وزير الخارجية : الوضع في غزة أثبت هشاشة النظام العالمي ويشكل تحديًا للقانون الدولي
وهج الخليج – مسقط
وأكّد معالي السيد بدر البوسعيدي وزير الخارجية في كلمة سلطنة عُمان في افتتاح أعمال قمة المستقبل التي عقدت بمقر الأمم المتحدة التزامها الراسخ بالعمل متعدد الأطراف والتعاون الدولي باعتباره السبيل لتحقيق الأهداف المشتركة التي تسعى إليها قمة المستقبل. وقد شدد معاليه على أن الحوار، الواقعية، والاحترام المتبادل هي المبادئ الأساسية التي تنتهجها عُمان في سياستها الخارجية، مؤكداً أن هذه القيم هي الأساس الضروري لمعالجة الأزمات العالمية المعقدة والمتشابكة التي يشهدها عالم اليوم.
وفي مداخلة خاصة تحت عنوان “الحلول متعددة الأطراف من أجل غدٍ أفضل”، أشار معاليه إلى أن منصات الحوار الشاملة، مثل الأمم المتحدة، تلعب دورًا محوريًا في تعزيز تلك القيم. ومع ذلك، لفت معاليه الانتباه إلى التحديات الراهنة في ظل استمرار الحرب في غزة، والتي تُبرز هشاشة الوضع الإقليمي والدولي. وأوضح أن تصاعد العنف ومعاناة المدنيين وفشل جهود السلام يمثل تهديدًا لمبادئ التعددية وسيادة القانون. وأكد معاليه أن الفشل المستمر في التعلم من الماضي وفهم الحاضر، خاصةً فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، يعرقل جهود تحقيق السلام الدائم.
وأشار معالي السيد الوزير إلى ضرورة التخلص من التفكير بعقلية الحرب الباردة التي تكرس الانقسامات الثنائية وتبنى على مفاهيم الألعاب الصفرية. وأوضح أن تعزيز فاعلية المؤسسات الدولية في حل النزاعات يعتمد بشكل كبير على تبني تفكير أكثر انفتاحًا وواقعية، يتناسب مع واقع العالم المتعدد الأقطاب اليوم.
وأكد معالي السيد بدر بن حمد البوسعيدي أن القضايا في الشرق الأوسط لن تُحل إلا إذا تم فتح قنوات للحوار والتواصل مع كافة الأطراف، بما في ذلك من وصفهم بعض أعضاء المجتمع الدولي بـ”الأعداء”. وأضاف أن الحل المستدام لا يمكن تحقيقه إلا من خلال معالجة الجذور الأساسية للنزاع، مشيرًا إلى أن الانتهاكات المستمرة للقانون الدولي منذ إنشاء المشروع الصهيوني قد جعلت المنطقة أقل أمانًا، وأن الحل العادل والدائم يجب أن يقوم على أساس مبدأ حل الدولتين.
ودعا معالي السيد وزير الخارجية إلى ضرورة إصلاح الأطر التعددية لتعكس الواقع الدولي المتغير، من خلال تمثيل أوسع للأصوات المختلفة وتعزيز التركيز على العدالة والقانون الدولي وحل النزاعات بالطرق السلمية. وأكد أن سلطنة عُمان ستواصل دعم الجهود التي تعزز التعاون والثقة والتفاهم والعدالة بين الجميع.
كما تطرق معالي السيد إلى أهمية البدء في تنفيذ سياسات خلّاقة تركز على التنمية المستدامة، مشيرًا إلى توافق “رؤية عُمان 2040” مع تلك الجهود، وأكد استمرار سلطنة عمان في دعم الشباب كقوة دافعة لبناء المستقبل.
وفي ختام كلمته، شدد معاليه على الدور المحوري للتكنولوجيا والتعاون الرقمي في التصدي للتحديات البيئية والاقتصادية والاجتماعية، مشيرًا إلى أهمية العلم في تحسين كفاءة استخدام الموارد البيئية.