زوال اسرائيل بحماقتها الكبرى ” جيل غزة القادم “
بقلم :حميد صالح المجيني
قال تعالى : ﴿ وَلَمَّا بَرَزُواْ لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِۦ قَالُواْ رَبَّنَآ أَفۡرِغۡ عَلَيۡنَا صَبۡرٗا وَثَبِّتۡ أَقۡدَامَنَا وَٱنصُرۡنَا عَلَى ٱلۡقَوۡمِ ٱلۡكَٰفِرِينَ ﴾ [ البقرة: 250]
يظهر الشعب الفلسطيني في قطاع غزة قوة نفسية استثنائية في مواجهة التحديات الكبيرة؛ فهم صامدون رغم القتل والتدمير ومسحوقون ومخذولون رغم انتمائهم لأمة محمد صلى الله عليه وسلم .لا يستسلمون أمام الظروف القاهرة و لا تنكسر ارادتهم وعزيمتهم البتة، فمن أين لهم كل هذه القوة النفسية والإرادة الحديدية ؟!.
للإجابة عن هذا السؤال لا بد من الغوص في أتون الشخصية الغزاوية. ولماذا تختلف عن الشخصية الفلسطينية بشكل عام ،وحتى نصل للجواب الشافي دعوني ارحل بكم إلى الفكر الاجتماعي السياسي العربي القديم وهو الفكر الأسطوري التونسي فابن خلدون في مقدمته نظر إلى ان الحضارات دائما ما تقوم على أكتاف المسحوقين والمظلومين ، ولا يكون التحرير إلا على يد الذين ذاقوا مرارة الألم والفقدان والحرمان ،فعلى أكتاف المسلمين بقيادة الرسول صلى الله عليه وسلم ،ولدت الدولة الإسلامية الفتية حيث انتصر بضع مئات من المظلومين المطرودين والمهجرين على زعامات السياسة والمال في قريش، وعلى أكتاف مثل هؤلاء انتصر العباسيون على الأمويين ،كما وعلى أكتاف المماليك( المسحوقين المستعبدين في ضواحي المعمورة وعواصم بلدان آسيا الوسطى ) دُحر المغول وحررت بلاد المسلمين….وبالتالي وحسب نظرية ابن خلدون ستتحرر فلسطين بأيدي الأطفال الغزاويين المظلومين المسحوقين حتى ولو بعد حين .
ومن هذا المنطلق ومن خلال قراءتي للنفسية الغزاوية الحديدية أرى بأن اسرائيل ترتكب أعظم حماقاتها التي بإذن الله ستؤدي إلى زوال هذا الكيان اللقيط ، وذلك لأنهم يجهزون جيلاً من الشباب رأى الموت وتعامل معه وأصبح الموت بالنسبة لهم مطلب يتشرفون به لنيل الشهادة. قال تعالى : ﴿ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ﴾ الأنفال [30].