أول انتخابات رئاسية في سريلانكا منذ الانهيار الاقتصادي
وهج الخليج ـ وكالات
ادلى الناخبون في سريلانكا بأصواتهم اليوم لاختيار رئيس جديد في انتخابات تعد بمثابة استفتاء على خطة التقشف التي أقرها صندوق النقد الدولي بعد الأزمة المالية غير المسبوقة التي عصفت بسريلانكا.
ويخوض الرئيس الحالي رانيل ويكريميسينغه معركة صعبة من أجل البقاء في منصبه لمواصلة الإجراءات التي أدت إلى استقرار الاقتصاد في سريلانكا وأنهت أشهرا من نقص الغذاء والوقود والأدوية.
وتمكّن ويكريميسينغه خلال العامين اللذين أمضاهما في منصبه من إعادة الهدوء إلى الشارع بعد الاضطرابات الشعبية التي أثارتها الأزمة الاقتصادية عام 2022 وشهدت اقتحام آلاف المتظاهرين لمقر الرئيس السابق الذي فر من البلاد. وقال ويكريميسينغه (75 عاما) بعد الإدلاء بصوته صباحا “أخرجت هذا البلد من الإفلاس” مضيفا “سأعطي سريلانكا الآن اقتصادا متطورا ونظاما اجتماعيا متطورا ونظاما سياسيا متطورا”. لكن زيادات الضرائب التي فرضها ويكريميسينغه وفقا لشروط خطة إنقاذ صندوق النقد الدولي البالغة 2,9 مليار دولار، تركت ملايين السريلانكيين يكافحون من أجل العيش.
ويواجه ويكريميسينغه منافسة شديدة من مرشحين اثنين يعدان أوفر حظا، أولهما أنورا كومارا ديساناياكا، وهو زعيم أحد الأحزاب الماركسية التي يحفل تاريخها بالعنف. وقاد الحزب انتفاضتين فاشلتين في السبعينات والثمانينات أدت إلى مقتل أكثر من 80 ألف شخص. ونال الحزب أقل من 4 في المئة من الاصوات في الانتخابات البرلمانية السابقة. غير أن الأزمة في سريلانكا أعطت دفعا وشعبية لديساناياكا البالغ 55 عاما بناء على شعاره بتغيير الثقافة السياسية “الفاسدة” في الجزيرة.
والمنافس القوي الثاني هو ساجيت بريماداسا، الزعيم المعارض ونجل رئيس أسبق اغتيل عام 1993 خلال الحرب الأهلية التي استمرت عقودا في سريلانكا. وتعهد بريماداسا مكافحة الفساد. وإلى جانب ديساناياكا وعد بإعادة التفاوض على شروط خطة إنقاذ صندوق النقد الدولي.
ويتنافس في هذه الانتخابات 39 شخصا بينهم مرشح عمره 79 توفي الشهر الماضي جراء أزمة قلبية لكنه لا يزال على لائحة المرشحين.
ويحق لأكثر من 17 مليون ناخب الادلاء بأصواتهم، وقد نشرت السلطات أكثر من 63 ألف شرطي لحماية مراكز الاقتراع ومراكز الفرز. وقال الناطق باسم الشرطة نهال تالدوا “لدينا أيضا فرق لمكافحة الشعب متأهبة في حال وقوع أي مشكلات، لكن حتى الآن كل شيء يجري بسلام”. وأضاف “في بعض المناطق اضطررنا لنشر الشرطة لضمان حماية مراكز الاقتراع من الحيوانات البرية خصوصا الأفيال البرية”.
وتجمع عشرات الأشخاص أمام مراكز اقتراع في كولومبو قبل أن فتحت أبوابها وسط وجود أمني كثيف في أنحاء العاصمة. ومن المتوقع أن تعلن النتيجة الأحد، لكن النتيجة الرسمية قد تتأخر إذا كانت المنافسة متقاربة.