المقالات

طوفان الاقصى ومعركة المصير

بقلم: إبراهيم عطا

مع مرور عام على عملية “طوفان الاقصى” المباركة، واشتداد المواجهات على جبهات الاسناد كافة، والانتقال التدريجي نحو حرب اقليمية باتت مؤكدة قد تتحول الى حرب عالمية قبل اكمال الطوفان لعامه الثاني، ما زالت تفاصيل المشهد على حالها:

– صمود اسطوري للمقاومة في غزة بالرغم من تكرار المجازر الفظيعة التي يرتكبها العدو وأدت حتى الان الى استشهاد اكثر من ٤١ الف من المدنيين، ودمرت تقريبا نصف بيوت القطاع…وكذلك صمود اسطوري وتصدي مبهر على الجبهة اللبنانية بالرغم من القصف العنيف لمعظم المدن والقرى وخاصة في العاصمة بيروت واستشهاد الاف من قيادات وكوادر الصف الاول في المقاومة والحزب، وعلى راسهم الامين العام السيد حسن نصرالله…

– مواقف الانظمة العربية المتخاذلة لا تزال على حالها وتصريحاتها المقولبة حول عملية السلام وحل الدولتين والمساعدات الانسانية كما هي وتتكرر مع كل مجزرة وتصعيد جديد، مع محافظتهم على الغياب الفعلي والدور المؤثر في هذه المجابهة المصيرية واستمرار اختفاء ما يسمى بجامعة الدول العربية…

– تزايد النفاق العالمي بقيادة الولايات المتحدة الإرهابية التي اقرفتنا بحديثها المتكرر عن “الجهود المبذولة للوصول الى هدنة او وقف إطلاق النار”، بينما مبادرات وتصريحات “الرئيس الروبوت” لا تصب بمجملها الا في مصلحة “مستعمرة اسرائيل الصهيونية” ولا تساهم الا في تنفيذ مخططاتها واطماعها التوسعية…

– تمادي الصهاينة الى ابعد الحدود بوقاحتهم واستخفافهم بالقرارات الدولية وضربهم عرض الحائط بكل القوانين الانسانية والاخلاقية، واطلاقهم للتهديدات تجاه الجميع وبكل الاتجاهات، حتى وصل بهم الامر الى اعلان الامين العام للأمم المتحدة شخصا غير مرغوب به (persona non grata) ومنعه من دخول الكيان…

– ازدياد الاحباط لدى المواطن العربي من مواقف الحكومات الباهتة تجاه ما يجري، حيث لم يعد يرى بالحكام العرب اكثر من مجموعة كومبارس في سيمفونية ماما امريكا ومخططاتها الجهنمية…

– ألمشككون في جدوى المقاومة والنضال ضد الاحتلال ما زالوا على مبادئهم، بلا مبدأ، ولا يرون في الطوفان إلا خسائر في الأرواح والممتلكات بلا جدوى، ولا يرون في دعم ايران سوى اطماع فارسية وفي ردها العسكري سوى مجرد مسرحية، ولا يقدمون بديلا الا الخطاب الطائفي والكثير من التخويف والتهويل…

– ازدياد الهجرة المعاكسة الى خارج الكيان وقد تصل الى الثلث من سكانه، اي عودة الصهاينة الى اوطانهم الاصلية او البحث عن اوطان بديلة في آسيا وامريكا اللاتينية، وتراجع الاقتصاد وانهيار العملة والبورصة والاستثمارات بعد تلقي اقتصاد الكيان لضربتين من التصنيف السلبي من “موديز” و”ستاندرد اند بورز”…

– ازدياد ملحوظ في حركة الدعم والتأييد الدولي للشعب الفلسطيني وتواصل المسيرات والمظاهرات المعارضة لحرب الابادة التي تمارسها العصابات الصهيونية في الوقت الذي نشهد فيه تراجعا واضحا في الزخم الشعبي العربي والمبادرات في مساندة صمود أهلنا في غزة وعموم فلسطين…

– زيادة التعتيم الاعلامي العالمي على فظائع المجازر الصهيونية مع تفادي نقل الصورة الحقيقية للواقع الاليم حول معاناة الاطفال والمدنيين وتعذيب الاسرى الفلسطينين وقتلهم وسرقة اعضائهم، على عكس ما يلقاه الاسير الصهيوني لدى المقاومة من معاملة انسانية…

هذه بعض الجوانب من الصورة المتعاظمة ومن إنجازات الطوفان في عامه الاول والتي لا تحصى ولا تعد، وأهمها ان القضية الفلسطينية عادت الى واجهة الاحداث العالمية، وأن الانتصارات قادمة لا محالة وستكون على مستوى التضحيات اذا ما كنا على مستوى التحديات، لذلك لا تكن يا أخي متفرجا وساهم بما استطعت في معركة التحرير والمصير من خلال النشر والمقاطعة وتقديم كل اشكال الدعم والمساندة، لان فوز العدو علينا سيحولنا جميعا الى “غوييم” اي حيوانات في خدمة اليهود، كما يحلوا لهم تسميتنا في دينهم وكتبهم وتعاليمهم…فلا تستهين يا أخي في قدرتك على التأثير، وشارك في احياء ذكرى السابع من اكتوبر وسجل موقفا واضحا مع الحق والعدل بوجه اعداء الامة والدين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى