استعراض الفرص الاستثمارية بملتقى الطاقة والمعادن لتعزيز الشراكة المجتمعية
وهج الخليج ـ مسقط
استعرض ملتقى الطاقة والمعادن في محافظة ظفار الفرص الاستثمارية والمشروعات الحالية والمستقبلية وسبل تعزيز الشراكة المجتمعية مع الشركات المحلية، نظمته وزارة الطاقة والمعادن تحت رعاية صاحب السُّمو السّيد مروان بن تركي آل سعيد محافظ ظفار.
ناقش الملتقى آخر المستجدات والمؤشرات المتعلقة بقطاعات النفط والغاز والطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر، وسبل استغلال الموارد المعدنية في سلطنة عُمان والتحديات التي تواجه قطاعات الطاقة والمعادن.
وألقى سعادةُ محسن بن حمد الحضرمي، وكيل وزارة الطاقة والمعادن كلمة أشار فيها إلى حرص الوزارة على تنظيم وتنمية قطاع الطاقة والمعادن بما يحقق الاستغلال الأمثل للموارد الطبيعية مع مراعاة الجوانب الصحية والسلامة المهنية وحماية البيئة من خلال التركيز على تطوير واستغلال مصادر الطاقة والمعادن بكفاءة وابتكار لدعم الاقتصاد الوطني.
وأشار سعادتُه إلى إنجازات الوزارة في قطاعي النفط والغاز، إذ بلغ متوسط الإنتاج اليومي للنفط 1.05 مليون برميل، فيما شهد إنتاج الغاز ارتفاعًا بنسبة 4 بالمائة ليصل إلى 142.5 مليون متر مكعب يوميًّا مبينًا أن قطاع المعادن شهد تطورًا في الإنتاج والمبيعات لاسيما في محافظة ظفار التي أنتجت أكثر من 13 مليون طن من الحجر الجيري، وصُدّر خلال سنة أكثر من 11 مليون طنّ من الجبس.
ووضح سعادةُ وكيل وزارة الطاقة والمعادن أن محافظة ظفار تحظى بفرص إقامة ثلاثة مشروعات لإنتاج الهيدروجين الأخضر تمتد على مساحة إجمالية تبلغ 1,087 كيلومتر مربع، مستفيدة من قدرات إنتاج الطاقة المتجددة التي تصل إلى 14.1 جيجاواط من الطاقة الشمسية والرياح، ما سيسهم في إنتاج حوالي 553 ألف طن سنويًا من الهيدروجين الأخضر.
واشتمل الملتقى على تقديم ثلاثة عروض مرئية ركزت على المشروعات الكبرى والتطوّرات في القطاعات الحيوية، حيث قدّم المهندس سعود بن خميس المحروقي، مدير عام المعادن، عرضًا مفصلًا حول الجهود المبذولة لتعزيز استغلال الموارد المعدنية في سلطنة عُمان، مشيرًا إلى أن محافظة ظفار تتميز بثرواتها الغنية من الحجر الجيري والجبس، وأن صادرات الجبس وحدها بلغت 11 مليون طن خلال العام الماضي مقارنة بـ 9 ملايين طن في عام 2022، ما يعزز مكانة سلطنة عُمان كواحدة من أبرز الموردين العالميين للمواد الخام.
من جانبه استعرض الدكتور فراس بن علي العبدواني، مدير عام الطاقة المتجدّدة والهيدروجين، في عرضه المرئي استراتيجية سلطنة عُمان في مجال الطاقة المتجدّدة والهيدروجين الأخضر، وتناول جهود تحويل سلطنة عُمان إلى مركز عالمي لإنتاج وتصدير الهيدروجين الأخضر، مؤكدًا على أهمية تخصيص 65,000 كيلومتر مربع لمشروعات الطاقة المتجددة، لإنتاج مليون طن من الهيدروجين الأخضر سنويًا بحلول عام 2030.
كما استعرض المهندس صلاح بن مبارك الحجري، مهندس إنتاج في المديرية العامة للاستكشاف والإنتاج، التطوّرات الأخيرة في قطاعي النفط والغاز، والتركيز على استخدام التقنيات الحديثة مثل تقنيات الاستخلاص المعزز للنفط لتعظيم الإنتاج.
بعد ذلك، أقيمت جلسة نقاشية شارك فيها عدد من المسؤولين بوزارة الطاقة والمعادن بحضور الشركات المحلية، وتطرقت إلى التحديات التي تواجهها الشركات في المحافظة لاسيما في مجالات التعدين والطاقة، إلى جانب مناقشة القضايا المتعلقة بتحسين بيئة الاستثمار في المحافظة وتقديم حلول عملية للتحديات التي تواجهها الشركات المحلية.
كما أكدت الجلسة النقاشية في ختام أعمال الملتقى على أهمية توطين الصناعات ودور استخدام المنتجات التعدينية المحلية في المشروعات الوطنية، والاستفادة من الموارد المحلية في تعزيز التنمية الاقتصادية، وتقليل الاعتماد على الاستيراد بالإضافة إلى مناقشة تسعير وتسويق خام الجبس، مما يسهم في تعظيم العوائد المالية من هذا القطاع الحيوي، ويدعم جهود تطوير الصناعات التعدينية المحلية.
من جهة أخرى، نظمت وزارة الطاقة والمعادن، زيارات ميدانية ضمن برنامج الملتقى إلى عدد من المواقع بقطاعات الطاقة والمعادن في محافظة ظفار، للوقوف على المشروعات وتعريف المشاركين بالجهود التي تقوم بها الوزارة لتنظيم وتنمية قطاع الطاقة والمعادن بما يحقق الاستغلال الأمثل للموارد الطبيعية، وشملت منطقة الامتياز رقم 58 التابعة لشركة /تيثيز أويل/ لاستكشاف النفط والغاز، وموقعًا لاستخراج الجبس التابع لشركة /كنوز/ في ولاية ثمريت، وزيارة أحد المواقع المخصصة لإنتاج الهيدروجين الأخضر وبدأت الشركة بدراسته وتحليل سرعة الرياح في الموقع.