ترامب ينجو من محاولة اغتيال .. تعرف على المتهم
وهج الخليج – وكالات
أعلن مكتب التحقيقات الفدرالي الأميركي أن دونالد ترامب كان على ما يبدو هدفا لمحاولة اغتيال مساء الأحد في فلوريدا، حيث أفادت حملة المرشح الجمهوري للرئاسة أنه آمن ولم يُصب بأذى. وأكد جهاز الخدمة السرية أن واحدا أو أكثر من عملائه “فتحوا النار على مسلح” رصد على تخوم ملعب الغولف الخاص بترامب، وقد عُثر على “بندقية من طراز “إيه كيه 47” مع منظار بالإضافة إلى كاميرا فيديو من نوع “غوبرو”. وفر المشتبه به بسيارة سوداء لكن السلطات تعقبتها بعدما نجح شاهد عيان في تحديدها. وقال ريك برادشو رئيس الشرطة في مقاطعة بالم بيتش خلال مؤتمر صحافي “لدينا شخص قيد الاحتجاز الآن وهو مشتبه به”.
ـ من هو المتهم
تداولت وسائل إعلام أميركية اسم راين ويسلي روث الذي أجرت معه وكالة الأنباء الفرنسية مقابلة عام 2022 في كييف حيث ذهب لدعم الشعب الأوكراني، على أنه المسلّح الذي أطلق النار. أضاف أن ترامب كان يلعب الغولف في ويست بالم بيتش بولاية فلوريدا على مقربة من مقره في مارالاغو عندما رصد مطلق النار على مسافة منه.
وأوردت شبكتا “سي إن إن” و”سي بي إس” أن روث كان يعمل لحسابه الخاص في بناء مساكن ميسورة الكلفة في هاواي، ولديه سجل إجرامي طويل وهو ينشر بانتظام مقالات عن السياسة والأحداث الجارية، وينتقد أحيانا ترامب، المرشّح الجمهوري للرئاسة الأميركية. وقد أعرب روث بوضوح عن دعمه لأوكرانيا بعد الغزو الروسي.
وقال روث في منشور على إكس في مارس 2022، وفق صحيفة نيويورك تايمز التي أجرت معه مقابلة أيضا “أنا مستعد للسفر إلى كراكوف والذهاب إلى حدود أوكرانيا للتطوع والقتال والموت…”. وأجرت وكالة فرانس برس مقابلة مع روث في كييف أواخر أبريل 2022 فيما كان يشارك في تظاهرة لدعم الأوكرانيين المحاصرين في مدينة ماريوبول. وقال للوكالة وقتها “بوتين إرهابي ويجب وضع حد له، لذلك نريد من الجميع في كل أنحاء العالم أن يتوقفوا عما يفعلونه وأن يأتوا إلى هنا الآن”.
من جهته أكد المتحدث باسم حملة ترامب الانتخابية ستيفن تشونغ في بيان أن “الرئيس ترامب آمن بعد إطلاق عيارات نارية في محيطه”. وقال ترامب في رسالة لجمع التبرعات نشرت على موقعه الإلكتروني “لا تخافوا! أنا آمن، ولم يصب أحد بأذى. الشكر لله”. وفي وقت لاحق، شكر الجمهوري جهاز الخدمة السرية وبرادشو وأجهزة إنفاذ القانون على “العمل الرائع الذي قاموا به اليوم” للحفاظ على سلامته. وكتب ترامب ليل الأحد على منصته “تروث سوشال”، “أريد أن أشكر الجميع على اهتمامكم وتمنياتكم الطيبة. لقد كان بالتأكيد يوما مثيرا للاهتمام!”.
وهذه المرة الثانية خلال شهرين التي يتعرض فيها ترامب لتهديد من مسلح. فقد أصيب الرئيس السابق بأذنه في 13 يوليو أثناء إلقائه كلمة خلال تجمع انتخابي في الهواء الطلق في بتلر بولاية بنسلفانيا. وأدى حادث باتر إلى مقتل أحد المشاركين في التجمع وإصابة اثنين آخرين بجروح خطرة، بينما قُتل المسلح برصاص قناص من جهاز الخدمة السرية.
ولم يؤكد المسؤولون الذين تحدثوا في المؤتمر الصحافي الأحد ما إذا كان المسلح قد أطلق النار باتجاه الرئيس السابق، لكنهم قالوا إن أعيرة نارية أطلقت من جانب أفراد من الخدمة السرية. وقال رافاييل باروس من جهاز الخدمة السرية “نحن لسنا متأكدين الآن ما إذا كان هذا الفرد تمكن من إطلاق النار على عملائنا”. وأفاد مكتب التحقيقات الفدرالي أنه “يحقق في محاولة اغتيال على ما يبدو للمرشح الجمهوري لرئاسة الولايات المتحدة”. وأشاد المسؤولون بالتحرك السريع لجهاز الخدمة السرية، وهي الوكالة التي خضعت لتدقيق مكثف بعد فشلها في منع مسلح من إطلاق النار على ترامب في بنسلفانيا. وقال برادشو إن أفراد الخدمة السرية الذين كانوا يؤمنون الحماية لترامب في الملعب خلال ممارسته لعبة الغولف شاهدوا “فوهة بندقية تبرز من السياج واشتبكوا على الفور مع هذا الشخص الذي فر هاربا في هذا الوقت”.
وأضاف أن المشتبه به كان متمركزا على مسافة تراوح بين 300 إلى 500 ياردة (من 275 إلى 455 مترا)، لكن “مع بندقية ومنظار كهذا، لا تعد هذه مسافة طويلة”.
وأصدر البيت الأبيض بيانا قال فيه إن الرئيس جو بايدن ونائبته كامالا هاريس، منافسة ترامب الديموقراطية في الانتخابات المقررة في نوفمبر، تم إطلاعهما على الحادث. وأكد بايدن في بيان “ليس هناك مكان للعنف السياسي أو أي عنف على الإطلاق في بلدنا”. أضاف “أعطيت توجيهات لفريقي لمواصلة التأكد من امتلاك جهاز الخدمة السرية كل الموارد والقدرات والاجراءات الوقائية الضرورية لضمان سلامة الرئيس السابق”. وأعربت هاريس على وسائل التواصل الاجتماعي عن سعادتها لأن ترامب “آمن”.
وواجهت الخدمة السرية الأميركية، المكلفة حماية الرؤساء والرؤساء السابقين وغيرهم من كبار الشخصيات، انتقادات بعد حادث محاولة اغتيال ترامب في بنسلفانيا. وفي وقت لاحق، استقالت مديرة الوكالة الأمنية كيمبرلي شيتل، ومنح ما لا يقل عن خمسة من موظفيها إجازة إدارية. واعترفت شيتل في خطاب استقالتها بأن الوكالة “قصّرت” في مهمتها لحماية قادة الأمة.