احذروا الفتن واحفظوا الوطن
بقلم : مسلم بن احمد العوائد
للبيعة الشرعية مكانة عظيمة في الاسلام ، انها عقيدة الولاء والبراء، عقيدة يتميز بها ديننا الحنيف عن غيره من الشرائع، بها يعم الامن والاستقرار، فالولاء لله والرسول وولي الامر، بينما الولاء في بلدان الاحزاب تتعدد وتتغير حسب الظروف والمصالح.
فمن كان وفيا وصادقا في بيعته مدركا لمكانتها واهميتها بل وضرورتها لحفظ الدين والوطن، عليه ان يستغل وظيفته بنزاهة لخدمة الناس، و العمل على تأليف كيانات المجتمع على اختلافها الجغرافي والفكري والتاريخي، وعدم استغلال الوظيفة، في نصرة طرف على اخر، بسبب ايديلوجية مذهبية أو مناطقية أو قبلية أو فئوية، فهذا خلل في فهم او تجاهل للبيعة، وعلى من وقع في ذلك ان يراجع بيعته، فقد يكون خلع يدا من طاعة، قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “من خَلَعَ يدًا من طاعة لقي الله يوم القيامة لا حجة له، ومن مات ليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية”.
هذا قبل..
اما بعد..
جاء في خطاب لجلالة السلطان هيثم بن طارق حفظه الله ورعاه في النزاهة “والنزاهة التي لا بدّ أن تسود كافة قطاعات العمل وأن تكون أساساً ثابتاً راسخاً لكل ما نقوم به”
فمن كان صادقا مخلصا في بيعته الشرعيه والوطنية للسلطان هيثم حفظه الله ورعاه، فليؤدي الأمانة بنزاهة وليحافظ على العهد. فلا دين لمن لا عهد له، وعليه ان يلزم الجماعة ، قال الرسول صلى الله عليه “…فمن خرج من الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه إلا أن يرجع”.
اخيرا… .
نزاهة القضاء يحفظ هيبة الدولة واستقرارها واقتصادها وامنها، ومكانتها في نفوس الناس.
وفساد القضاء، ينتج عنه فوضى خلاقة في كل المجالات.
يقول ابن خلدون ان فساد القضاء يُفضي إلى نهاية الدولة…!!
وفي نفس السياق، يذكر ان رئيس وزراء بريطانيا في الحرب العالمية الثانية تشرشل، قال للوزراء اذا القضاء بخير فبريطانيا بخير، رغم الدمار الكبير الذي طال بريطانيا بسيب الحرب. لأن القضاء النزيه هيبة الدولة وسر نهضتها.
ختاما..
قال تعالى : { وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ * مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ】