ملابسهم في حقائب استعدادا لمغادرة المنطقة.

وخلال الأسبوعين الماضيين، استهدفت إسرائيل بصورة شبه يومية الضاحية الجنوبية لبيروت، المعقل الأساسي لحزب الله. لكنّ استهدافات العاصمة ظلت نادرة. وفي حي النويري غير البعيد كثيرا عن حي البسطا والذي استهدفته الغارة الثانية مساء الخميس، تعرّضت بناية جديدة من ثماني طوابق لأضرار كبيرة. وقال أيمن الذي يعيش على مقربة من موقع الغارة وطلب عدم ذكر اسمه الكامل “سمعتُ ثلاثة انفجارات”. وأضاف “نوافذ المطبخ تحطمت، وابني بدأ يبكي”. وعملت فرق الإطفاء على إخماد حريق نجم عن الغارة التي استهدفت وفقا للوكالة الوطنية للإعلام الرسمية “مبنى سكنيا”. وأخلت فرق الإطفاء السكان من الطوابق العليا للمبنى بواسطة سلّم آلي.

وروى حسن جبر الذي يقيم في مبنى مجاور كيف أصيب بجروح في يده وقدمه من جراء الغارة. وقال “نزلتُ من البيت لرمي القمامة، فتحتُ باب المصعد وفجأة حدثت الضربة” التي أسقطته أرضه. وأضاف “كانت صدمة كبيرة”. وفرض الجيش اللبناني طوقا أمنيا مشدّدا في المكان. وأعلن حزب الله أنه سيلغي مؤتمرا صحافيا كان مقررا الجمعة “في ضوء التطورات الحالية”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى